Al Jazirah NewsPaper Saturday  22/09/2007 G Issue 12777
رأي الجزيرة
السبت 10 رمضان 1428   العدد  12777
حتى لا يتجاوزنا التاريخ

مرت الأمة العربية سواء كوحدات مستقلة عن بعضها البعض، أو كأمة واحدة من حيث المصير والهوية بمجموعة من المحن والمصائب التي رميت على رأسها في غفلة من الزمان، ولازالت تعاني من إرهاصاتها حتى وقتنا الحاضر، ومن هذة الملمات والأحداث المهمة على سبيل المثال لا الحصر، نكسة 1967 م ومعركة العبورعام1973 او مايعرف بحرب السادس من أكتوبر وماتخللها من اختراق إسرائيلي للجبهة المصرية في ثغرة الدفرسوار التي لعبت دوراً مهماً في قلب موازين الحرب وتغييرها، هذه الأحداث والمعارك وغيرها من الملمات لازالت تفاصيلها طي الكتمان ولازالت أسرارها حبيسة الأدراج والارشيف الرسمي في بعض الدول العربية، ولم تكشف خباياها للرأي العام حتى الآن مع أن ضروريات المصلحة القومية والوطنية تحتم فتح مثل هذة الملفات، واطلاع الرأي العام على محتواها لاكتشاف حقائق تلك الانكسارات والهزائم، وليعرف الجيل الحالي أسباب فشل تجارب الأجيال السابقة له، فالتاريخ والتجارب الإنسانية والسياسية منها بالذات ما هي إلا عبارة عن تراكمية من المعارف والاختبارات والمواعظ التي يتعلمها كل جيل من سابقيه ويوظفها للاستفادة منها في سيره في ركب المستقبل وبحثه عن مكانة بين الأمم.

ما حدث في عام 1967 من هزيمة نكراء اجتاحت فيها إسرائيل دول الموجهة العربية والتهمتها، لايزال يجهل الكثير من تفاصيله وأسبابه، والتي أوعزت في حينها إلى الامبريالية والاستعمار العالمي في محاولة تسويفية واضحة لم ينجلِ غبار تسويفها حتى الآن، وفي حرب السادس من أكتوبر والتي تضافرت فيها الجهود العربية ولطمت وجه إسرائيل بصفعة قوية حدثت ثغرة الدفرسوار وحوصر الجيش المصري الثالث وأعقب ذلك بقليل وقف إطلاق النار، وأيضاً لازالت الأسباب والتعاليل لماحدث مجهولة وطي الكتمان وحبيسة الملفات والارشيف، وغيرها وغيرها من الملفات والأسرار التاريخية في الدول العربية التي لازالت تحتاج إلى المزيد من الانفتاح والشفافية الرسمية من أجل إخضاعها للدراسة التاريخية المستقلة التي هي الكفيلة وحدها بتحديد المذنب من المصيب، وهي أيضاً وبجانبها الأكاديمي والعلمي كفيلة أيضاً بأن تستخلص منها العبر والتصويبات المستقبلية وذلك من أجل ألا يفوتنا المستقبل، وإن تجاوزنا التاريخ .!!

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244












 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد