Al Jazirah NewsPaper Thursday  27/09/2007 G Issue 12782
الريـاضيـة
الخميس 15 رمضان 1428   العدد  12782
أما آن الآوان يا صحافتنا الرياضية؟!

تطالعنا معظم الصفحات الرياضية في صحفنا اليومية بالعديد من المقالات والكتابات التي يخطها تارة كاتب أو ناقد رياضي وتارة أخرى مراسل صحفي وأحياناً أخرى قارئ متابع دأب على الكتابة في هذه الصحيفة أو تلك، ومن الصعب عليك عزيزي القارئ حين تضع إصبعك على اسم كاتب المقالة أو الموضوع أن تعرف هوية كاتبه.. أهو كاتب رياضي أفنى عمره في دهاليز الصحافة الرياضية أم مشجع عادي لا يحمل الشهادة الابتدائية؟.. والسبب واضح وبسيط وهو أن معظم تلك الكتابات التي تطالعها لا تعدو كونها كتابات مراهقين.. وإن كان منهم من شارف عمره على الخمسين أو يزيد.. مكانهم مدرجات الملاعب وليس على أعمدة الصحف مع احترامي لكثير من المشجعين العاديين في المدرجات لأن فيهم من يفوق تفكيره ومنطقه الرياضي معظم أولئك الكُتَّاب أو من يُسمون بكُتَّاب.. تعالوا بنا في هذه القراءة السريعة لنتعرف من خلالها على حال أغلب صفحاتنا الرياضية بشكل يومي.

تجد حيثما تقرأ الصفحة الرياضية بالصحيفة (!) على سبيل المثال ذات الميول المعروف للنادي (س) تجد كتابات بل معلقات تشيد بهذا النادي وبإدارته ولاعبيه ليس هذا فحسب بل تتعدى إلى المساس بالأندية الأخرى وبإدارتها وجميع منسوبيها وجماهيرها ورشقها بعبارات فيها من الغمز واللمز والإساءة ما الله به عليم.

وفي المقابل نجد الصحيفة (ب) ذات الميول المعروفة للنادي المنافس (ص) يرد كُتَّابها الصاع صاعين في السب والقذف والإساءة تلميحاً تارة وتصريحاً تارات أخرى.

وفي صحيفة أخرى نقرأ العجب العجاب.. نرى لاعباً يخطئ ويتلفظ بألفاظ غير أخلاقية وواضحة حتى عبر شاشات التلفاز.. وفي صبيحة الغد تجد من راح يمجد ذلك اللاعب ويدافع عنه بل وقد تجد من يسوغ فعلته.

وكاتب آخر تجده قد سنّ شفرة سكينه وأخذ بكل ما أُوتي من قوة يحرّف كلام لاعب أو مسؤول ويأخذ في الإساءة إليه وينسج عليه الأكاذيب والافتراءات لا لشيء سوى لأنه ينتمي إلى النادي الذي لا يحبه كاتبنا هذا.

فإلى متى نحن القراء تتجاذبنا هذه الكتابات المريضة التي لم تجار تقدم رياضتنا بوجه عام وخصوصاً كرة القدم التي وصلت للعالمية وإلى أكبر محفل دولي (كأس العالم) لأربع مرات وتسيدت قارة آسيا لسنوات طويلة وما زالت سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية.. ألا يعلم هؤلاء الكُتَّاب بأنهم بكتاباتهم تلك يزرعون أسباب الفرقة والتعصب والكراهية بين أفراد المجتمع، ينشرون ثقافة إن لم تكن معي فأنت ضدي.

إن ما يحدث في أغلب المجالس الرياضية اليوم من تناحر وتلاسن وخصام وقطيعة ما هو إلا انعكاس لما تسطره تلك الأقلام المريضة، فنجد بعض الجماهير من تأثر بهذه الصحيفة أو تلك وتوجهها وأخذ دون حسيب أو رقيب يتكلم ويتهم ويقذف كل ما له صلة بالنادي المنافس لناديه بل وبكرة مشجعيه ولا يجالسهم.. تخيلوا كل هذا يحدث في مجتمعنا المسلم ولا حول ولا قوة إلا بالله. فلله المُشتكى لما وصلت إليه حال صفحاتنا الرياضية. والعتب كل العتب على المسؤولين فيها لسماحهم لتلك الأقلام بالعبث برياضتنا وتشويه جمالها.

أخي القارئ الكريم حتى لا نكون قاسين ومبالغين في طرحنا هذا يجدر بنا أن نقول إن ما يهون علينا نوعاً ما.. عند قراءة هذه الصفحات الرياضية أن نجد بعضاً من الكُتَّاب رغم قلتهم يكتبون بصوت العقل ووحي الضمير تجدهم يسعون إلى النقد الهادف بعيداً عن التجريح والانجراف وراء الأهواء الشخصية، فمنا لهم كقراء كل الشكر والتقدير داعين الله أن يكثر من أمثالهم.

أيها الناقد أو الكاتب الرياضي أو الصحفي الرياضي أما آن الآوان؟!

أما آن الأوان أن تراقب الله وأنت تهم بالكتابة؟

أما آن الأوان أن ترتقي بفكرك وطرحك؟

أما آن الأوان أن تعطي كل ذي حق حقه بعيداً عن ألوان الأندية؟

أما آن الأوان أن تضع نصب عينيك خدمة الرياضة السعودية من خلال مجال عملك؟

أما آن الأوان أن تتحمل أمانة ذلك القلم الذي بين أصابعك؟

أما وإلا فارحلوا غير مأسوف عليكم وأريحونا من سمومكم وسخافاتكم.

إنني في نهاية هذه الخاطرة أناشد الرئيس العام لرعاية الشباب بالتنسيق مع وزارة الإعلام أو الجهات ذات الاختصاص لوضع حد لهذه المهازل التي ابتلينا بها في معظم صفحاتنا الرياضية اليوم.. فكما أن اللاعب أو المدرب أو الإداري إذا أخطأ عُوقب وأُوقف وغُرم يجب أن يطبق ذلك أيضاً على الكُتَّاب والصحفيين الرياضيين حتى تخف حدة التعصب الذي انتشر في الوسط الرياضي بسبب تلك الأقلام وننعم بجو رياضي نقي وممتع.

سليمان بن حمد الجعيثن - التويم / سدير



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد