هل هناك دراسة ارتكزت على إيجاد علاقة ما بين تدليل المعدة بأشهى المأكولات والمشروبات وبين ما نصرفه عليها من أموال لهذا الدلال؟!

حقيقة لا أستغرب وجود تناسب طردي لهذه العلاقة، خصوصاً أن غالبيتنا للأسف لا يقومون بشراء ما يحتاجونه من متطلبات استهلاكية على قدر الحاجة، وإنما يكون هناك إسراف في عملية الشراء والتبذير. من هنا لا بدَّ أن نعي أن هناك أخلاقيات للتسوق، ولعل أبرز مبادئ هذه الأخلاقيات من وجهة نظري هي الشراء على قدر الحاجة؛ لأننا مع الأسف أصبحنا رويداً رويداً نبتعد عن الثقافة الاستهلاكية؛ لذا لا بد أن يحرص المستهلك على وضع حدّ لمثل هذه التجاوزات التي تتنافى مع أخلاقيات التسوق. بعيداً عن ذلك لا يخفى عليكم ازدهار شوارعنا بالعديد من المراكز التجارية والمولات، وأصبح الشارع الواحد يحتوي على أكثر من مركز تجاري (اللهم زدْ وبارك)، وأصبحت الإعلانات تخطف أبصارنا بما تحتويه من عروض الأسعار في هذا المركز أو ذاك، ونحن في سباق حميم مع هذه الإغراءات لدفع ما في جيوبنا دون حصر لما نحتاجه وما لا نحتاجه.. ألهذا الحد وصلت ثقافتنا الاستهلاكية وأخلاقيات التسوق لدينا إلى حالة غيبوبة؟ يجب علينا إعادة النظر في هذه العادة وفي كبح جماح التسوق المترف لدينا الذي قادنا لنكون فريسة سهلة لشراء الفائض عن حاجاتنا.. هي دعوة لأن يكون لدينا استهلاك بصحة جيدة في ظلّ أسلوب تسوق واعٍ يحدّ من التبذير.