يتصاعد الجدل ويزداد سخونة بين الولايات المتحدة وإيران، وفي ذروة الحرب الكلامية لا يجد الغريمان ما يمنع من مناقشة بعض المصاعب هنا وهناك حتى في ذات المناطق التي تتسبب في ذلك الجدل مثل العراق وأفغانستان.. فالعدوان اللدودان يعرفان أن هناك حدوداً للعداوة، وأن هناك موجبات لنوع من التعايش، حتى ولو لبعض الحين، من أجل ترتيب أوضاع كلٍّ منهما في المناطق مثار النزاعات، لكن بين كل ما يجري بين طهران وواشنطن لا يوجد ثمة ما يشير إلى نوايا لإصلاح ذات البين، غير أنهما لا يترددان في مصارحة بعضهما البعض بالمصالح المهددة وكيفية الحفاظ على حد أدنى من التواصل لضمان أمن تلك المصالح.
فالمسؤولون الأمريكيون والإيرانيون يلتقون لمناقشة الأوضاع في العراق مستهلين مثل هذا اللقاءات بكيل الاتهامات لبعضهما البعض ثم ينتقلان للاتفاق على نوع من الإجراءات العملية تتيح ضمان استمرار وجود كل منهما في العراق بالطريقة التي لا تؤدي إلى محو أو استئصال أي منهما من على الأرض العراقية، فكلاهما له ارتباطاته العراقية المتنوعة والمتعددة وكلاهما لا يريد أن يكف عن لعب دور هناك، ومع أن الدور الأمريكي واضح وصريح، إلا أن الدور الإيراني حتى مع محاولات تخفيه فهو يفصح عن نفسه أحياناً وبشكل أكثر صراحة، ومع ذلك فلكلٍّ من واشنطن وطهران أدوار سرية، هي التي تتسبب في بعض الأحيان في خروج الخلافات إلى العلن.
والخلافات حول أفغانستان تتواصل لكن البلدين يريان أيضاً ضرورة للقاءات بين الحين والآخر حولها، وعلى الرغم من اتهامات أمريكية لطهران بأنها تمد حركة طالبان بالأسلحة، فإن هذه الاتهامات تصدر بصورة متفرقة وغير رسمية، بل إن مسؤولاً عسكرياً أمريكياً أوضح الأمر بقوله إن قوافل الأسلحة تصل من إيران إلى مقاتلي طالبان لكننا لم نقل إن الحكومة الإيرانية هي التي ترسل تلك الأسلحة.