في الإمارات شُكلت (ورشة عمل) تضم كافة الأندية (التي ترغب) في المشاركة في دوري المحترفين وكذلك ممثلين عن وسائل الإعلام والشركات الراعية، حيث سيطرح على طاولة النقاش والبحث مختلف الموضوعات والقضايا بغية الوصول إلى الصيغة النهائية للنظم واللوائح التي سيُدار بها دوري المحترفين، بهدف تطويره والارتقاء به وإيصاله إلى مستوى الاحتراف العالمي في موسم 2008 - 2009 بما يتطابق مع المتطلبات التي وضعها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
الإماراتيون يعملون بهمة وحماس وعلمية لتطوير القطاع الرياضي منتهجين المبدأ الإداري الحديث المعتمد على مشاركة وإشراك الجميع في صنع التصورات والأطر المشكّلة للوضع الرياضي، معتمدين على الشفافية والعلنية في تداول وتدارس شؤونهم الرياضية.
الإماراتيون استعانوا بشركة تخصصية استشارية تعينهم على تأسيس وتنظيم دوري المحترفين، ولهذا تعاقدوا مع شركة عالمية ذات خبرة واسعة في هذا المجال، مع الحرص على تواجد ورشة عمل وحوار ونقاش ومناظرات متعددة الاتجاهات والاختلافات كبديل للاقتراحات والحلول (الجاهزة)!
يا ليتنا هنا في المملكة، ننهج مثل هذا الأسلوب العلمي الصحيح، ونعتمد على المشاركة الجماعية في الحوار والنقاش.. وصنع القرارات، لكون المسألة الرياضية ذات طبيعة جماعية وعلنية، تحتمها كينونة اللعبة والنشاط الرياضي ذو السمة العلنية والمباشرة وهي ميزة ينفرد بها الشأن الرياضي عن بقية الشؤون الأخرى، لكون الرياضة مرتبطة بشكل رئيس بالعمل والإنجاز العلني المباشر، فمباراة اللعبة الرياضية تُقام في موقع علني (الملعب) وتخضع لنظام ولائحة (علنية ومعروفة)، ولا يتم الحدث الرياضي - دائماً - في دهاليز أو مواقع سرية لا أحد يدري أو يعلم عنها، لأنه لو حدث ذلك.. فلن تكون المسألة مسألة رياضة.. متى ما فقدت شرط (العلنية) و(المشاركة الجماعية) في تحديد النقاط على الحروف، وقبل ذلك تكوين ورسم الحروف وكامل صفحة الكتابة والمشاهدة والإنجاز.
لموبايلي.. مع التحية
يستحق الزميل القدير عيد الثقيل مسئول الصفحات الرياضية في الزميلة الاقتصادية الشكر على الحوار الثري الذي أجراه مع المهندس خالد الكاف العضو المنتدب في شركة اتحاد الاتصالات (موبايلي).
نوعية الأسئلة، وعمقها، وبُعدها عن الاندلاقية اللحظية التي يعتمد عليها كثير من الصحفيين المعتمدين على الارتجالية والسلق في إجراء الحوارات.. فالزميل عيد، وضع أمام مسئول الشركة كل الأسئلة التي تدور في ذهن الرأي العام الرياضي حول العقد التاريخي ما بين الشركة وأكبر أندية المملكة الرياضية (الهلال).
في الحوار الذي أتمنى أن يقرأه كل من يهتم بهذه المسألة، كشف المهندس الكاف عن العقلية المهنية العلمية التي تُدار بها (موبايلي) والتي يُمكن للقارئ المدرك أن يتكشف من خلالها كيف استطاعت هذه الشركة أن تكسب صفقة رابحة مع النادي الذي يملك أكبر قاعدة جماهيرية في البلاد السعودية.
سأفطن المهندس خالد، إلى أهمية تخليص الشركة من المشجعين الإعلاميين والتسويقيين المملوءين بالانحياز التعصبي الفج لما فيه مصلحة أنديتهم أولاً وأخيراً، دون الاهتمام أولاً وأخيراً بمصالح وأهداف شركتهم التسويقية والتعاملية وهو ما وقع ضحيته شركات كثيرة لعل من بينها الشركة الاتصالاتية الكبرى التي خسرت المدرج الرياضي الكبير بسبب هيمنة شلليلة المشجعين الكرويين على المسائل التسويقية والإعلانية المنحازة لناديهم المتواضع فنياً وجماهيرياً، بطريقة استفزت المدرج الرياضي الكبير، متجاهلين مصلحة شركتهم ربحياً وتسويقياً.
ذاكرة الرياضيين تحتفظ بدلائل معاينة حدثت سابقاً غلّبت المصلحة التشجيعية على مصلحة الشركة.. وهو ما كان متوقعاً، ولو استعرضنا أسماء هؤلاء (المشجعين) العاملين في تلك الشركة لتأكد لنا توقع ما حدث.
على المهندس الكاف، أن يخلص شركته من هذه النوعية أياً كان توجهها وميولها إذا وُجدت، وعليه أن يجعل معياره معياراً علمياً مهنياً.. لا دخل للميول وأعراف وفزعات التشجيع فيه.. لا من بعيد ولا من قريب.. وألا يقع فيما وقع فيه.. غيره!
أندية.. بدون وجود!
ها نحن في شهر رمضان الفضيل، وقبله كانت العطلة الصيفية.. والسؤال يخرج رأسه متسائلاً، متعجباً: لماذا تغيب الأندية الرياضية عن أداء دورها الاجتماعي والثقافي والترويحي.. لماذا تخلو نشاطات الأندية وبرامجها من التواجد الفعلي في مثل هذه الفترات من السنة؟! ولماذا تحولت إلى أندية كرة.. لا غير.
لم يكن هذا الأمر، منذ سنوات، فقد كان كثير من الأندية وبالذات الأندية خارج المدن تعج بالنشاطات والفعاليات الترويحية والثقافية والاجتماعية التي تسببت في انكماش هذا التواجد.
أندية المدن بإمكانياتها ومقراتها وأعضاء شرفها لم يعد لهذه النشاطات وجود، قد أستثني نادياً أو ثلاثة، لا شك أن من بينهم نادي الشباب أكثر الأندية السعودية اهتماماً بهذا الجانب.. أما البقية فقد تحوَّلت إلى كرة منفوخة، تتقطّر سطحية، وتزداد نطنطة..
بعض الأندية، ولذر الرماد في العيون، تنظم على عجل محاضرة أو محاضرتين لواعظ دعوي وتعتبرها نشاطاً وبرنامجاً اجتماعياً وثقافياً.. (وخر عن طريقه)!
لم يعد للنشاط المسرحي، ولا الغنائي، ولا الترويحي، ولا للفنون والمناشط التراثية.. أي وجود في النادي الرياضي والسبب - في ظني - أمران: (الأول) عدم اكتراث (مقام) إدارات الأندية بمثل هذه المسائل!! و(الثاني) هيمنة أنصاف المتعلمين أو بعض الصحويين على النشاط الثقافي والاجتماعي في النادي.. أتمنى أن يلتفت الإعلام الرياضي لهذا الجانب الحيوي والرئيس في مبرر وجود وتواجد وتأسيس النادي الرياضي.. أساساً.
تحصين النادي الرياضي.. من دعاة الصحوة
يقول الأمير خالد الفيصل: (إن بعض المعلمين قد انشغلوا عن العملية التعليمية بغسل أدمغة أبنائنا وأدلجتهم)، (وهذه إحدى المشكلات التعليمية في بلادنا بل إنها الوقود الذي يدفع بأبنائنا إلى تفجير أنفسهم في شوارعنا ومؤسساتنا).
ويذكر الزميل الدكتور علي موسى في صحيفة الوطن عن الأمير خالد الفيصل في كلمته التي وجهها لقادة العمل التربوي الذي عُقد في جدة مؤخراً قول الأمير خالد: (إن من بين معلمينا من يأخذ الطلاب في طابور الصباح إلى المسجد في حصة القرآن الكريم حتى لا يقوموا بتحية العلم).
الأمير خالد حمَّل قادة العمل التربوي مسؤولية حدوث ذلك، فلا أحد منهم رفع تقريراً للوزارة عن معلم أو مدير مدرسة أو طالب يرفض تنفيذ السياسات التعليمية..
سؤالي المتوجس، وأرجو أن لا يكون له مبرر (بمشيئة الله): ماذا عن النادي الرياضي؟ هل حصنّاه وحميناه من تسلل أصحاب (المنهج الخفي) ودعاة الصحوة الوافدة والمشروع الإخواني المعادي لوطن الدعوة المحمدية الصافية السمحة؟!
أرجو ذلك..