Al Jazirah NewsPaper Thursday  27/09/2007 G Issue 12782
الريـاضيـة
الخميس 15 رمضان 1428   العدد  12782
رمضان بدون أبي حمد
عبدالعزيز بن عبدالله السناني

ودعناك يا صديقي النادر واستقبلنا شهر رمضان المبارك، ودعناك بالدموع والدعاء واستقبلنا شهرنا الفضيل بالدعاء والدموع.

سريع الحمد السريع صديق بمرتبة أخ شقيق منذ أكثر من 25 سنة وهو هنا أنا معه وهو معي لم أضع رأسي على وسادتي وأنا أفكر في زلة من لسانه أو خطأ ارتكبه حتى بدون قصد، كان هادئاً إلى درجة الديمة وكان مبتسماً إلى أعماق الورد.. كان بياضاً وهو حي من الداخل وفارقنا وهو يرتدي البياض من الخارج، ذهب صديقي دون أن يجرح أحداً رغم أنه كان يستقبل الجروح بكل مساحات الحب ومدائن التسامح، كانت حدائقه متنفساً لمن يبحث عن الهدوء والهواء الصحي النقي من شوائب ورذاذ القلوب السوداء التي تتحرك كالثعابين.

سريع الحمد السريع دخل ملعب كرة القدم عندما كانت ترابية وكان الغبار يلف كل أجواء الملاعب ومع ذلك يخرج من الملعب صافيا نظيفاً لأنه أنظف من كل أجواء الأتربة والغبار لم توجه له الكروت الملونة ولم يقف أمامه حكم لينذره لأنه لا يعرف كيف يخطئ ولا يستطيع أن يستفز أي خصم. سبحان الله.

ودع الملاعب لينقل بياضه وصفاءه إلى دهاليز الإدارة، نشر الحب والابتسامة كإداري لمدة طويلة ثم كنائب لرئيس النادي مدة أطول ثم مديراً للمنشآت.

أمضى أكثر عمره في خدمة ناديه النجمة ليترك العمل الرياضي وقد ترك مكانه ذكرى عطرة وسيرة قد لا تتكرر مع شخص غيره غرس في الآخرين الحب ليتركهم يمارسونه وغرس الرضا في الآخرين ليتركهم يتنفسونه صبراً وسلوكاً.

قلت ذات يوم عاصف بالمشاكل وأبو حمد يمارس هوايته وموهبته في تهدئة الآخرين، قلت له لو كل الرياضيين بمواصفات عقلك وحبك لأصبحت المدرجات أفضل مكان للجميع لقضاء وقت ممتع وجميل دون صخب و و.. ولأصحبت كالحدائق تمتص المتنزهين.

سريع الحمد السريع بعيداً عن الرياضة رجل تربوي من طراز فريد فحينما كان مدرساً ثم وكيلاً للثانوية تخرج على يده الكثير ممن يحتلون مراكز قيادية إما تربوية أو إدارية أو عسكرية.

أجمع الجميع على حبه واحترامه وفي وداعه الأخير خرجت عنيزة كلها وحضر من مناطق القصيم الكثير ليكونوا في وداع أبي حمد، لقد كان اسماً محبوباً وشخصاً مرغوباً لقد أحبه المنافسون لفريقه بدرجة لا تصدق وبالتالي لم يكن له أي منافسة مع أحد فهو مساحة خضراء للكل.

لقد بكى عليه الجميع فلقد كان يوم الدموع ذلك اليوم الأسود رحم الله صديقي الذي لم يغب لحظة عني حتى الآن.

فأتصوره في مكانه وأتخيله وهو يدخل علينا نحن أصدقاؤه بنظرته وبتعليقاته الساخرة الجميلة.. أتخيله في كل الطرقات، أتخيله بجنبي من كل الجهات.

رحم الله صديقي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجعل قبره روضة من رياض الجنة وأنزل الصبر والسلوان على أهله إنه سميع مجيب. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

* مدير مكتب رعاية الشباب بالقصيم



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد