حاوره - أحمد العجلان
صنع لنفسه اسماً مميزاً في عالم التدريب بعمله وعلمه وموهبته.. هذا هو المدرب الوطني القدير الكابتن بندر الجعيثن الذي يقع الآن تحت تأثير عقدة الخواجة لإعلامنا السعودي، مدرب المنتخب الأولمبي السعودي الذي يخوض تصفيات أولمبياد بكين الجعيثن فتح قلبه ل«الجزيرة» ليتحدث كما لم يتحدث من قبل فكيف وقف بندر في وجه العاصفة... الإجابة في هذا الحوار:
* هل فقد المنتخب الأولمبي فرصة التأهل إلى أولمبياد بكين؟
- لا لم نخسر الفرصة كاملة فأمامنا ثلاث مباريات لو كسبناها إن شاء الله وتعثر المنتخب الياباني فسنصل بمشيئة الله للأولمبياد.
* لكن الفرصة لا تبدو سهلة؟
- لدينا مباراتان على أرضنا أمام قطر وفيتنام والمباراة الأخيرة أمام اليابان فيها يتحدد كل شيء، لذلك فالمهمة ليست سهلة، لكنها أيضاً ليست مستحيلة لا سيما وأن المنتخب هو أفضل فريق في المجموعة وفقط سوء الحظ هو من وقف في وجه المنتخب فحصل لنا بعض الظروف الصعبة مثل الإصابات والإيقافات ولا سيما الإصابات المفاجئة مثل إصابة عبد العزيز الدوسري قبل مباراة قطر بيوم واحد فقط وكذلك إصابة محمد السهلاوي.
* يُلاحظ أن هناك تفاوتاً كبيراً بين التصفيات الأولية والنهائية حول مستوى المنتخب، ما هو السبب؟
- أول إشراف لي على المنتخب كان أمام أستراليا وكسبناها 2-1 ومن هنا بدأ توهج المنتخب ونحن في تلك التصفيات قدمنا أنفسنا بشكل ممتاز جداً وفي هذه التصفيات الكل يحسب حسابات كبيرة للمنتخب بالإضافة إلى أن الظروف والحظ كانا ضدنا فتخيل أن مباراتنا مع قطر لم يكن لدي أي لاعب في الوسط الأيسر عندما أُصيب الدوسري.. كذلك الحال لتركي الثقفي الذي كان يعاني من إصابة وكذلك سلطان النمري وأحمد المبارك فكلهم كانوا يعانون من إصابات الأمر الذي دفعني للاستعانة بحسن معاذ في الجهة اليسرى.
* حسن معاذ لاعب لديه إمكانات كبيرة لم تستفد منه بالشكل المطلوب، لماذا؟
- سؤال مهم لأنه يتردد عليَّ كثيراً وبالنسبة لحسن فقد حصلت له إصابة في معسكر تركيا هي عبارة عن ضربة في الوجه وبالتحديد فوق العين الأمر الذي دفع الأطباء بالأمر براحة حسن ولم يبدأ التدريب إلا في وقت متأخر قبل مباراة قطر مما جعله لا يكون في الجاهزية المطلوبة وأخيراً عندما تعرض للإرهاق في مباراة اليابان.
* هل المبررات التي قلتها كافية ليظهر المنتخب بمستوى أقل مما كان عليه في السابق؟
- المنتخب ليس بالسوء الذي تقوله ونحن في مباراة قطر كنا الأفضل، لكن لم ننجح بسبب الحظ وكذلك في مباراة اليابان لم تخدمنا الظروف عندما طرد تركي الثقفي وكذلك الحال في مباراة فيتنام التي خسر المهاجمون فيها العديد من الفرص المواتية للتسجيل فضلاً عن أن جدول المباريات كان مجحفاً بحق المنتخب السعودي فتخيل أننا لعبنا في ظرف زمني قليل ثلاث مباريات هامة وحاسمة.. اثنتان منها خارج أرضنا ويكفي لكي تعرف مدى الإجحاف الذي تعرضنا له في مباراتنا مع فيتنام التي لم يفصلها عن مباراتنا مع اليابان سوى ثلاثة أيام مما أوقعنا في حرج كبير حيث يصعب على اللاعبين التأقلم مع فارق التوقيت بالإضافة إلى الإرهاق الذي وقع عليهم حيث إن الرحلة من السعودية إلى فيتنام أكثر من سبع ساعات.
* لم يكن المنتخب يقرأ الخصم جيداً، هذا من صميم عملكم، لماذا؟
- صدقني بأننا نقرأ المنتخبات التي نلعب أمامها بشكل ممتاز جداً ونحن قبل كل مباراة نجمع اللاعبين في وقت نشعر بأنهم سيقبلون الشرح لنتحدث لهم ونشرح لهم ونقدم لهم بالصور والفيديو حركة الفريق الخصم واللاعبين المميزين في كل النواحي سواء الكرات الثابتة أو المتحركة ونخبر اللاعبين ونثقفهم عن الخصم بشكل كبير جداً ونجحنا في ذلك كثيراً والدليل أن ما نتحدث به مع اللاعبين يحصل في الملعب.
* معظم لاعبي المنتخب الأولمبي لا يلعبون كأساسيين في فرقهم، هل يسبب ذلك مشكلة لكم؟
-اللاعبون الأولمبيون ليس لهم دوري وهذه السنة ستكون أول سنة يكون لهم دوري وبالفعل الكثير من اللاعبين لا يلعبون في أنديتهم كأساسيين لذلك فمستوياتهم ارتفعت معنا ولا يُوجد في المنتخب لاعبون أساسيون في أنديتهم باستثناء القليلين أمثال حسن معاذ وعبد اللطيف الغنام وماجد العمري الذي هو الآخر أيضاً فقد فرصة تمثيل فريقه كأساسي في تصفيات الخليج.
* هل تشعر بأنك راضٍ عما قدمته مع المنتخب؟
- ولله الحمد أنا راضٍ كل الرضا عما قدمته للمنتخب فمهما قالت وكتبت الصحافة التي أحترمها والتي تكتب من واقع حبها للوطن فأنا أقرأ وأستفيد من النقد مع أنه وللأسف كان هناك نقد خارج عن الإطار ومثل ذلك النقد لا أحبذه لأن هناك قنوات تتعامل مع هكذا إشكالية وأنا ولله الحمد واثق من نفسي وهذه الثقة مستمدة من ثقة سمو الأمير سلطان بن فهد وسمو الأمير نواف بن فيصل اللذين منحاني الثقة كاملة وأنا من خلال 15 مباراة أشرفت فيها على المنتخب لم أخسر سوى مباراة، لكن بعد هذه المباراة الكل قام يحكي ونسوا الانتصارات على إيران وأستراليا والأردن ويا ليت طالما أن هناك نقداً فيجب أن تكون هناك إشادة في ذلك الوقت.
* يُقال بأنه من الممكن أن تكون مساعد مدرب وليس مدرباً رئيسياً، ما رأيك؟
- أنا لا يهمني ما يُقال وأنا لدي ثقة في نفسي وأعرف ثقة الأمير سلطان والأمير نواف وما يُقال في الفضائيات كلام لا ينتهي ولو سنح لهم الوقت ليتحدثوا ثلاث أو أربع ساعات لما سكتوا وهؤلاء محسوبون علينا، لكن لو تسمع آراء الناس المحايدين لسمعت الإشادة بالمنتخب ومستواه.
* أنت تقع ضحية لمن؟
- أنا لا أعلم، لكن أنا كما قلت لك أسمع الكلام المفيد وأترك الباقي.
* هل وقعت ضحية صراعات معينة بين مسئولين قريبين من المنتخب وأطراف أخرى في اختياراتك للاعبين؟
- أنا أختار اللاعبين حسب حاجة المنتخب واللاعبون الذين لا ينضمون للمنتخب يكون ذلك بسبب الإصابة.
* يبدو أنك لم تفهم سؤالي، ما أقصده لماذا تختار أربعة أظهرة من نادي الشباب فقد أخذت منهم الأساسيين والاحتياطيين، هل هذا اختيار منك أنت أم أنك دُفعت له؟
- بعض اللاعبين كانوا مع المنتخب من أيام نونيز وآخرين أنا اخترتهم، لكن ما يجب أن تعلمه أن لدينا مشاكل في أعمار اللاعبين فأحيانا تُعجب بلاعب معين وتعتقد أنه صغير وتتفاجأ بأن سنه لا تسمح له باللعب، لكن بالنسبة للاعبي الشباب فهم لاعبون موهوبون ومفيدون للمنتخب وأعمارهم تناسب المنتخب وهذه خدمة بلد وليس فيها ضرر لأحد فالمنتخب أولاً والأندية في الأخير.
* في التصفيات السابقة كان الأمير نواف بن سعد هو المشرف على المنتخب وفهد الحميدي هو مدير المنتخب والآن تغيرت الإدارة فتغيرت النتائج، هل هناك رابط؟
- لا أعتقد لأن كل إدارة لها أسلوبها وأي إنسان يُوضع في مكان معين فهو لخدمة البلد فسمو الأمير نواف بن سعد خدم المنتخب وكذلك الحال لفهد الحميدي، لكنهما عندما رحلا جاء من ينوب عنهما فالمصيليخ يؤدي أدواراً مميزة وهو شخص أكاديمي ولا يوجد أي اختلاف.
* ما هو دور ناصر الجوهر عندما حضر مباراة المنتخب الأولمبي مع اليابان ونزل بين الشوطين.. وماذا قال الجوهر بين الشوطين؟
- ناصر يؤدي دوره كمنسق فني في الاتحاد السعودي لكرة القدم وهو يحضر مباريات كل المنتخبات.
* ماذا قال لكم بين شوطي المباراة؟
- حضر بين الشوطين المحاضرة التي ألقيتها على اللاعبين، لكنه لم يتحدث بأي شيء.
* هل صحيح أن علاقتك بالأستاذ طلال آل الشيخ قادتك لتكون في هذا المكان كمدرب للمنتخب؟
- أنا أحترم طلال كثيراً وهو من الشخصيات الرياضية المحترمة، لكن قبل طلال هناك سمو الأمير سلطان بن فهد وسمو الأمير نواف بن فيصل.. وأعتقد أن خدمة البلد ليس فيها صداقات ولا محسوبيات وأنا سبق أن حققت نجاحات مع فرق عديدة قادتني لهذا المكان.
* هناك سؤال يتردد كثيراً حول عدم اختيار أحمد الصويلح، هل بينك وبينه مشكلة معينة؟
- لا يُوجد بيننا أي مشكلة.
* إذاً لماذا لم تختره لا سيما وأنه يؤدي بشكل ممتاز مع الهلال، وقبلها مع المنتخب؟
- الفترة التي يؤدي فيها مع الهلال كان المنتخب في معسكر تركيا ولم يكن لدي فرصة لأشاهده ونحن لدينا لاعبون مميزون، لكن أحمد استفاد من خبرته كلاعب في الهلال والمنتخب الأول في بعض الفترات، لكن المجموعة الموجودة تحتاج للوقت والخبرة وأحمد استفاد من لعبه مع لاعبين كبار أمثال ياسر القحطاني وسامي الجابر، لكن مشكلة أحمد أنه في الدوري لا يلعب سوى خمس دقائق عندما كان في الموسم الماضي باكيتا مدرباً للهلال.
* تتحدث عن خبرة أحمد.. لكنك لم تستفد منها، لماذا؟
- سيأتي الوقت الذي نستفيد فيه من أحمد وأنا أقول لك بأن أحمد تعرض لإصابة في وقت سابق مع المنتخب بالإضافة إلى أن أحمد أثناء معسكر تركيا كان مرتبطاً مع الهلال وفي المنتخب يُوجد مهاجمون مميزون أمثال هوساوي وهزازي.
* هل صحيح أنه سبق أن طلبت لاعبين معينين وتم رفض طلبك؟
- كل من طلبته حضر للمنتخب ولم يسبق أن حصل ذلك.
* هل طلبت معسكراً معيناً أو برنامجاً ورُفض؟
- بالعكس كل ما أطلبه يتم تأمينه والأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل لا يقصران في كل ما فيه مصلحة للمنتخب والرياضة السعودية وحتى المعسكر الذي أقمناه في تركيا هو نفس المعسكر الذي تدرب فيه المنتخب الأول قبل المشاركة في كأس آسيا.
* الأجواء الإدارية في المنتخب هل تؤثر على عملك، كأن تصلك إيحاءات معينة لضم أو استبعاد؟
- بالعكس نحن نعمل بكل أريحية ولا يُوجد علينا أي ضغوط.
* هل تقبل الاتهام الذي يطاولك بأنك ضعيف الشخصية؟
- أعتقد أن قوة الشخصية ليست (بالصراخ) بل بالاحترام الذي تجده من اللاعبين من خلال أسلوبك الذي تفرضه على الفريق وكل من يتدرب معي يعرف شخصيتي جيداً.
* مدرب المنتخب الأول أنجوس ظهر في يوم مباراة المنتخب أمام اليابان في بعض الصحف ووجه تعليمات فنية للاعبي المنتخب الأولمبي، هل قبلت ذلك؟
- أنا لم أقرأ ما قاله أنجوس ولا أستطيع أن أعلق.
* لو أسندت المهمة فيما تبقى من منافسات للمنتخب الأولمبي للمدرب أنجوس هل ستقبل بأن تكون مساعداً له؟
- أنا تحت راية الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل وأي شيء فيه خدمة للبلد فلن أتهاون فيه ولن أرفضه.
* أمامك الآن قبل الدور الثاني من التصفيات أكثر من 25 يوماً، كيف ستعد المنتخب للمرحلة المقبلة؟
- هذه المرحلة مفيدة لنا لأنها ستبعدنا كثيراً عن الضغوط بكل أنواعها سواء الفنية أو النفسية والفترة هذه إن شاء الله ستكون مفيدة لنا لأن المنتخب سيظهر بحلة جديدة في أول لقاء له أمام فيتنام وأنا متفائل إن شاء الله.
* بعد مباراة المنتخب أمام اليابان في الدمام ظهر اللاعبون واشتكوا من سوء الطقس والرطوبة، لماذا تلعبون في الدمام؟
- مباراتنا مع قطر في جو رطب ومع فيتنام في جو رطب وكل هذا يستدعي بأن نكون في الدمام لكي يعتاد اللاعبون على الأجواء وأن لا يكون هناك تفاوت في الأجواء التي يلعبون فيها ولو تلاحظ بأن المنتخب لعب كل مبارياته التي على أرضه وحققنا فيها انتصارات كبيرة في الدمام ولا أنسى أن أشيد بدور الجماهير في المنطقة الشرقية حيث تقف مع المنتخب بشكل لافت وتساعدنا كثيراً واللاعبون اعتادوا على المنطقة الشرقية.
* في الوقت الذي تعرضت فيه لانتقادات لاذعة من الكُتَّاب الرياضيين كان هناك اتجاه معاكس للمدربين الوطنيين الذين دافعوا عنك وبكل قوة، ألا تشعر بأن هذه شهادة مجروحة منهم؟
- أيضاً ليس كل المدربين الوطنيين قد وقف معي فيحز في النفس ظهور البعض منهم بشكل سلبي ضدي وكنت أتمنى أن نشد بأيدينا على بعض كمدربين وطنيين، لكن ذلك لم يحصل بالشكل الذي نتمناه وأنا أعتقد أن من أخلاق المهنة بأن لا يظهر مدرب وينتقد زميله.. وأنا كمدرب لم يسبق أن ظهرت وانتقدت زميلاً لي وللأسف فإن البعض انتقى الأخطاء ضدي ليسوّق نفسه على حسابي.
* مَنْ مِن المدربين الوطنيين الذين حز في نفسك محاولة ظهورهم على أكتافك ؟
- أنا لن أذكر أسماء لأنهم كلهم أصدقاء وزملاء.
* يُقال إن هناك تجمعاً من قِبل بعض المدربين الوطنيين الذين يقومون بوضع ما يشبه (اللوبي) ليدعموا بعض إعلامياً، هل تشعر بذلك أنت؟
- هناك مدربون وطنيون على مستوى عالٍ ولديهم إمكانات كبيرة ونحن نحتاج لندعم بعض وأختلف معك في وصفك هذا فبالعكس هذا هو المفترض وهو أن ندعم بعضنا بعضاً ليكون المدرب الوطني في المكان المناسب لإمكاناته.
* ألا تعتقد أن بعض المدربين الوطنيين الذين يعملون كمساعدين يحاولون أن يسقطوا المدرب الرئيسي ليكونوا هم على رأس الهرم؟
- لا أعتقد ذلك لأن هذه مسئولية وأخلاقيات عمل وأمانة ويفترض أن المدرب المساعد يسعى بشكل قوي كي تنجح المجموعة كاملة لأن النجاح في النهاية للجميع وأنا أرفض مثل هذا التوجه أو الاتهام بأي حال من الأحوال ويفترض في المدرب الوطني أن يستفيد من كونه مساعداً لأي مدرب كي يتعلم الجديد في عالم كرة القدم.
* في حال انتهيت من مهمتك مع المنتخب الأولمبي وطلب منك العمل في أي مكان هل ستأخذ معك عمر باخشوين كمساعد لك؟
- ضحك وقال عمر من المدربين الجيدين وقبل أن يكون مساعداً لي فسبق أن كان لاعباً دولياً وأشرف على فريق الاتفاق ولديه فكر جيد، لكن بالنسبة لسؤالك فذلك يعود للظروف.
* هل اخترت عمر ليكون مساعداً لك أم فُرض عليك في المنتخب الأولمبي؟
- لا.. أنا مَنْ اختاره.
