Al Jazirah NewsPaper Saturday  29/09/2007 G Issue 12784
الاقتصادية
السبت 17 رمضان 1428   العدد  12784
بعد انخفاض أرباح البنوك وتأثر الاتصالات بالمنافسة
السوق يعلق الآمال على سابك لدفع مسيرة النمو في نتائج الربع الثالث

الرياض - عبد الله البديوي

تبدأ الشركات السعودية نهاية الأسبوع الحالي بالإفصاح عن نتائجها المالية للربع الثالث للعالم الحالي 2007م، وكعادتها تسبق شركات الأسمنت الجميع بالإفصاح عن نتائجها بدءاً من الأسبوع الحالي قبل أن تعلن البنوك عن نتائجها في الأسبوع المقبل، فيما تؤجل الاتصالات السعودية وسابك والكهرباء إفصاحاتها كالعادة إلى منتصف الشهر القادم.

ويعلق المتعاملون في السوق على سابك والصناعيات الأخرى للوصول بالسوق إلى أرباح قياسية والمحافظة على نسبة النمو الخفيفة التي احتفظ بها السوق خلال النصف الأول في ظل تراجع أرباح البنوك المتأثرة من انخفاض أعمال الوساطة والتي يتوقع أن تتحسن نتائجها نسبياً هذا الربع، فيما تشتد حدة المنافسة في قطاع الاتصالات، وتوقعات بمواصلة شركات الأسمنت في مسيرة التميز.

ويتوقع أن تصل أرباح الشركات المدرجة في السوق خلال ال9 أشهر الأولى من هذا العام لأكثر من 60 مليار ريال، ومتى ما حدث ذلك سينخفض مكرر السوق ليصل إلى 14.5 وهو رقم يقل كثيراً عن المتوسط التاريخي لمكررات السوق البالغ 17 مرة إذا ما استثنينا عامي 2005 و2006 اللذين تجاوزت المكررات فيهما ال40 مرة.

قطاع البنوك والتأثر

بهبوط السوق

كان التأثير السلبي لانهيار سوق الأسهم السعودي جلياً على نتائج الفصل الأول للقطاع البنكي، خصوصاً أن البنوك هي الوسيط الوحيد للتعامل في سوق الأسهم حتى الآن، وكان التراجع الذي حصل في مدخولات أعمال الوساطة نظراً للهبوط الملحوظ في قيم التداولات في سوق الأسهم خلال النصف الأول هو السبب الرئيس لانخفاض أرباح البنوك بشكل حاد، وحققت البنوك خلال النصف الأول أرباحاً بلغت 12.77 مليار ريال مسجلة انخفاضاً نسبته 20% تقريباً مقارنة بأرباحها في النصف الأول من العام الماضي، وعلى الرغم من ذلك فقد سجلت بعض البنوك نمواً طفيفاً في الأرباح، ولكن يبدو أن البنوك بدأت بامتصاص تأثير السوق على أرباحها وحققت في الربع الثاني نمواً بنسبة 3% عن الربع الأول ولو استمرت بنفس معدل النمو الربعي لحققت أرباحاً تبلغ تقترب من الـ19.4 مليار ريال في الوقت الذي حققت في نفس الوقت من العام الماضي أرباحاً بلغت 22.8 وهو ما يعني انخفاضها بنسبة 13%، ويبدو أن البنوك بقيادة الراجحي (يتوقع أن تصل أرباحه لهذه الفترة إلى 4.9 مليار) ستسمر بالنمو الربعي المعقول بعيداً عن نسب النمو الهائلة في الفترة ما بين 2003 و2006 وهي الفترة المدعومة بنشاط هائل في سوق الأسهم السعودي خصوصاً مع قيام بعض البنوك كالراجحي وسامبا بالقيام بخطوة جديدة تتمثل بالتوسع الخارجي.

الصناعة وأرقام سابك القياسية

القطاع الصناعي هو القطاع الذي يراهن الجميع عليه في قيادة السوق للوصول إلى أرباح قياسية في الربع الحالي والتكفل بتعويض نقصان أرباح القطاع البنكي خصوصاً مع تميز قائدة السوق (سابك ) التي حققت خلال الربعين الماضيين أفضل النتائج في تاريخها فحققت خلال الربع الأول 6.3 مليار، بينما بلغت أرباح الربع الثاني 6.5 مليار، ولو استمرت بنفس النمو لبلغت أرباح الربع الثالث 6.8 مليار وهو ما سيوصل أرباحها لل9 أشهر 19.1 مليار وهو رقم مقارب لأرباح العام الماضي كاملة ونمو يزيد عن ال33% من أرباح نفس الفترة من العام الماضي، وسابك مهيأة لتحقيق هذه الأرقام خصوصاً مع استمرار صعود أسعار المنتجات البتروكيماوية والحديد مع التوقع باستمرار النمو المستقبلي مع ظهور نتائج شراء سابك لوحدة البلاستيك في جنرال بدءاً من الموسم القادم، بالإضافة إلى بدء الإنتاج في بعض شركاتها الزميلة كينساب وكيان ومعادن خلال الفترة القادمة وهذا الأمر يعني استمرار سابك في التوسع والمحافظة على النمو حتى لو انخفضت أسعار المنتجات البتروكيماوية في المستقبل.

ولو حققت سابك هذا الربع أرباحاً تقدر ب6.8 مليار ريال (كما هو متوقع) فإن الأرباح الصافية المتوقعة للشركة نهاية العام ستبلغ 26.1 مليار ريال، وهو رقم يفوق رأس مال الشركة مما يصل بعائد السهم إلى 10.4 ريال وهو ما يعني أن الشركة تتداول حالياً بمكرر ربح يقل عن الـ12.

يذكر أن القطاع الصناعي حقق في النصف الأول من هذا العام أرباحاً بلغت 16.6 مليار ريال بقايدة سابك وسافكو وصافولا مع مساعدة بعض الشركات الأصغر حجماً، ويتوقع أن تصل أرباح القطاع للربع الثالث إلى 25 مليار ريال.

قطاع الأسمنت والنمو المتواصل

يُعد القطاع الأسمنتي نجم القطاعات في نتائج النصف الأول بلا منازع، والسبب في ذلك هو أن جميع شركات القطاع قد حققت نمواً في الأرباح بلا استثناء، وحافظ القطاع الأسمنتي على نسب النمو السنوية التي بدأها منذ أكثر من 5 سنوات، ويبدو أن القطاع سيستمر في النمو مع استمرار الطفرة العمرانية في البلاد بالإضافة إلى توجه شركات القطاع إلى التوسع في الإنتاج وبلغت أرباح شركات القطاع في النصف الأول أكثر من 2.3 مليار ريال بزيادة فاقت الـ25% تلك الأرباح التي حققها في النصف الأول من العام الماضي، وإذا استمر القطاع بنفس نسب النمو فسيحقق أرباحاً لهذا الربع تبلغ 3.5 مليار ريال.

قطاع الاتصالات وآثار المنافسة

انخفضت أرباح قطاع الاتصالات في النصف الأول حوالي الـ10% مقارنة بالعام الماضي على الرغم من تحقيق شركة (اتحاد الاتصالات) لنمو كبير في أرباحها تجاوزت نسبته ال260%، والسبب الرئيس في هذا الانخفاض يعود لأرباح الاتصالات السعودية المنخفضة بأكثر من 15% التي يبدو أنها بدأت نتائجها بالتأثر من المنافسة التي ستزيد حدتها في العام المقبل مع دخول المشغل الثالث للجوال، ومن يتابع افصاحات شركة الاتصالات السعودية الربعية يلاحظ أنها منذ الربع الثالث من العام الماضي تسير بخط تنازلي بعد مسيرة النمو القوية التي بدأت عام 2003، ومن الممكن لنتائج الاتصالات أن تتحسن بدءاً من العام القادم بعد قيامها بخطوة التوسع الخارجي وهي خطوة كانت الشركة بحاجتها بعد دخول المنافس المحلي

قطاع الاتصالات حقق في النصف الأول من هذا العام أرباحاً بلغت 6.37 مليار، ويتوقع أن تصل إلى 9.6 مليار ريال للأشهر ال9 من هذا العام، بعد أن كانت 10.4 مليار في نفس الفترة من العام الماضي.

القطاعات الأخرى

أثرت الأرباح غير التشغيلية في العام الماضي لبعض الشركات في القطاعين الخدمي والزراعي على أرباحه في النصف الأول من هذا العام، وانخفضت أرباح شركات القطاع الخدمي للنصف الأول أكثر من 18% محققة حوالي 1.07 مليار بينما حققت الشركات الزراعية أرباحاً بلغت 49 مليون ريال بانخفاض بلغ 55% ويتوقع أن تتخلص شركات القطاعين من الخسائر غير التشغيلية بسبب تحسن وضع السوق وأن تصل أرباح القطاعين ل1.6 مليار ريال.

وبالنسبة لقطاع التأمين فقد زادت أرباح الشركة الوطنية للتأمين التعاوني في النصف الأول بنسبة 49% لتصل إلى 390 مليونا محققة نمواً للقطاع الذي يضم 11 شركة حديثة التأسيس بنفس النسبة، ويتوقع أن يستمر نمو الأرباح لهذا الربع ولكن بنسبة أقل نظرا لأن أرباح النصف الأول تضمنت أرباحاً (غير مكررة).

ومن جهة أخرى نمت أرباح الشركة السعودية للكهرباء بنسبة 20% محققة أرباحاً بلغت 315 مليون ريال في النصف الأول من هذا العام ويتوقع أن تحقق الشركة ربحاً جيداً في هذا الربع (الصيفي) قبل أن تخسر في الربعين المقبلين، وهي عادة متكررة في هذه الشركة بطيئة النمو.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد