Al Jazirah NewsPaper Friday  21/09/2007 G Issue 12776
الاقتصادية
الجمعة 9 رمضان 1428   العدد  12776
سيرة حلم
المستشار القانوني إبراهيم الكلثم

حديثنا اليوم عن شاب يحلم في أن يمتلك منزلاً, تخرج من الجامعة وعمره أربعة وعشرون عاماً بتقدير جيد جداً وكان من السعداء في مجموعته إذ تمكن من الحصول على عمل بعد ستة أشهر من تخرجه أي في المرتبة السادسة على أول مربوط براتب معروف ما مكنه من التوفير منه... مضت أربع سنوات في كل سنة استطاع الشاب ادخار مبلغ عشرين ألف ريال.. كان مقتصداً على نفسه يريد تحقيق حلمه بأن يمتلك منزلاً يسكن فيه مع أسرته التي بدأت معالمها تظهر على جسد زوجته.. لم يسافر للسياحة لا في الداخل ولا الخارج عدا عمرة بعد الزواج مباشرة.. من أجل أن يتمكن من ادخار مبلغ يساعده على تحقيق هذا الأمل..

استطاع أن يشتري الأرض ومساحتها جيدة أكثر من أربعمائة متر مربع بادخار خمسة عشر عام من عمره الوظيفي وما كانت لتكون في ملكه إلا وقد لاح الشيب في مفرقه فقد بلغ السابعة والأربعين من العمر.. سعي للتقديم على صندوق التنمية العقاري والذي يتطلب انتظار 10 سنوات لكي يحصل على القرض، ولكن العمر لا يتوقف فقد بلغ الخامسة والخمسين وكان قد ادخر مالاً من أجل البناء يساعده على إتمام حلم تملك المسكن ومن باب الخوف والحذر لم يدخل بهذا المبلغ العزيز على نفسه في أي مغامرة لا في الأسهم ولا المساهمات العقارية ولا سوا ولا غيرها من مغريات الاستثمار.. فقد نجا من جميع هذه المصائب أو المصائد ولكنه لم يستطع تلافي قفزات الأسعار، فالحديد تضاعفت قيمته عدة مرات وأدوات الكهرباء والمقاول والعمالة وما إدراك ما العمالة ارتفعت تكاليف أجرها إلى أضعاف مضاعفة. وبحساب ما ادخره وجد الرجل أن مجمل ما قام بادخاره لا يمكنه من بناء الحلم (المسكن) وقد سار به العمر إلى مشارف الستين وإلى الآن لم يمتلك منزلاً يعيش فيه!

ما هو الحل الذي قد يسهم في التخفيف عن هذا المواطن وغيره الكثير ممن يحلمون بتحقيق الحلم الإسكاني:

أولاً: فيما يخص الأراضي يجب ألا تكون الأراضي مخزن للثروات الهاربة من فريضة الزكاة على عروض التجارة.

وبكل أسف الواقع لدينا مخالف إذ لا تستحصل على الأراضي زكاة مما جعلها مجال للمضاربة ورفع الأسعار غير المنطقي فمن يملك الأراضي يقول وبكل بساطة اتركها إلى أن تبلغ السعر الذي أريد فلا مصاريف منها إنما هو صك أرض في الخزنة تجنى أرباحه عند ارتفاع أسعار الأراضي.

والحل للقضاء على المضاربة في الأراضي وكذلك القضاء على المضاربة في سوق الأسهم هو حل واحد.. استحصال الزكاة من أصحابها لأنها تعتبر في حكم عروض التجارة، وذلك بشكل سنوي ووفقاً لقيمتها السوقية، وهذا سيجعلهم يسعون إلى تنويع الاستثمارات في مجالات أخرى منتجة.

النتائج من فرض الزكاة واستحصالها واضحة، كلها في مصلحة المواطن والتاجر. فالمواطن سيحصل على أرض بسعر معقول عندما تنجو الأراضي من مجال المضاربة العقارية.

ثانياً: فيما يخص البناء وتكاليفه نجد أن وزارة العمل قد تمتلك شيئا من المساعدة في تسهيل تحقيق الحلم عندما تُيسر استقدام العمالة التي لا تنافس المواطن على عمل مناسب له خصوصاً عمال البناء والإنشاءات وما شابهها وقد سبق ونشرت مقالاً عن العمل وتوظيف المواطن ونشر المقال في الملحق الاقتصادي لجريدة الجزيرة يوم الثلاثاء 22 من شعبان 1428هـ.. والسؤال الذي ينتظره الجميع: متى نساعد الشباب على تسهيل تحقيق تملك حلم منزل العمر؟.



kalthma3@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد