كان يوماً رائعاً فيما كنت في ديوان سمو الأمير عبدالله الفيصل، كنا نجلس في مجلسه المعروف الذي كان يرتاده الأعيان من المفكرين والرياضيين. ولقد تعودنا أن يبث الأمير حديثه إلى المجلس بتركيز شديد، إلا لاحظت في ذلك اليوم بأن سموه على غير عادته يتحدث في القضايا المطروحة ثم يتشاغل بالتفكير والتأمل. يرفع حاجبيه الكثيفين إلى أعلى ثم يرمي بنظراته إلى سقف المجلس وينشغل بالتأمل والتفكير وفجأة رفع سموه سماعة التليفون كمن تذكر شيئاً هاما ثم طلب من عامل التليفون أن يحضر معالي الأستاذ عبدالرحمن أبا الخيل وزير العمل والشؤون الاجتماعية آنذاك.
يواصل الدكتور أمين ساعاتي في ذكر هذه المناسبة التي سطرها في كتابه (الكرة حضارة وإبداع) التي أهداها للرفاق في حارة العلوي: المشايخ عبدالله كيال وحمزة فتيحي وعبدالرحمن كيال وعبدالله باحجري ويحيى شامي وعبدالله حسنين وصالح زعزوع ومحمد تعزي وعويس ومحمد البارودي وإبراهيم راجخان وعم عبده.
يقول الساعاتي:
بعد لحظات رن جرس التليفون، فقيل له أن الشيخ عبدالرحمن على التليفون. فقال الأمير في تواضع: يا عبدالرحمن أنت في البيت أبي أجي أزورك.
فقال أبا الخيل: أتشرف طال عمرك ولكن وش فيه هل من أوامر.
قال الأمير: فيه خير مسألة عاجلة أبي أتحدث معاك فيها شخصياً.
فقال أبا الخيل: ما يحتاج تجيني أنا يا طويل العمر أجيك .
وبعد لحظات جاء الوزير وأخذه الأمير من يده وذهبا معاً إلى الديوان وجلسا على انفراد وبعد مدة لم تزد على عشر دقائق عاد الأمير إلى مجلسه ولم يستطع أن يخفي الابتسامة التي ظلت عالقة بوجهه الطيب إلى أن قال: أخي الأمير خالد الفيصل سوف يترك رعاية الشباب فلقد صدر أمس أمر ملكي بتعيينه أميراً على منطقة عسير، ولقد اقترحت على الشيخ عبدالرحمن أن يحل محله الأمير فيصل بن فهد (27 عاماً) الذي تخرج لتوه من إحدى الجامعات الأمريكية.
وقد وافق الوزير على الاقتراح ووعد ببحثه مع الجهات المختصة غداً. ثم يصدر - بعد ذلك - قراراً بتعيين الأمير فيصل مديراً عاماً لرعاية الشباب خلفاً للأمير خالد الفيصل.
ثم أضاف الأمير عبدالله الذي بدت عليه علامات الارتياح قائلاً: أنا شخصياً متفائل بمستقبل الرياضة والشباب بقيادة الأمير فيصل.
والمرحلة التي نعيشها تحتاج إلى دفعة قوية وإذا لم نسرع ونرشح لهذا المنصب شخصية ملائمة ومثقفة فلسوف تضيع الفرصة ونفقد الكثير.
رحم الله الأميرين.
***
نأمل في تراثك الرياضي
* ذكر الفاكهي:
قدم رجل من أهل مكة، فقال له علي بن أبي طالب:
كيف تركتكم قريشاً والناس بمكة؟!
فقال الرجل: تركنا فتيان قريش يلعبون بالكرة بين الصفا والمروة.
ويذكر البيهقي:
قال علي رضي الله عنه: أتينا رسول الله أنا وجعفر وزيد فقال زيد: أنت أخونا ومولانا فحجل، وقال جعفر: أشبهت وخلقي فحجل وراء حجل زيد. ثم قال لي: أمنت مني وأنا منك فحجلت وراء حجل جعفر.
والحجل: رفع رجله ومشى متريشاً على الأخرى وهي من ألعاب الجمباز.
* شهد رسول الله سباقاً للخيل، وشارك في السباق فرس لرسول الله اشتراها من تجار من اليمن يقول النويري في نهاية الأرب أن لونه أدهم لما حمى وطيس السباق، واقتربت الخيل من النهاية، اندفع البحر للمقدمة، وقد تفاعل رسول الله مع الحدث وهتف: أنه لبحر، أنه لبحر.. حتى جثا على ركبته، تفاعلاً حماسياً مع التنافسية الرياضية السامية كأي إنسان مملوء بالحواس والانفعالات.
هذه اللحظات العظيمة، لم تفت عمر بن الخطاب الذي شده الموقف فقال: كذب الحطيئة في قوله:
وإن جياد الخيل لا تستفزي
ولا جاعلات العاج فوق المعاصم
* ذكر أبو العباس فقال: حدثنا شبابه بن سوار، قال حدثنا شعبه، عن أبي إسرائيل عن جعدة الجشمي قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يشير بيده إلى بطن رجل سمين ويقول: لو كان هذا في غير هذا، كان خيراً لك.
* يصف أبو هريرة مشية رسول الله فقال:
ما رأيت أحداً أسرع من رسول الله في مشيته كأنما الأرض تطوى له، إنا لنجهد أنفسنا وهو غير مكترث.
* شكا ناس إلى رسول الله من التعب، فدعا لهم، وقال: عليكم بالنسلان.
والنسلان هي مشية الذئب وهي تتسم بالسرعة والمد.
* قال العمري: كان عمر بن الخطاب يأخذ بيده اليمنى أذن فرسه اليمنى، وبيده اليسرى أذن فرسه ثم يجمع جرافيزه (أي جسمه) ويثب، فكأنما خلق على ظهر فرس.
سؤال: من لديه مثل هذه اللياقة البدنية والمرونة الجسمانية.. في يومنا الحاضر؟!
يحدث رياضياً!!
حديث المجالس الرياضية هذه الأيام، لا يخلو من الحديث عن (حوسة) الهلال التي فجع بها مدرج الهلال والذي تأكد له أن ناديه تديره حالة إدارية على أدائها علامات استفهام كثيرة.. ربما تفوق كثرة أعداد المراسلين والمخبرين والهتيفه الصغر المنتشرين في أعلام الفضاء والورق كالجراد.
الرأي العام الرياضي يطالب - مثلاً - الإخوة في (صلة) و (هاتريك) وشركة التشغيل والوسائط أن تكون أكثر وضوحاً ومصداقية وتعلن عن أوضاعها الإدارية القانونية والمالية - مثلاً- قوائمها المالية خلال السنوات القليلة الماضية، وعقودها التأسيسية، من يملكها ويستكملها ولمن تعود ملكيتها وشراكتها!!
أسئلة كثيرة.. تتناثر في مجالس الرياضيين عن أحوال الأندية الرياضية الإدارية والمالية، وتمول الأندية إلى ملكيات حصرية بيد (سين) و(صاد) وأتباعهم من السماسرة والمعقبين والمنتفعين، وغياب النظام واللائحة والإجرائية القانونية وهو ما يؤكد فراغ وتفريغ الأندية من هذا الضابط.. بقصد أو بجهل.
يتساءل الرأي العام الرياضي: أين الجهات الرقابية عن ما يحدث في الحالة الرياضية على مستوى الاستثمار في الأندية الرياضية.
من ضمن أسئلة أهل الرياضة المفجوعين: كيف يحق لموظفين وأعضاء مجلس إدارة من التعاقد والإشراف على عقود مع شركات ووسائط تعود ملكيتها لهم مباشرة أو بطريقة الوكالة!! الأيام القادمة ستكشف (كامل) التفاصيل!!.