لا شك أنّ المنتخب السعودي الأول ومنذ بطولة كأس الأمم الآسيوية الأخيرة .. قد سار على منهجية واضحة ومعروفة ومعلنة .. مما حدا بالجميع بالوقوف صفاً واحداً خلف المنتخب المتجدّد .. عدا بعض الأفّاقين الذين يكتبون لأندية معيّنة ولم يرتقوا يوماً إلى مستوى المنتخب الوطني.
** وكانت بدايات المنتخب في البطولة الآسيوية أكثر من جيدة رغم تشكيك المشككين وتأليب المؤلبين إلاّ أنّ المنتخب الشاب أثبت لهم أنه تجاوزهم وسار واثق الخطى إلى أن وصل للنهائي الآسيوي بعد أن جندل كل المنتخبات التي واجهته، لتؤكد تلك المسيرة سلامة التوجُّه .. وقوة المنطق السوي والمستقيم النابع من فكر تربوي ورياضي وأخلاقي عالي الجودة.
* أثناء أداء المنتخب لمبارياته في البطولة الآسيوية رأينا وعايشنا تلاحماً كبيراً وقوياً بين كافة فئات الشعب السعودي وعلى مختلف المشارب وبمختلف الأعمار .. من الصبية الصغار حتى الشيوخ الكبار كانوا متفاعلين كثيراً مع المنتخب الوطني بطريقة غير مسبوقة .. وذلك لأنّ النقل التلفزيوني كان متاحاً من كافة المحطات الخليجية والعربية والآسيوية .. وهو ما لاحظه الجميع وكتب عنه أخونا الأستاذ عبيد الضلع.
** وعلى العكس من ذلك كان وما زال يخبو ذلك الالتفاف حول المنتخب السعودي كلما حجبت مبارياته عن المواطنين لحصرية النقل التلفزيوني .. ويحرم أولئك المتابعين حتى من مشاهدة المباريات الودية منها وآخرها ملحمة غانا .. فقد حرم الكثير من متابعتها بسبب حصرية النقل .. ونحن نحترم المواثيق التي بموجبها يتم حجب مباريات المنتخب السعودي عن الشعب السعودي، ومع احترامنا لتلك المواثيق إلاّ أننا ضد حجب مباريات المنتخب الوطني عن شريحة كبيرة من الشعب السعودي فتلك قسمة ضيزى لا ترضي أحداً ولا تتفق ومبادئ الرياضة الوطنية التي نسعى لتكريسها فتخذلنا بعض الاتفاقات المجحفة في حق الرياضة الوطنية وحق المواطنين السعوديين المتشوّقين لمؤازرة منتخب وطنهم وعلى أسوأ تقدير في مبارياته الحبية وذلك أقل الإيمان .. فهل يتحرك أحد لإلغاء ذلك الاحتكار لمباريات المنتخب الوطني وعلى الأقل مبارياته الحبية .. إنّ كثيراً من المواطنين منتظرون الفرج من الاحتكار المالي لمنتخب وطنهم .. والله تعالى من وراء القصد.
المناسبات والإسراف!!
لم أكن أتصور يوماً أن يتدافع الناس حول (مقاضي رمضان) بالشكل الذي رأيته، فكأننا نصوم أحد عشر شهراً ونأكل فقط في شهر رمضان .. عربات الأسواق المركزية ممتلئة عن بكرة أبيها بما لذ وطاب من اللحوم والشحوم والمعجنات، يدفعها صغار وكبار وقد أصابهم اللهاث عن الإعياء الناتج عن ثقل عربات التبضُّع، في ظاهرة محيرة تدل على الإسراف في الأطعمة والأشربة الذي يلازمنا في كل مناسباتنا، وأكبر دليل على ذلك صناديق القمامة في الشوارع التي تمتلئ يومياً بعد الإفطار بما يكفي لسد جوع دول بأكملها لا تجد مما يفيض من بيت واحد عندنا شيئاً، وكأنه ليس هناك غير الأكل والإسراف ثم الأكل والإسراف للاحتفاء بالمناسبات سواء في شهر العبادة الكريم أو في الأعياد أو في المناسبات الاجتماعية، نحن في هذه الحالة قد خرجنا عن الكثير من القيم الإسلامية الرائعة .. فقد قال تعالى في الإسراف والمسرفين: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (31) سورة الأعراف .. أيضاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأكل: (ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه) أو كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام.
مع أن المفروض أن شهر رمضان فرصة طيبة لعل الكثيرين يستفيدون من حلوله في أمور كثيرة كالتخلص من العادات السيئة وتهذيب النفس والتعامل بالأخلاق الكريمة والسمحة .. فقد ثبت علمياً أنه أكثر الأوقات مناسبة للإقلاع عن التدخين .. إضافة إلى أن الصوم يعتبر علاجاً ناجعاً للاكتئاب وغيرها الكثير .. الفوائد الصحية والروحية والأخلاقية .. ورمضان حقاً سيد الشهور وتاجها .. جعلنا الله وإياكم من عتقائه.
نبضات!!
* أحسنت السلطات السعودية بمنع دخول حارس المرمى الغاني سامي أدجي إلى المملكة لعمله في إسرائيل محترفاً في أحد أنديتها ولحمل جواز سفره تأشيرات إسرائيلية!!
* الحكم عبد الرحمن الجروان كدّر علينا صفو متعة فوز منتخبنا الوطني على المنتخب الغاني المدجج بالنجوم الدولية بتحيُّزه الواضح للمنتخب دون حاجة .. بل كان المنتخب السعودي في غنى تام عن هدايا الجروان .. فإلى متى والتحكيم لدينا متخلِّف عن النهضة الرياضية التي تشهدها رياضتنا السعودية!!
* التحامل المستمر من المعلِّق نبيل نقشبندي والمشارك أحمد دياب على الأهلي وهو ما وضح في مباراته مع الشباب .. ولم نجد له تفسيراً عدا كونهما اتحاديين في قناة اتحادية .. وعلى عكسهما كان المذيع البكر والكابتن ماجد عبد الله في مستوى الحدث .. فلم يجاملا تلك المحطة!!
* خشونة دفاع فريق الشباب شملت الضرب بالأكواع والبنيات الخطافية خاصة من صالح صديق في الشوط الأول تجاه لاعبي الأهلي وعلى مرأى من حكم المباراة علي المطلق الذي لم يحرك ساكناً غير بطاقة صفراء بعد أن غادر لاعبان أهلاويان الملعب على النقالة!!
* احتقان جماهيري هلالي كبير احتجاجاً على إيقاف خالد عزيز، وبودي الدفاع عن خالد عزيز ولكنه لم يترك لنا مساحة تتسع لتبرير خروجه من معسكر المنتخب دون أسباب واضحة أو قهرية .. وأخشى ما أخشاه أن يكون هناك من غرر به كما غرر به عندما تخلّى عن ناديه في ليلة مباراة نهائية .. ويستحق عزيز ما يأتيه من عقاب إذا كان عذره من ذلك القبيل فهو ليس طفلاً يغرر به .. أما إذا كانت هناك ظروف قهرية حقيقية .. فلكلِّ حادث حديث!!..
sa-lehr@hotmail.com