تساؤلات عدة طرحتها جماهير الهلال بعد الخروج الآسيوي المرير جلها تتحدث عما سبق الخروج وما تلاه فتداولت الكثير مما قيل ومنها قول الرئيس: (سأبقى رئيسا للهلال مدى الحياة) فاعتبرت ذلك أنانية مطلقة وراءها علة الهلال الحقيقية واتهمت الرئيس بالتسبب في الخروج من دوري أبطال آسيا، كيف لا وهذا الفريق البطل يخرج بهذه السهولة من فريق جيد ولكنه حسب تصنيفي يعادل الفرق المتوسطة في الدوري السعودي، الهلال خرج بفعل فاعل وللأسف أن هذا الفاعل هو الهلال نفسه، كيف يتم ذلك؟ هل هذا تجنٍ؟ لا إنها الحقيقة.. الهلال أخرج نفسه من خلال رأس الهرم فقد تركوا الهلال يغرق المهم أن يبقوا هم ولو على حطام الزعيم فوق أي خشبة تبقى من حطام السفينة تطفو فوق السطح، (الهلال أولا) مقولة ليست قابلة للتداول في نادي الشعب الكبير بل هي (أنا أولا وثانيا وعاشرا والهلال مليون) المهم أن هذا الهلال يقدمهم بصورة مثالية وزاهية للآخرين!

ارتجالية وعشوائية هذا هو العنوان الرئيس للزعيم، يحدث ذلك منذ مواسم وتحديدا من ثلاثة مواسم هو العمر الزمني للإدارة الحالية ولكن في السابق كانت الأموال تغطي هذه السلبية ولكن عندما توقف صنبور الدعم توقف الزعيم لأن الدور جاء على الفكر والدهاء الإداري.

... حدثوني كيف يتعاقد الهلال مع برونو لاعب الوسط الأيسر وهو يملك في صفوفه الشلهوب والذياب والتائب ولكن قبل أن تحدثوني عن ذلك دعوني أحدثكم عن قصة هذا البرونو! القصة كالتالي في أحد الأيام كان الرئيس الهلالي في نيويورك وقد حاصرت سمو الأمير محمد بن فيصل الهموم حول الأجنبي الثالث فقرر أن يحكي لصديقة البرازيلي القديم عن هذه المشكلة ليقترح الصديق (الصدوق)! التعاقد مع برونو وبالفعل تم ذلك دون العودة لأحد من بينهم المدرب الذي غضب كثيرا من هذه العشوائية في العمل.

... عندما ألمحت في بداية هذا الموضوع عن البرانويا فأنا أعني وأقصد ما أقول فهي العنوان الرئيس للإدارة فقد كان من الواضح أن رئيس الهلال لا يريد أن يأتي أي أحد ليكمل المسيرة يريد هو فقط كما بدأها أن ينهيها حتى لو كانت النهاية بهذه التعاسة وكانت فكرته الوحيدة هي ( لن أتركها لهم باردة مبردة) يا رئيس الهلال الأمر ليس كذلك صدقني الناس سيتذكرونك بالخير لو رحلت عندما علمت بأنك لن تضيف أكثر مما قدمت ولكن وما أدراك ما لكن فقد حلت الطامة واصطدم الحلم بواقع هزيل ومهترئ ومخيب لآمال نادي العشرة ملايين مشجع.

... في الهلال حاجات كثيرة (غلط)، في الموسم الثاني للإدارة طلب من عبدالرحمن النمر الاستقالة لأن الرئيس لا يستمزجه ولا يستلطفه!! ولكن بعد أن فقد الهلال الكثير من الأسلحة عاد النمر كنائب رئيس ولكن هذا النائب لا يوجد بينه وبين الرئيس أي اتصال وإن كان هناك اتصال فهو شكلي فالقناعة مهمة بل ومهمة جدا والرئيس غير مقتنع بنائبه إذا (الطاسة ضايعة)، في الهلال كل شيء غلط فالنائب هو غير المناسب في الوقت غير المناسب وفي المكان غير المناسب وفي الهلال تحديداً لا يوجد مكان لأصحاب الرأي والفكر.

... أنصح كل من له رأي صادق وصريح أن يجرب الاقتراب من الهلال سيتأكد من وجود حساسية كبيرة جدا من هذه النوعية، في الهلال المطلوب أن توافق على كل شيء المهم أن يكون الرأي مطابق لما يريده المسؤول الأول، واسألوا طارق التويجري وعادل البطي والشاهد على ذلك أن الثنائي وجد نفسه فور خروجه من الهلال في مكان لا يصلح إلا لأصحاب الرأي فالأول يكتب في جريدة الرياض والثاني يقول آراءه عبر قناة إي آر تي، ولكن من لا رأي له سيعود حتى لو كان (اللوك) غير مناسب لمزاج البعض وانظروا للإدارة فستشاهدون أن نصفهم يحصل على راتب نهاية كل شهر والنصف الآخر من عينة (الشور شورك).

... في الهلال لا أعلم ما هو دور رئيس النادي الذي سافر بعد خروج الفريق من كأس الدوري الموسم الماضي ولم يعد إلا بعد أن بدأ الهلال الموسم الجديد حتى إنه لم يحضر المباراة الأولى أمام الوطني ولم يعد إلا مع انطلاقة كأس الخليج مرتديا قميص سامي، وبمناسبة سامي فقد قالت تقارير صحافية بريطانية إن مورينهو استقال من تدريب تشيلسي بسبب نار الغيرة التي أحرقت قلب إبراهيموفيتش بسبب نجومية مورينهو ولن أسترسل في ذلك فلكم القياس بين قصة سامي ومورينهو وفي الهلال رئيس النادي لا يختلف عن عضو الشرف فدور سمو الأمير محمد هو الحضور فقط وإلا فالرواتب من الشركة الراعية والعمل الذي على (قد الحال) كما يقال من سكرتارية النادي التي يقودها أشقاء من الجنسيات العربية.

... في الهلال أجزم أن الواسطة لها دور في التشكيلة وغيري الكثير يوافقونني جزمي وإلا كيف يتواجد المدافع فهد المفرج في التشكيلة كل هذه السنوات وأنا لن أعلق على مستواه ولكن تعالوا واسمعوا المدرج الهلالي في الملعب كيف يتفاعل مع اسم هذا اللاعب عندما يذاع اسمه من قبل المذيع الداخلي للملعب، السؤال: هل 75 ألف مشجع لا يفهمون كرة قدم أم هل لا يوجد في البلد غير هالولد كما يقال؟

في المباراة (المشؤومة) كان المفرج يحرس إسماعيل مطر حتى يصل لمنطقة الجزاء ونحن نعرف أن المدربين دائما ما يقولون للمهاجمين: إذا استلمت الكرة فاركض بسرعة ولا تهدئ إلا داخل منطقة الجزاء لأنك قد تكسب ضربة جزاء. ويقولون للمدافعين: بادر في الدخول على المهاجم مبكرا خارج المنطقة ولا تدعه يدخل المنطقة ولكن يبدو أن المهاجم قد ذاكر جيدا في حين أن المدافع كان بليدا كالعادة فجاء المطر وأغرق الهلال.

* * *

... (يمكن يكون في رالي حائل) جملة بسيطة من خمس كلمات قذفها كالسم إداري الكرة بالنادي هذه الجملة قيلت للصحافيين عندما غاب ماجد المرشدي عن أحد التمارين والحقيقة أن اللاعب لم يكن في رالي حائل بل إنه مع والدته المريضة ولكن أصحاب القلوب المريضة وأصحاب الاهداف الخاصة رموا الحجر في الماء لتصفية حسابات قديمة وكذلك للعمل لصالح الفرقة إياها، ليخسر المنتخب السعودي قبل الهلال لاعبا بمواصفات ومزايا لا يمكن توافرها في آخر وذلك على طريقة الغاية تبرر الوسيلة.

... دعوني آخذكم في مقارنات بسيطة جدا بين الهلال والأندية الأخرى وطبعا الهلال هو الأكثر حاجة من تلك الأندية للعمل ففي الهلال بطولة آسيوية وأندية الاتحاد والشباب لديهم الموسم الرياضي السعودي بالإضافة إلى تصفيات آسيا للأول ودوري العرب للثاني ولكن هذه الأندية تفاعلت مع فريقها الكروي فدعمت الصفوف ففي الاتحاد تم التعاقد مع الدولي عبدالرحمن القحطاني مقابل ثمانية ملايين ريال لموسم واحد وتخلص من عواجيزه والشباب أحضر ناصر الشمراني بـ13 مليون ريال فضلا عن ثلاثة أجانب على مستوى عال جدا أحدهم تعرفوا عليه عن طريق الهلال وهو البرازيلي الرائع والمتألق كماتشو الذي أحضره الهلال ليتعرف الشباب عليه بعد أن قاد الأزرق للكأس من أمامه فيحصل على خدماته، في الهلال دوري أبطال آسيا ومباريات حاسمة لا تقبل أنصاف الحلول والصفقات هي برونو والنامي الذي لا نعرفه ولن نحكم عليه ولكن يكفي أن الفريق لم يستفد منه في أهم مسابقة له هذا الموسم والأنصار لم يخسره!

... في الهلال لخبطة عقود لها أول وليس لها آخر فالنادي تورط بعقود وقعت لنادي موقعة العريجاء بمدينة الرياض والتوقيع في نيويورك، لا نعلم من أين نبدأ في قضية عقود الهلال ولا أين ننتهي ففي الهلال عقد مع صلة وآخر مع هاتريك وثالث مع ابن جمعة ورابع مع الاتصالات السعودية وأخيرا مع موبايلي.

... خلاصة القول إن كرة القدم ليست ارتجالية بل فكر وفن وعلم وعمل وتخطيط ومادة وإذا كان الهلال لا يملك أياً من هذه فانتظروا مزيداً من التقهقر الذي صدم الملايين.