الدمام - سامي اليوسف
في الدقيقة (53) من مباراة الاتفاق والوحدة (4-1) تدخل إداري الأخير الحازمي في التفريق بين اللاعبين صلاح الدين عقال وخالد الحازمي لكيلا يشتبكا بالقرب من خط التماس القريب من دكة الاحتياط للفريق الوحداوي.
لكن سكرتير الفريق الاتفاقي المصري مجدي هو من تدخل لإعادة عقال من غرفة تبديل الملابس الاتفاقية للجلوس مع زملائه في دكة الاحتياط عقب خروجه غضبان آسفاً من الملعب على أثر قرار المدير الفني توني أوليفيرا مدرب الاتفاق استبداله في الشوط الثاني، وقد فتح المدرب ذراعيه لاستقبال اللاعب المغربي الذي فاجأه والحضور في استاد الأمير محمد بن فهد، ملعب المباراة، بضرب قارورة المياه المعدنية بقوة في الأرض والتوجه بعيداً عن دكة الاحتياط جنوباً نحو غرفة الملابس.
المدرب البرتغالي توني أوليفيرا اكتفى بهز رأسه امتعاضاً وهو ينظر لمدير الفريق زكي الصالح ولمساعديه، مستهجناً تصرف اللاعب المغربي المحترف.
(الجزيرة) رصدت الواقعة بتفاصيلها، حيث توجه عقال لغرفة الملابس وفي طريقه قذف بقارورة المياه المعدنية بيده نحو منطقة الجزاء الخاصة بفريقه قريباً من حارس مرمى الاتفاق فيصل الخالدين قبل أن يتغنى جمهور الدرجة الثانية من الاتفاقيين مرددين جملة (حيّوا عقال حيّوه).
ردة فعل
وفي ردة فعل سريعة استدعى زكي الصالح سكرتير الفريق مجدي وهمس بأذنه بكلمات صارمة لينطلق الأخير نحو عقال في غرفة الملابس الاتفاقية، ولم يعد للدكة إلا وقد عاد إليها عقال وهو يمشي الهوينا.
جلس عقال على الطرف الأيسر للدكة على الكرسي، ليجد فوق رأسه زكي الصالح الذي وبخه أثناء سير المباراة وأمام مرأى ومرمى أعين الصحافيين الذين كانوا يجلسون في مكانهم المخصص في منصة الملعب خلف دكة الاتفاق مباشرة.
توبيخ الصالح عقال كان عنيفاً ممزوجاً بإشارات بإصبع السبابة، ويبدو أن ردة الفعل قد أخذت منحى آخر لا يسر، فقد وقف عقال أمام زكي وراح يرد عليه بنفس الدرجة من العصبية وارتفاع الصوت وحتى الإشارات.
عاد زكي إلى مقعده وواصل عقال الحديث بصوت مرتفع أمام أعضاء الجهاز الفني، كل ذلك تم خلال سير المباراة؟
هدأت الأمور بعد أن عاد الاثنان إلى مقعديهما، واستغل المساعد البرتغالي (الأصلع) الفرصة لينطلق نحو عقال مطبطباً على ظهره وماسحاً على رأسه ومطالباً إياه بالهدوء وتقبّل الأمور كما هي وعدم مبادلة الصوت بالصوت.
لحظة الصلح
ترقب الجميع نهاية المباراة ليعرفوا سيناريو جديد للقصة، لكن المهاجم الغاني القناص برنس تاغو غافل الجميع بتسجيله الهدف الاتفاقي الرابع في شباك الوحدة، وكان هذا الهدف بمثابة الفرصة الذهبية لمدير الفريق زكي الصالح فيما يبدو ليكفّر عن غلطته، حيث انتهز الفرحة الاتفاقية وذهب نحو اللاعب المغربي صلاح الدين عقال واحتضنه بقوة وكأنه يعلن اعتذاره أو يعلن الصلح السريع بينهما.
عقال تقبّل الحضن الإداري بابتسامة وكأن شيئاً لم يكن وعاد البرتغالي الأصلع ليمارس ذات الدور، حيث احتضن صلاح هذه المرة وكأنه يتأكد بنفسه من زوال الغمة وعودة المياه إلى مجاريها بين الطرفين.
تعليق الرئيس
(الجزيرة) التقت الرئيس الاتفاقي عبد العزيز الدوسري لأخذ رأيه بما حدث في الملعب وبتصرف عقال.
فأشار الدوسري إلى أن ما حدث يعد أمراً طبيعياً ووارد حدوثه في ملاعب كرة القدم.
وأضاف: (ربما أراد صلاح الذهاب إلى غرفة الملابس مباشرة كتعبير منه عن عدم رضاه عن التغيير لأنه كان يرغب في مواصلة الاستمرار في اللعب لكن المدرب رأى غير ذلك وهو يمتلك الحق فهو المسؤول الأول عن الفريق من الناحية الفنية، حيث أراد تنشيط الفريق، الحمد لله شاهدنا زكي وصلاح يتعانقان فيما بينهما في الملعب وفي غرفة الملابس وكأن الأمر طبيعي وفي حكم المنتهي، وشيء جيد أن يتقبل صلاح هذا العناق وكذلك أن يعبر عن شعوره فهذا دليل وضوحه وأنه شخص لا يضمر في نفسه شيئاً ضد أحد أو في قلبه غل، استطيع التأكيد أن هذه الحادثة سوف لن تتكرر ثانية).
رأي خبير
أحد اللاعبين القدامى للفريق الاتفاقي علّق على الحادثة بقوله إن صلاح الدين عقال يعد من خيرة اللاعبين الأجانب مستوى وتعاملاً في الملاعب السعودية وقد اخطأ في تصرفه وغضبه من قرار المدرب لأن المدرب السيد توني أوليفيرا هو المسؤول عن الفريق ويجب عليه كلاعب محترف أن يمتثل لقرار المدرب بكل روح عالية.
وكما أن صلاح أخطأ برأي الخبير الكروي (تحتفظ الجزيرة باسمه)، فهو يرى أيضاً أن مدير الفريق زكي الصالح قد اخطأ مرتين، الأولى حينما أصر على عودة اللاعب من غرفة تبديل الملابس إلى دكة الاحتياط، والثانية حينما اتجه صوب اللاعب ووقف فوق رأسه وأخذ يعاتبه ويوبخه أمام الملأ وهذا سلوك غير حضاري ولا يفيد في فن الإدارة فقد يفقد اللاعب أعصابه ويتهور ويحدث ما لا يحمد عقباه بينهما أقلها أن يتشابكا بالأيدي مثلاً أثناء سير المباراة ويتعرضان إلى قرار من حكم المباراة.
ويختتم قوله: (كان يفترض التعامل مع الحادثة على أسس بنود وفقرات عقد الاحتراف بحيث أن يتم إنذار اللاعب أو الخصم عليه دون التلاسن أو التصادم معه بهذه الطريقة).