Al Jazirah NewsPaper Tuesday  18/09/2007 G Issue 12773
رأي الجزيرة
الثلاثاء 06 رمضان 1428   العدد  12773
نحو المصالحة الصومالية

في الشهر الكريم يكون هناك دائماً موعد في المملكة مع بادرة لإصلاح الأوضاع المضطربة في منطقتنا العربية الإسلامية، فقدسية المكان والزمان هي أدعى كي تلتقي النفوس على الخير والصلاح، ومع هذه المعطيات الطيبة هناك أيضاً السعي المستمر من قادة هذه البلاد لبذل كل ما من شأنه دفع الأمور باتجاه المصالحات إلى الأمام..

الأحد المنصرم كان هناك موعد مع صفحة جديدة في الصومال المضطرب منذ أكثر من 15 عاماً، حيث شهدت جدة الجلسة الأخيرة لمؤتمر المصالحة الصومالية وتوقيع الوثيقة الخاصة بهذا الشأن بعد حوالي الشهر ونصف الشهر من المداولات بين الفرقاء في عاصمة بلادهم مقديشو..

فقد اختارت المملكة أن تكون في صف المنقذين لغريق فضل الكثيرون التفرج عليه بينما ينازع الروح وتحيط به أهوال الموت، كما أن ذلك أعاد للصوماليين ما افتقدوه من اهتمام عربي على المستويين السياسي والإعلامي..

والآن فإن أمام الصوماليين اتفاق، يحظى برعاية رفيعة من المملكة، للبناء عليه من أجل تمتين وحدتهم الوطنية ومواجهة مهام ترسيخها وإقامتها على أسس تحول دون الانهيار أمام التحديات الكبيرة التي تحيط بالصومال..

هذه الرعاية من المملكة للاتفاق يؤمل أن تكون سنداً له للمضي نحو غاياته، فالمملكة اللصيقة العلاقة بالقضية الصومالية والتي عاشت تفاصيلها (يوماً بيوم وشهراً بشهر وسنة بسنة)، كما قال خادم الحرمين الشريفين أمس وهو يخاطب الفرقاء الصوماليين، تحظى أيضاً بإجماع وتقدير كل الفئات الصومالية، وهذا ما يجعل من رعايتها لمثل هذا العمل أمراً ضرورياً ومهماً، فهي تستوعب وتتفهم ما يجري في تلك البلاد وتفسح المجال أمام مختلف وجهات النظر الصومالية، ولعله لذلك اختار الصوماليون هذه البلاد لتدشين خطوة المصالحة التاريخية..

الدور السعودي أيضاً يأتي في إطار رئاسة المملكة الحالية للقمة العربية، وبالتالي تكليفها من قبل قمة الرياض بالسهر ورعاية خطوات المصالحة الصومالية، ومن ذلك استضافة اجتماع قيادات العمل الوطني الصومالي..

والمهم في هذا الاتفاق أن يتسع بحيث يتيح مجالاً لجميع الصوماليين كي يسهموا في بناء صرح السلام، ويكفي الصوماليين ما عانوه طوال ما يقرب من العقدين من الزمان، وآن الأوان لانتفاضة سلمية حقيقية، وهي لن تكون كذلك إلا إذا تواضع الجميع على استيعاب الهموم الجماعية والأولويات وبالطريقة التي من شأنها تجاوز مرارات الماضي مع الحرص أيضاً على عدم تكرار أخطاء ذلك الماضي..

إذن فقد بدأت للتو مرحلة جديدة في الصومال مع اهتمام الأشقاء على إنجاز المهام المقبلة واحتضان أي بادرة تصب في صالح الوحدة الصومالية..

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244






























 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد