Al Jazirah NewsPaper Friday  21/09/2007 G Issue 12776
الريـاضيـة
الجمعة 9 رمضان 1428   العدد  12776
كبد الحقيقة
(حافظ).. ترك الساحة بهدوء
خالد الدوس

برحيل المعلق الرياضي (سابقاً) حافظ جمعة تفتقد الساحة الرياضية الإعلامية نموذجاً رائعاً (خلقاً وأدباً وبشاشة).. كثيراً ما أتحفنا بصوته الشجي وثقافته الرياضية الرصينة في ميدان التعليق والوصف.

* حافظ جمعة الذي ودع هذه الحياة الفانية قبل أيام قلائل بعد معاناة طويلة مع المرض بدأت فصولها معه قبل خمسة أعوام حينما أصيب بجلطة دماغية سافر للخارج لتلقي العلاج وتأهيل حالته العضوية وعاد لأرض الوطن بعد استقرار حالته الصحية وأضحى يمارس حياته بصورة شبه طبيعية.. بيد أنه كان (يرحمه الله) يعاني من أمراض الضغط والسكر.... بدأت أعراضها في تفاقم للتحول لجلطة دماغية ثانية اصيب بها قبل شهر ونيف كانت أشد قوة وضررا من الأولى ليغادر هذه الدنيا بصمت وهدوء وسكينة.

* كان إنسانا مثقفا لأنه عشق العلم والمعرفة.. عبر بوابة الطموح العالي وتحقق له ما كان يبحث عنه عندما ابتعث للخارج وتحديداً للولايات المتحدة الأمريكية من قبل عمله بجامعة الملك سعود لدراسة الماجستير والدكتوراه في الإعلام ونجح في ترجمة هذه الآمال العريضة والإرادة القوية في الحصول على درجة الماجستير في الإعلام وكانت لديه رغبة قوية في نيل شهادة الدكتوراه من جامعة أريزونا العريقة بيد أن أحداث (11 سبتمبر) وظروفه الأسرية كانت كفيلة بإيقاف مد طموحه والاكتفاء بدرجة الماجستير.

* حافظ جمعة الأكاديمي المرح والإنسان الخلوق جداً والمهني الرائع لم يكن معلقاً عادياً إنما كان يعشق المايكروفون ويعشق الوصف والتعليق..

* كان يتعامل مع الأحداث ويجسدها كما هي بصوته الشجي وكأنه أشبه بالشاعر حينما يصف الطبيعة وجمالها الخلاب.. هكذا كان (يرحمه الله) قبل أن تجبره حالته الصحية عن التوقف عنوة والتنازل عن عشقه الأزلي بعدما ارتفعت درجة حرارة الأعراض الصحية فأضحى الاعتزال المبكر أمراً لا مناص منه خاصة وأنه وجد ذاته وسط هذه الأعراض أسيراً للصراع مع المرض.

* كان الفقيد يطبق مبدأ (ليس من الحكمة صناعة الأعداء).. على أولئك الذين اختلفوا معه في الرأي ومارسوا معه انتقادهم للأشياء الشخصية لكنه بقي قلبه يتسع حباً حتى لأولئك الذين طاله انتقادهم وأساءوا له.. هكذا كان (يرحمه الله) محافظاً على أسس وقيم ومبادئ الاحترام والتعامل الرفيع مع الجميع فكسب بهذا السلوك الجم وبهذه المثالية العالية رصيداً كبيراً في بناء العلاقات العامة.. هكذا هم المنتصرون بأخلاقهم وقيمهم النبيلة حينما يتركون سيرتهم النيرة وسمعتهم الطيبة حاضرة في كل الأوقات سواء تواجدوا أو غابوا عن الساحة.

* رحم الله الزميل العزيز (حافظ جمعة) وأسكنه فسيح جناته والعزاء موصول لأشقاء وأبناء الفقيد تغمده الله بواسع مغفرته ورضوانه. { إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

أكاديميون خارج المهنة

* هناك لاعبون.. كانت لهم صولة وجولة وكانت لهم تجربة رياضية مثمرة في ميدان المنافسة وهؤلاء نجحوا في تمثيل أنديتهم خير تمثيل (فنيا وسلوكياً) وبعد التوقف عن الركض الكروي واصلوا تألقهم في مضمار العلم والمعرفة وكافحوا ونافحوا حتى حصلوا على أعلى الدرجات العلمية بكل فخر واعتزاز.. بيد أن مثل هذه النماذج المؤهلة فكراً وعلماً لم تستفد الأندية منها ومن مجالاتهم العلمية في إثراء العمل الرياضي داخل دهاليزها..ولعلي هنا أذكر وعبر هذا المنبر بعض الأسماء التي سجلت إعجاباً كبيراً في مضمار العلم والمعرفة ومنهم الدكتور (صالح العميل) نجم الشباب السابق.. الحاصل على شهادة الدكتوراه في (الإدارة والاقتصاد) والدكتور عبدالرزاق أبو داود الأهلاوي المعروف والدكتور صلاح السقا مدافع الرياض السابق وأستاذ (علم النفس الرياضي) والدكتور عبدالرزاق بكر نجم الاتحاد السابق (دكتوراه تخطيط وتنمية).. ونجم الهلال الدولي السابق عبدالرحمن القحطاني وغيرهم من النماذج البارزة.. كما أن هناك نجوم حصلوا على درجة الماجستير ومنهم مدافع النصر السابق عبدالله بن صليح (ماجستير اقتصاد) وزميله اللاعب سعود الحمالي وكذلك اللاعب (ميرزامان) (ماجستير علم نفس) وهناك أيضاً (ناصر الراجح) نجم الرياض السابق الحاصل على درجة الماجستير في (القانون) ونجم الهلال الدولي السابق (محسن بخيت) ونماذج أخرى نفتخر بها وبتحصيلها العلمي الرفيع.. غير أن هذه القدرات الأكاديمية علاوة على خبرتها الرياضية.. لا تزال (متعطلة) مهنيا وذلك لعدم الاستفادة منها ومن مجالاتها العلمية الرفيعة خاصة ونحن في عصر أصبح فيه (العلم).. يدير المنظومة الرياضية الناجحة (احترافياً) باعتبار أن الرياضة قبل أن تكون ميدان لركل الكرة بالقدم أو قذفها باليد هي علم يدرس وسط الميدان وخارجه وبالتالي لابد أن نفعل ذلك العلم على أرض الواقع من خلال تجسيد مفهوم العلم الرياضي بدلاً من التخبطات والاجتهادات التي في النهاية لا تصنع عملاً خلاباً.

* الخسارة التي تلقاها (النصر) أمام الصاعد حديثاً (الوطني) كشفت أن سياسة البناء... عفواً سياسة جلب الطيور المهاجرة لا تصنع نصراً يشد به الظهر.. فالبناء الذي لا يشيد على أسس سليمة ومنهجية علمية مدروسة يصبح الفشل صفة ملازمة له.

* في زمن انحسر فيه (الوفاء) على فئة قليلة من الناس يؤكد الإعلاميون المخضرمون (عبدالله الضويحي) و(محمد صالح الدويش) أنهما صديقان الجميع في أفراحهم وأتراحهم فما قام به كل من (الضويحي والدويش) عندما أديا الصلاة على الفقيد (حافظ جمعة) وأتبعا جنازته حتى وارى جثمانه الثرى.. يؤكد معدن وشهامة هذين المثالين في هذا الوقت الذي اختفى فيه من كان - حافظ- يعتقد انهم أوفى معه حتى بعد مماته.. والله المستعان!!

* الأوضاع الإدارية والفنية والمقلوبة بزاوية ميل تصل 180ْ بنادي القادسة كانت نتاج سياسة إدارة الرأس الواحدة...!!

* إيقاف (خالد عزيز) موسما كاملا (قرار) تربوي وإصلاحي ولكن من المتضرر؟؟

* يبقى (ماجد الحكير) الشخصية الشرفية الوحيدة التي تدعم (فريق الرياض) وقت الأزمات أما البقية فما أكثرهم على طاولة الاجتماعات وما أقل دعمهم وقت المحن والشدائد.

* حتى رموز نادي النصر العريق لم يسلموا من خربشة أقلامهم والإساءة لتاريخهم من أولئك المحسوبين على الإعلام الرياضي النصراوي.

* الدكتور (عبدالإله ساعاتي) الخبير الصحي والمتخصص الأكاديمي في هذا الشأن الحيوي ليتنا نستعين بخدماته للاستفادة من تخصصه في إثراء الجوانب التوعوية على مستوى المنتخبات السنية وذلك لبناء ثقافة صحية للاعبين.

* في الوسط الرياضي نماذج رائعة تستحق الإشادة والإعجاب ومن هذه النماذج المثالية الزميل (عبدالمحسن الجحلان) من صحيفة الرياضية بالفعل نموذج رائع للتواصل والاحترام والعمل المهني.

* قد يكون من الأنسب حالياً أن يقود الرياض (النادي) فنياً المدرب الوطني القدير خالد القروني خاصة في ظل هذه المرحلة الانتقالية التي تمر بها مدرسة الوسطى.

* (القروني) يملك قدرة بارعة في اكتشاف وإعداد وتبني المواهب الشابة واسألوا الوحدويين المنتشين!؟

* الهلال كان متصدرا الأندية في تفعيل النشاط الثقافي خلال فترات متنوعة بيد أن هذا النشاط اختفى مع ظهور (هلال) شهر رمضان المبارك نتمنى أن تفعل جميع الأندية هذا النشاط الحيوي داخل أروقتها خاصة في هذا الشهر الكريم.

* فارس الدهناء يسير في مضمار المنافسة بخطى واثقة وبهدوء تام فتشوا عن السر في حقيقة المثالي (عبدالعزيز الدوسري).

* هل الفكر الإداري داخل الأندية مهيأ للتعامل والتفاعل مع معطيات ومتطلبات ومكونات الاستثمار الرياضي؟؟

* في اليابان حتى المصانع يوجد بها (أخصائي نفساني).. وأنديتنا الرياضية تحديداً لم تستوعب أهمية ودور وفعالية هذا التخصص الحيوي المهم.

* الشيخ (يوسف بن محمد اليوسف).. أحد الشخصيات الرياضية التي خدمت الكيان الهلالي في حقبة الثمانينات الهجرية وممن عاصروا هذه المسيرة آنذاك.. أجرى عملية جراحية.. تكللت بفضل الله بالنجاح نسأل المولى عز وجل أن يمن عليه بالصحة والعافية .. وأن يكون هذا الشهر المبارك ثوب خير عليه وعلى الجميع وماتشوف شر (ياأبا محمد) إن شاء الله.

Kaldose@gowrr.gov.sa



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد