إعداد - وهيب الوهيبي
زفَّت بعض الأندية الرياضية السعودية البشرى باعتناق عدد من لاعبيها الأجانب الإسلام ونطقهم الشهادتين وسط حفاوة وترحيب كبيرين. وسجلت هذه الأندية خطوة بارزة في دورها التوعوي في تعريف لاعبيها الأجانب بالإسلام واستثمار تواجدهم في بلاد الحرمين من خلال توضيح مبادئ الدين الإسلامي بصورته الحسنة. وكان نادي الوحدة السعودي قد شهد اعتناق المحترفين جونيور واياناكا الإسلام اللذين حوَّلا اسميهما إلى عبد الله وإبراهيم. وفي هذا السياق أيضاً أعلن نادي الوطني إسلام لاعبه الأجنبي المحترف في صفوفه.
(الجزيرة) رأت أن تفتح ملف دور الأندية الرياضية السعودية في استثمار دعوة اللاعبين المحترفين من غير المسلمين إلى الإسلام وتعريفهم بالثقافة الإسلامية التي يتمتع بها اللاعبون السعوديون، خصوصاً أننا نعيش أجواء أيام رمضان المبارك الذي تتضاعف فيه الجهود الدعوية والخيرية، والأندية الرياضية هي أحد روافد الخير في بلد الخير.
التعريف بالإسلام
بدايةً يؤكد الأستاذ منصور بن عبد العزيز الخضيري وكيل الرئيس العام لشؤون الشباب في حديثه ل(الجزيرة) أن الأندية الرياضية في المملكة، وهي تستضيف سنوياً العديد من اللاعبين والمدربين والعاملين من الديانات الأخرى، مطالبة بتهيئة الأجواء وتقديم الصورة الصحيحة للإسلام وسماحته قولاً وعملاً وتعاملاً بتمثيل ذلك في أن يقدّم اللاعبون والمسؤولون في الأندية ومنسوبو النادي صورة مشرفة لتعامل أبناء الإسلام مع الآخرين، ثم التعاون في هذا الشأن مع العلماء والدعاة ممن حباهم الله العلم النافع ولديهم القدرة على الإقناع بالحكمة والرؤية والموعظة الحسنة؛ لأن ذلك سيساهم في إيصال الصورة الصادقة للدين الإسلامي العظيم لمن لا يدينون به.
ويشير الخضيري في هذا الصدد إلى أهمية حسن التعامل مع هؤلاء الغرباء وتقديم الإسلام لهم بطريقة غير مباشرة، بالإضافة إلى إصدار النادي العديد من النشرات والمطويات بعدة لغات أجنبية توضح صورة الإسلام وسماحته، وأنه دين الله القويم وآخر الديانات السماوية.
ويؤكد الخضيري في معرض حديثه ل(الجزيرة) دور الإهداءات من الكتب والأشرطة خلال المناسبات والأعياد؛ ليشعر هؤلاء بأنهم جزء من منظومة النادي، وأنه لا يفرِّق بين منسوبيه؛ حتى يتقبل هؤلاء هذا الدين بقناعة وإيمان بأفضليته على سائر الأديان؛ لذلك واجب الأندية مراعاة الحقوق المادية والتنظيمية للعاملين في النادي، سواء كانوا لاعبين أو مدربين؛ لإعطاء صورة مضيئة لهذا الدين وتكفُّله بحفظ الحقوق لأصحابها.
تعاون كبير
ويشير الدكتور عبد الرحمن الهويسين مدير إدارة توعية الجاليات بوزارة الشؤون الإسلامية إلى أن الأندية الرياضية لا تقف رسالتها على ممارسة الأنشطة الرياضية فحسب، بل تمتد إلى خدمة المجتمع والمساهمة في التوعية، سواء لمنسوبي الأندية أو روَّادها، من خلال إقامة المحاضرات التوجيهية للعلماء والدعاة وطلبة العلم، وتعريف اللاعبين الأجانب بحقيقة هذا الدين وصورته السمحة.
ورحَّب الدكتور الهويسين في هذا الصدد بتعاون مكاتب توعية الجاليات ودعاتها مع الأندية الرياضية في إقامة المناشط التوعوية والتوجيهية التي تستهدف اللاعبين أو منسوبيها؛ انطلاقاً من الأهداف التي أنشئت من أجلها مكاتب توعية الجاليات.
المعاملة الحسنة
وقال الدكتور فهد بن علي العليان رئيس اللجنة الثقافية بنادي الشباب: إن تمسُّك اللاعب السعودي من خلال المعسكرات والتمارين بالسلوكيات الإيجابية والتعاليم الإسلامية الحميدة والمعاملة الطيبة هي أحد الأسباب غير المباشرة في دعوة اللاعبين الأجانب من غير المسلمين إلى الإسلام، وأشار إلى أن أجواء شهر رمضان المبارك تعدّ فرصة مناسبة لدعوة هؤلاء إلى الإسلام وإطلاعهم على الثقافة الإسلامية. وأكد العليان ضرورة تفعيل الجوانب الثقافية في الأندية ودعوة اللاعبين الأجانب للاحتكاك والمشاركة مع زملائهم اللاعبين في المناسبات ليتعرفوا على ما يتمتع به المجتمع السعودي من أخلاق عالية.
تشكيل لجان توعوية
من جانبه أكد الشيخ عمر بن عبد الله السعدون رئيس مركز عرقة الاجتماعي أن على رؤساء الأندية الرياضية مسؤولية كبيرة في توجيه دفة الأندية إلى ما يعود عليهم وعلى أنشطتهم بخيري الدنيا والآخرة، وأن تكون الأندية محضناً تربوياً وثقافياً ودعوياً، ومن ذلك الاهتمام باللاعبين الأجانب ودعوتهم إلى الإسلام بكل لطف وتعليمهم أمور هذا الدين.
ويقترح الشيخ السعدون في هذا الصدد أن يكون ضمن ميزانية النادي إنشاء لجنة أو إدارة تهدف إلى تثقيف اللاعبين الأجانب وتوعيتهم بعادات وتقاليد المجتمع السعودي، ووضع البرامج المناسب لهم لتقريبهم إلى الإسلام، والتنسيق في هذا الصدد مع مكاتب توعية الجاليات التي لها جهود دعوية ملموسة في هذا الجانب.
ويشير الشيخ السعدون إلى أهمية دعوة اللاعبين الأجانب من خلال القدوة الحسنة عبر التعامل الحسن والمحافظة على السلوكيات الطيبة والإيجابية.
وحول هذا الموضوع يُطالب المدرب الوطني حمود السَّلوة عضو لجنة المنتخبات بالاتحاد السعودي لكرة القدم والمحلل الرياضي بالقنوات الرياضية في شبكة راديو وتلفزيون العرب باستغلال مثل هذا الشهر الكريم في توعية المدربين واللاعبين الأجانب من غير المسلمين بالمعاني الإسلامية الكريمة، وشرح كل المعاني الإسلامية لهم، وحثهم على اعتناق الدين الإسلامي الحنيف، وهو دور سيلعبه اللاعبون السعوديون مع هؤلاء المدربين واللاعبين الأجانب كما فعلت بعض الأندية في هذا الجانب كناديي الوحدة والوطني وغيرهما من الأندية.