Al Jazirah NewsPaper Monday  17/09/2007 G Issue 12772
الريـاضيـة
الأثنين 05 رمضان 1428   العدد  12772
عذاريب
عزيز وبحر الخطايا!
عبد الله العجلان

من يقرأ ويسمع ويرى كمية ومساحة ما كتب وقيل عن خطأ خالد عزيز سيتخيل على الفور أننا أمام مجتمع مثالي بأكمله، لا يوجد فيه من يسيء للبشر بأكاذيبه ومغالطاته، ولا أحد يماطل في وعوده، ولا موظف يتأخر عن دوامه ويهمل واجباته ويرفع ضغط مراجعيه، ولا شوارع تعج بالمتهورين والمفحطين، ولا قنوات فضائية تبث الفساد وقلة الأدب، ولا عشرات الآلاف من البنين والبنات ممن يبحثون عن وظيفة ولو في وسط صحراء (الصمان)، ولا صحفي ينفث سمومه ويفبرك أخباره..

فهو على الرغم من أنه خطأ ولا يمكن قبوله ولا بد من معاقبته إلا أنه لا يختلف في شكله ومضمونه عن ذات الأخطاء التي تصدر من موظفين في أماكن عملهم سواء في المصنع أو المدرسة أو المستشفى أو البنك أو أية جهة حكومية أو أهلية أخرى، لا فرق بين خطأ خالد عزيز وأخطاء المئات من الموظفين يومياً..! الأكيد أن ما كتب وقيل عنه يعد أسوأ وأبشع وأقسى من الخطأ نفسه، وبالتالي ها هم يرتكبون المزيد من الأخطاء والخطايا من حيث لا يدرون، ودون أن يتجرأ أحد ويتساءل لماذا لا يعاقبون..؟!

مصادر الكراهية

ما سر محاربة ومحاولة عرقلة وتحطيم وتشويه صورة أي فريق يتشرّف بتمثيل الوطن خارجياً؟! ولماذا نختلف في مواقفنا الرسمية والشعبية والإعلامية عن سائر دول العالم؟! ومتى تكون النظرة لمنتخبات الوطن وللأندية في مشاركاتها الخارجية قائمة على أسس ومشاعر وطنية بعيدة عن الانتماءات المحدودة بالأندية..؟!

العملية لا تقتصر فقط على ناد دون غيره وإنما نراها اليوم ضد الهلال في مشاركته الآسيوية، وقبله الأهلي والنصر والاتحاد والشباب والاتفاق، وباتجاه المنتخبات السعودية في مناسبات عديدة، على عكس ما يجري في دول خليجية وعربية ولا نقول في دول متقدّمة حضارياً ومتطورة كروياً، هنا ليس مستغرباً أن تشاهد أعلام الأندية وهي تملأ المدرجات، وأخرى تحمل عبارات التشجيع للنادي المفضّل والتنديد بالأندية الأخرى، علماً بأنها مباراة مصيرية وحاسمة لأحد منتخبات الوطن..!

وكثيرون في بعض الوسائل الإعلامية وحتى في المكاتب وعبر القرارات والتصرفات المسؤولة، كلهم يتنافسون ويتحمسون من أجل اتخاذ موقف يعيق هذا الفريق أو يصادر نجومية ذلك اللاعب وكلاهما في هذه الأثناء يمثلان الوطن في بطولة أو منافسة دولية على صعيد المنتخبات أو الأندية..أتمنى من أية جهة متخصصة أن تقوم بدراسة هذه الظاهرة والبحث في أدق تفاصيلها ومعرفة أسبابها، والخروج بنتائج واضحة وصريحة تحدد بالضبط على من تقع المسؤولية، وكيفية علاجها، باعتبارها قضية وطنية في غاية الأهمية لها آثارها السلبية الخطيرة المتنامية التي لا تقف عند حدود الكرة والرياضة وإنما تشمل الوطن بكل أطيافه وفئاته ومكوناته.!

الدوري في مأزق التحكيم

سألني الزميل عائض الحربي ضمن حوار نشرته (الحياة) الأسبوع الماضي:

(لماذا بدأت في أولى مقالاتك هذا الموسم بالتشاؤم من الحكام..؟)، فأجبته: لأن أخطاء الحكام في الدوري الممتاز تختلف في تأثيرها وحجمها عن دوري المربع، حيث إمكانية التعديل والتعويض، بينما مباريات الدوري الممتاز جميعها ومنذ البداية مهمة ومصيرية وحاسمة، وتشاؤمي كان انعكاساً لما شاهدناه في الأسبوع الأول وبالذات في لقاء الاتحاد ونجران..

بعد لقاء الشباب والأهلي اضطر رئيس الشباب خالد البلطان للحديث عن التحكيم وانتقد بشدة الحكم علي المطلق، مؤكداً على أنه مع الحكم ظافر أبو زندة يتحملان خسارة فريقه من الأهلي، وأن إدارته بصدد رفع شكوى رسمية للجهات المختصة بعد أن تكرّرت الأخطاء التحكيمية في لقاءين متتاليين أمام الطائي ثم الأهلي، وناشد الرئيس العام الأمير سلطان بن فهد بالتدخل وإحضار الحكام الأجانب..

أنا على يقين بأن رئيس الشباب لم يتحدث بهذه الطريقة إلا لأنه يدرك أن الخسارة الواحدة في الدوري الممتاز ليست كما أيام المربع، وتأثيرها معنوياً وفنياً وحسابياً على فريق يبحث عن بطولة الدوري كالشباب سيكون قوياً، وربما تكلّفه الابتعاد نهائياً عن المنافسة حتى والدوري ما زال في بدايته..فيما يخص الحكم الأجنبي وضرورة الاستعانة به كما صرح البلطان، فلو عدنا إلى الموسم الماضي لوجدنا أن قرار الاستعانة بالحكم الأجنبي تضمن أن يتولَّى إدارة جميع المباريات المهمة سواء في ذهاب المرحلة التمهيدية أو إيابها إلى جانب مباريات المربع ودور الأربعة في كأس سمو ولي العهد، كان هذا في الدوري أيام المربع الذهبي وحينما كانت قيمة وأهمية المباريات أقل بكثير مما هي عليه الآن، لذلك فإن الحاجة له ستزداد ووجوده في كثير من مباريات الدوري الحالي أمر ضروري وقد صارت في معظمها حاسمة وتحدد بدرجة كبيرة مصير البطل والبطولة..لأننا أمام دوري صعب وغالبية مبارياته قوية ومثيرة وحساسة، فمن المفترض أن يبادر اتحاد الكرة بالاستعانة بالحكم الأجنبي، خصوصاً تلك التي بأهمية الشباب والأهلي.

الدور على ياسر

ستتوقف أقلام، وسترتبك مثلها، وثالثة ستنتقل إلى موجة أخرى، كل هذا بسبب اعتزال سامي الجابر الذي ظل طيلة السنوات الـ(18) الماضية المادة الدسمة والحدث الجاهز والرئيسي والدائم لشتائمهم ومغالطاتهم، بل سبب بقائهم ومصدر رزقهم.. غير ذلك (وهنا المضحك) سيكتشفون الآن أنه النجم والقائد الشهير لأنه لم يعد يزعجهم بأهدافه ونجوميته..قبل سامي كان التعامل ذاته مع الثنيان والنعيمة وعدد آخر من النجوم الهلاليين.. ففي الوقت الذي كانوا فيه يبدعون ويتألقون مع الهلال والمنتخب كانت هذه الأقلام تتمادى بمهاجمتهم والتطاول عليهم، لكن بمجرد اعتزالهم انقلبت آراؤهم وأطروحاتهم وحروبهم إلى لغة أخرى مختلفة هادئة ورزينة ومتعقلة..

اعتزل سامي، ولا بد من بديل يكون مناسباً لتسويق عبثهم وأحقادهم.. وكما تلاحظون وتسمعون وتقرأون فقد وقع اختيارهم على القائد والنجم اللامع ياسر القحطاني لأنه باختصار شديد هلالي خطير يجرح مشاعرهم ويثير استياءهم!!

* فرق كبير بين مواطن صالح وشريف ونزيه يدعم ويقف مع جميع أندية الوطن وآخر يسيء لنفسه واسمه ومسؤولياته..

* على رئيس القادسية جاسم الياقوت أن يتخذ قرار العقل والمنطق وينسحب قبل فوات الأوان.

* انشغلت إدارة النصر بعقد (الهلال موبايلي) فكان الرد السريع والتعليق البليغ من الوطني..

* ضمت قائمة المرشحين لنيل جائزة أفضل لاعب في قارة آسيا أسماء أثبتت أن الاتحاد الآسيوي ما زال يعيش في عالم آخر من المهازل والفوضى والضياع..!



abajlan@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد