Al Jazirah NewsPaper Saturday  29/09/2007 G Issue 12784
الريـاضيـة
السبت 17 رمضان 1428   العدد  12784
رسالة عاجلة إلى أمير الشباب
مي عبد العزيز السديري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحديث يطول ولكن اسمح لي يا صاحب السمو الملكي أن أهنئك بشهر رمضان المبارك وأن أسأل الله أن يعيده عليكم وعلى جميع المسلمين باليمن والبركة.

مشهود لك ومعروف عنك، رحابة صدرك وتقبلك للآخرين وتواضعك وأنك ديمقراطي في عملك، بعيد كل البعد عن الدكتاتورية، تسمع رأي الكبير والصغير وتهتم بكافة شرائح المجتمع واسناداً إلى هذا فإنني أمثل جزءاً من مجتمعنا السعودي الغالي وأود أن أطرح موضوعاً حساسا يهم المجتمع بأكمله لما فيه من مصلحة وفائدة عامة.

المرأة نصف المجتمع وقد أنصفتها حكومتنا الرشيدة في كثير من المجالات تطبيقاً للشريعة الإسلامية، كيف لا وهي الأم والزوجة والأخت والبنت، وللإنصاف فقد أعطت الحكومة المرأة حقها في التعليم والوظائف وفي مجالات عديدة أخرى ولكن هناك بعض الفجوات التي أطالب فيها بالمساواة بين الرجل والمرأة ومنها المساواة بين الرجل والمرأة ومنها المساواة في الصحة وكما يقال لا يمكن أن تكون اليد قوية إذا كان القلب ضعيفاً.

هناك رعاية خاصة بالرجال تقدمها لهم النوادي العديدة المنتشرة في جميع محافظات وطننا الحبيب ولكننا لا نجد نوادي نسائية في الوقت الذي تجد تلك النوادي دعماً مطلقاً من رعاية الشباب والدولة.

نعم هناك بعض الأندية التابعة للمستشفيات ولكنها نوادي لفئة معينة لا تقدم الرعاية للمجتمع.

إني استغرب وأسأل ما الفرق بين النوادي الخاصة التي يدعمها رجال الأعمال والشركات الكبرى وبين نادي السيدات وأني أرى أن هناك حاجة ماسة بأن يكون هناك نوادٍ نسائية تفتح المجال لكافة سيدات المجتمع لأن النوادي الخاصة الموجودة لا يستطيع الانتساب إليها إلا من كان لديه فائض كبير من المال، فهي غالية جداً وأسعارها لا تتناسب مع إمكانيات ذوي الدخل المحدود.

وفي هذا المجال إذا افترضنا أن يستعيض النساء المشي فرضا على الارصفة فإن ذلك أمر صعب لأسباب عديدة فالطقس لا يساعد على ذلك ولا ننسى المضايقات التي قد تتعرض إليها المرأة عند مشيها على الرصيف.

ولكني أتساءل لماذا يفتح للرجل النوادي ويصرف عليها بسخاء ولا تعامل المرأة نفس من المعاملة، وإني اقترح أن تفتح ثلاثة نوادٍ على الأقل كتجربة وأن تترأس هذه النوادي رعاية الشباب، كما هو الحال في كثير من مؤسسات الدولة ويكون المشرفون على النوادي نساء عرفن بالاستقامة والنزاهة والكفاءة والمقدرة الإدارية.

وهناك لا بد من الإشارة إلى الفوائد الجمة التي تحققها النوادي النسائية فهي تقدم للمرأة الفرص للقيام بنشاطات مهمة تحتاجها المرأة كي تبقى سليمة الجسم قادرة على تأدية مهماتها سواء كان ذلك في البيت أو في الوظيفة، إضافة إلى إمكانيات النشاط الثقافي من محاضرات وندوات تهم المرأة واذا وجدت تلك النوادي تستطيع المرأة أن تمارس السباحة والمشي وكرة المضرب وغيرها من النشاطات الرياضية وخاصة أننا نعيش عصر الحداثة الذي يضع الآلة في خدمة الإنسان ولكنه في الوقت ذاته يحرمه من ممارسة أعمال بيده - مثلا يذهب الإنسان من بيته إلى عمله بالسيارة من أمام باب داره ويعود إلى بيته بنفس الطريقة.

بالإضافة إلى ما سبق، أرى أن هناك فوائد كثيرة تتحقق عن طريق النادي، حيث يمكن أن توجه المرأة إلى أمور صحية عديدة ويلفت نظرها إلى حاجات ربما تكون تمارسها دون أن تدري، وقد أصبحنا نرى أن هناك شابات كثيرات لديهن ضغط أو مرض في القلب أو سكر فإذا كن منتسبات لنادٍ فإن ذلك النادي يؤدي لهن كثيراً من الخدمات التي تخفف عنهن أمراضهن.

- اضف إلى ذلك فإن الأمهات يستطعن أن يربين أولادهن في جو مفتوح وليس في ابنية مغلقة.

- علاوة على ذلك يمكن أن يكون النادي منطلقاً لنشوء علاقات اجتماعية وصداقات بين السيدات اللواتي تقدمن في العمر بعد أن فرغ البيت من الأولاد ويمكن للشابات أن يعتنين بهؤلاء السيدات الكبار وأن يسبغن عليهن لمسة من السعادة.

- ولا يفوتني أن أذكر أن النوادي هي مراكز تؤدي دوراً كبيراً في الثقافة بل المجتمع خاصة وأننا لا نعيش اليوم وسط أسرة ممتدة وأن اسرنا اصبحت أسرة نووية مشكلة من الأب والأم والأطفال، وهكذا إذا انضمت المرأة إلى نادٍ يكون أمامها فرصة التعرف على اخواتها في الوطن الأمر الذي يخلق لديها إحساساً بالسعادة بحيث تكون مساعدة لغيرها أو أن غيرها يقدم لها المساعدة بأوجه مختلفة وفي الوقت نفسه تكون هذه اللقاءات فرصة لتثبيت ونقل العادات الصحية السليمة.

- وإضافة إلى ذلك فإن التقاء المرأة بأخواتها يؤمن فرصة لتنمية الأذواق وتوفر خدمات مساندة للأسرة وكلنا يعرف أن الرجل لديه شبكة من الاتصالات يستطيع أن يستخدمها في حل مشكلاته وتأمن حاجاته، بينما المرأة ليس لديها حاجة فهي لا تعرف أين تذهب لأنها ليس لديها مرجعية، وفي هذا المجال اقول إذا كانت المرأة منتسبة إلى نادٍ فهي تستطيع أن تعرف الطبيب الجيد عن طريق النادي.

وبالطبع فإني لا أطالب بنوادٍ مختلطة وانما نرغب بنوادٍ خاصة بالنساء تحت رعاية الشباب وبتوجيه منها.

وإني اكتب هذا لا لمساواة المرأة بالرجل ولكنني أؤمن بأننا نعيش في هذا المجتمع معا وان الرجل تهم صحة أمه أو أخته أو زوجته أو ابنته وهناك مثل ياباني يقول: (المرأة تأتي ببركات الله جميعها إلى البيت).

وهناك قول مأثور: (عجبت من رجل نصف جاهل يكفيه من المرأة أن تكون نصفاً عليماً).

بالنسبة إلي فإنني لا أرى أن قيادة السيارة من اولويات المرأة ولكني أستطيع أن أقول إن الرياضة هي من أولويات المرأة لأننا جميعاً نريدها أن تكون بصحة جيدة تمكنها من خدمة المجتمع وإسعاد اسرتها.

أخيراً أقول إن هناك ضرورة اجتماعية للمرأة - هذه الضرورة تتمثل بإيجاد نوادٍ خاصة بها ترعاها رعاية الشباب وتوجهها حتى تستغني عن أسواق غرناطة أو الفيصلية التي اصبحت المكان الوحيد الذي تستطيع المرأة أن تمشي بها علما أنني لدي قناعة بأن هناك الكثيرين من الناس الذين يرفضون النوادي النسائية فقط لأنهم أشخاص يعملون لذاتهم وسط صحراء الأنانية التي تسيطر على أفعالهم وأقوالهم.

همسات:

- أحب دائماً أن أستمع إلى إنسان يتحدث عن نفسه لأني لا أسمع عندئذ إلا شيئاً ممتعاً وجميلاً.

- مهمة الخبير الاقتصادي في سوق المال أصبحت الآن معرفة لماذا لم يحدث اليوم ما تنبأ به في الأمس.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد