الشباب هم السواعد القوية التي تنهض بها الأمم، وتبني بواسطتها الشعوب حضارتها، وتضع بصماتها الواضحة على صفحات التاريخ، هم وحدهم الفئة التي يكون عليها رهان المستقبل وليس الشيب ولا الأطفال فقط الشباب لأنهم يقتسمون مع بقية الأجيال الحاضر والمستقبل بوعي وقوة وفكر ونضوح، لذا يكون التعويل عليهم دائماً.
وإذا نظرنا إلى الأمة الإسلامية في ماضيها وحاضرها نجدها تستنهض حضارتها وتفوقها وريادتها دائماً وأبداً في همة شبابها، لذا وجب الاهتمام بهذه الشريحة المهمة في المجتمع، وتوجيههم التوجيه الصحيح السليم، حيث يبدأ التوجيه، وتبدأ الرعاية منذ تكوين الأسرة ومنذ الطفولة، ويغذى الأطفال بالمنهج السليم مروراً بالمدرسة ودور المعلم في غرس القيم النبيلة والأخلاق الحميدة والصفات الجيدة من خلال الرسالة العلمية وإنارة عقول الطلاب والشباب بما يبصرهم بمكانتهم في المجتمع ومكانة أمتهم بين الأمم، ولن يتم ذلك إلا من خلال العقيدة السليمة والوسطية والاعتدال، ليكون الشباب على درجة من الوعي والإدراك، والمفاهيم الرفيعة التي تعينهم على الارتقاء بمجتمعاتهم وأوطانهم، وتحصينها بالقوة والثقافة والفكر وسلامة العقيدة ضد أي فكر ضال أو منحرف أو تطرف، ولن تنهض المجتمعات والشعوب إلا بوعي أبنائها وسلامة عقولهم وتفكيرهم واعتدالهم في المنهج. و بذلك نصل إلى ما نصبو إليه من القوة والمنعة والرفعة والازدهار.
فالاهتمام بالشباب يبدأ منذ الطفولة وحتى مرحلة الشباب لأن في ذلك اهتماماً بالمجتمع وبالوطن وبالأمة جميعاً.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله).
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله وسنة رسوله).
وإذا تمسك الشباب بالقيم التي جاء بها الإسلام فلن يضلوا، ولن ينحرفوا، ففي الإسلام القوة والعزة والمنعة والسلام والاستقرار والوحدة والتماسك.
w.w.w.com.s.n.mvtesh