Al Jazirah NewsPaper Tuesday  25/09/2007 G Issue 12780
رأي الجزيرة
الثلاثاء 13 رمضان 1428   العدد  12780
مشروعات حروب

هناك دائماً مشروع لأزمات جديدة في المنطقة وذلك على الرغم من تشبعها بما يكفي من المشكلات، والمشروع المستمر المتجدد يتمحور حول البرنامج النووي الإيراني. وتنطوي الخطط والأفكار هنا على احتمالات عديدة لا تستثني حتى الضربات الجوية، وهذا ما ترمي إليه التهديدات الأمريكية ضد طهران، وهي تهديدات اكتسبت مؤخراً زخماً جديداً من خلال إسهام حلفاء لواشنطن فيها وإعطائها المزيد من الجدية..

فقد قدمت فرنسا مؤخراً نفسها كمسوق لهذه التهديدات، حيث جاءت تصريحات وزير خارجيتها كوشنير لتلهب من توقعات الحرب، فقد ردد الوزير الفرنسي كلمة الحرب في أكثر من مناسبة وهو يتحدث عن إيران، وبدا أنه يرسخ من توجه جديد لبلاده مساند ومؤيد تماماً للولايات المتحدة سواء في سياساتها تجاه العراق أو إيران..

ودون الاستغراق في جوانب الدور الفرنسي الجديد، فإن ما يهم المنطقة، خصوصاً، هو ما يمكن أن ينتهي إليه هذا الجدال المحتدم بما في ذلك احتمالات حرب أخرى طرفاها تحديداً الولايات المتحدة وإيران بسبب محاولات واشنطن وقف إيران من المضي قدماً في برنامجها النووي بما فيه من تخصيب لليورانيوم وهي خطوة، ترى أمريكا أنها قد تقود إلى صنع القنبلة النووية، لكن طهران تنفي أنها تستهدف تلك الغاية..

إلى ذلك فإن إيران قررت الاستجابة وبطريقة واسعة للتهديدات والاستفزازات، وذلك من خلال استعراضات عسكرية متتالية، ومن خلال تحين مختلف المناسبات، للإفصاح عن أسلحة جديدة بما فيها طائرات مقاتلة صناعة إيرانية وصواريخ يتجاوز مداها الـ1800 كيلومتر، فضلاً عن شحن سياسي جماهيري يعبر عن نفسه في الإصرار على التصدي لما يسمونه في إيران (الشيطان الأكبر)..

ووسط هذه الأجواء التي تتراوح بين الشد والجذب تجد دول المنطقة نفسها وقد تحولت إلى ساحة محتملة لحرب لا يعرف مداها ولا نطاق استشرائها ولا نوع الأسلحة التي يمكن أن تستخدم فيها، فالصراع يتركز حول البرنامج النووي ومن ثم فإن احتمالات اللجوء للسلاح النووي ليست مستبعدة..وهي ليست الحرب الأولى لكنها تأتي -إن حدثت- في سلسلة من الحروب التي ضربت المنطقة خلال أقل من عقدين من الزمان، والتي أخذ كل منها رقماً فصارت تعرف ب(حرب الخليج الأولى) والثانية والثالثة وهكذا..

ولكل من هذه الحروب آثارها الكارثية على المنطقة من جهة عرقلة طموحاتها في النماء والتطور، وحقها في التمتع بالأمن والسلام، ولهذا فإن دول المنطقة تحاول دائماً تذكير مختلف الأطراف بأن من مصلحة الجميع تهدئة هذه الصراعات وحلها بالتي هي أحسن وبعيداً عن جعجة السلاح، خصوصاً إذا كان هذا السلاح من النوع النووي الذي يمكن أن يسفر عن كارثة ماحقة..
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد