جاء الاستثمار الرياضي ليزيد من مداخيل الأندية ومواردها المالية.. وجاء أيضاً ليكشف أن لدينا من النقاد والمحلّلين من هو على استعداد للحديث عن كل شيء وتقييم كل الأمور والإفتاء في كل المجالات.
محلّل رياضي كل مؤهلاته أنه (لاعب سابق) أو صحفي لا يفرّق بين القانون كعلم قائم بذاته وبين القانون (الآلة الموسيقية) يتحدثون عن الاستثمار والخصخصة والعقود والأنظمة وكأنهم يحملون الدكتوراه في الحقوق ويديرون أكبر مكاتب المحاماة.. ولا يجدون حرجاً من نشر هرطقاتهم على الملأ باعتبارها قواعد بذاتها وليست تنظيرات متواضعة على طريقة (سمك لبن تمر هندي)!!
عندما يتحدث هؤلاء لا غرابة أن تتحول (العقود) إلى (العقودات) ولا غرابة أن تميل كفة الميزان باتجاه العاطفة.. ولا غرابة أيضاً أن يجعلوا تنظيراتهم أموراً مسلّماً بها من وجهة نظرهم.. ولا غرابة أن يختلط الحابل بالنابل.. والجاهل عدو نفسه في النهاية!!
العتب ليس على هؤلاء.. بل على من يستضيفهم ويأخذ آراءهم في أشياء لا علاقة لهم بها.. أشياء لا يمكن أن يتحدث عنها إلا من أوتي سعة من العلم فيها.. أشياء تحتاج إلى إنسان مطلع متخصص يستطيع أن يقدّم وجهة نظر علمية مقرونة بالأدلة والأمثلة والتجارب.. ويكون أيضاً قادراً على مقارعة الحجة بالحجة حتى يصل إلى هدفه!! أما إذا ولّيت الأمور لغير أهلها وترك الحبل على الغارب فالإنسان لا يملك أن يعتبر البرنامج شيئاً من الكوميديا المضحكة والتهريج المبالغ فيه وليس هناك تهريج في اعتقادي أكثر من أن تترك إنساناً يتحدث في غير ما تخصص به أساساً، أو استطاع أن يملك المقومات الكافية والاطلاع الواسع الذي يجعله مقنعاً في حديثه.. ولو إلى حد ما.. وعسى هذه أن تكفي وقديماً قالوا: (من تحدث بغير فنه.. أتى بالعجائب)!!
سقوط النصر.. وإقالة كندينو
* لم تكن الخسارة النصراوية من مضيفه الأسبوع الفارط مفاجئة.. كل المؤشرات قبل المباراة كانت تقول إن الوطني في طريقه لتحقيق أول فوز في تاريخه في الدوري الممتاز.. فالوطني الذي عده البعض استراحة للفرق بعد خسارته من الهلال بخماسية نظيفة استطاع أن يلملم أوراقه ويرتب أوضاعه بسرعة.. حيث تمكّن من التعادل مع الاتحاد مع تحقيق أفضلية فنية نسبية.. قبل أن تكون مطلقة تماماً أمام النصر.. ويبدو أن مدرب الأصفر لم يفطن لخطورة الوطني ولم يكلّف نفسه دراسة الفريق جيداً.. كما يبدو أنه جعل مستواه أمام الهلال معياراً للفريق.. أما لاعبو النصر فقد انشغلوا بالمستقبلين من الجماهير وعندما حانت ساعة رد الجميل لهذه الجماهير عجزوا عن ذلك.. وتركوا الملعب لأبو جابر ورفاقه الذين قدّموا كل ما ينتظره عشاق كرة القدم!!
مرة أخرى على النصراويين عدم استعجال النتائج.. وعدم تحميل اللاعبين فوق طاقتهم.. النصر بحاجة للمزيد من الصبر والبناء وترتيب الأوراق.. إذا تحقق ذلك سيعود الأصفر يوماً.. وإذا لم يتحقق فسوف يكون هناك أكثر من (وطني) وما الموسم الماضي عنا ببعيد!
***
* ما زال التعليق الرياضي على الدوري السعودي يراوح مكانه على الرغم من عشرات الفرص التي بات المعلّقون يحصلون عليها..معلّق أراد أن يشيد بالمغربي صلاح الدين عقال بعد تسجيله لهدف في مرمى الوحدة فقال: (عاقل يا عقال)!! وآخر شاهد الدم ينزف من أنف أحد اللاعبين فبدأ يردد: (الدم غالي.. الدم غالي)..!! ومعلّق ثالث يرى أشياء لا يشاهدها غيره ويكثر في الكلام مما يلزم في النهاية الوقوع في الخطأ. فلاعب لا يفعل شيئاً في الملعب ويصر على تسميته.. ب(الكبير) لا لشيء ولكن لكي يصنع شيئاً من السجع مع كلمة القصير.. وهنا لا تسأل عن أسلوبه القديم في إطلاق الألقاب مثل الكبير والوزير، وهو أسلوب تجاوزه الزمن لاسيما في ظل تعدد الخيارات.. ترى هل نعود لزمن نخفت فيه الصوت ونكتفي بالصورة الحية فقط بسبب بعض المعلّقين؟!
***
* إداري النصر الأستاذ عبد العزيز الدغيثر تحدث كثيراً وفي عدد من المطبوعات عن الحركة التي قام بها لاعب الوطني فهد أبو جابر صاحب هذا الفوز على النصر وطالب بإيقاف اللاعب مبرراً بأن الحركة كانت لا أخلاقية ومرفوضة.. إلخ.
بالنسبة لي لم أشاهد اللقطة المذكورة.. والتي أوقف اللاعب رسمياً بسببها ولكن أسأل الأستاذ الدغيثر.. ومن باب موقعه كنائب للمشرف على الفريق النصراوي..
وأقول.. أين البكاء على الروح الرياضية بعد الحركة التي قام بها أحد ناشئي النصر أمام جمهور الهلال الموسم الماضي والتي أوقف بسببها؟!
إن ما أرجوه أن لا يكون الهجوم على أبو جابر مرده إلى الهدف السينمائي الذي سجله في مرمى شريفي فقط. وما يرجوه النصراويون أن يترك الدغيثر أبو جابر وشأنه وأن يعمل على إصلاح حال فريقهم قبل أن تطير الطيور بأرزاقها!!! وهي الحال التي كشفها مستواه بجلاء في لقاء الوطني.
***
* لم يكن قرار إقالة أو استقالة كندينو من منصبه كمدرب لفريق الاتحاد مفاجئاً.. بل إن هناك من كان يتوقّع أن لا يطول مقامه مع الفريق منذ أن وقّع العقد معه بداية الصيف الحالي كخلف لديمتري..
من نافلة القول هنا أن كندينو لا يكون السبب الوحيد في الظهور الباهت للفريق الاتحادي في مبارياته الثلاث الماضية حتى وإن كان متصدراً للدوري..
كندينو قد يكون واحداً من الأسباب وربما كان قرار إعفائه مناسباً.. لكن ماذا عن بقية الأشياء التي تقف وراء خفوت النجم الاتحادي!!
مراحل.. مراحل
* فعلاً.. لن تؤثّر الخسارة على الفريق فقد اعتاد عليها!!
* ثمانية الوحدة في السكة الجيبوتي أعادت المطالب بإعادة النظر في البطولات العربية من جديد.
* لماذا لا تقام بطولتان عربيتان على غرار البطولات الأخرى مثل دوري أبطال آسيا.. وكأس الاتحاد الآسيوي.. حيث لكل بطولة مستوى معين.
* هل أصبحت الجهات الرسمية جداراً قصيراً يتقوّل عليه الآخرون بكل بساطة؟!
* مباراة النصر والاتحاد اليوم فاصلة للفريق النصراوي ومهمة له بشكل يفوق ضيفه!!
* الخسارة النصراوية ربما تعيد الأصفر إلى دوامة الموسم الفارط من جديد.. والكسب سوف يعزّز الثقة من جديد به.
** إذا خسر القادسية من الحزم اليوم فإنه يضع قدمه مبكراً في دوري الأولى!
للتواصل: sa656as@yahoo.com