موسم بعد آخر يثبت الحكم السعودي أنه لم يتطور وأنه ليس بمستوى منافسات كرة القدم السعودية للدرجة الممتازة وأنه الحلقة الأسوأ في المنافسات الكروية والأكثر إضراراً بنتائج الفرق وترتيبها.
ولا ألوم الحكام السعوديين المشهود لهم بالنزاهة فهم مظلومون من حيث شح المكافآت وضعف الدورات التأهيلية ومحدودية صلاحيات لجنة الحكام وعدم توفر الحماية المعنوية لهم؛ مما سلب ثقتهم بأنفسهم وهز شخصيتهم داخل الملعب فانعكس ذلك سلبياً وبشكل كارثي على أدائهم وعن نتائج المباريات وحقوق الأندية، وهذا ما جعل الاتحاد السعودي لكرة القدم يستعين بحكام أجانب للمباريات النهائية والمهمة.
وقد زاد الأمر سوءاً بعد إلغاء نظام المربع الذهبي، فقد أصبحت كل المباريات مهمة وتضاءلت فرص التعويض؛ مما جعل أخطاء الحكام أكثر خطورة فقد يكون الفارق بين البطل والوصيف نقطة واحدة والفارق بين الهابط والباقي في الدوري الممتاز نقطة واحدة في وقت تتسبب فيه أخطاء الحكام بسلب نقاط عديدة من فريق وإضافة نقاط لفريق آخر!! وحتى لا أتهم بالتحامل على الحكام السعوديين فإنني لم اسمِ حكماً بعينه أو نادياً معين، ولكنها حقيقة أثبتتها استعانة اتحاد الكرة السعودي بحكام أجانب ومباركة الأندية والجماهير لهذه الخطوة، وبينت هذه الحقيقة الشكاوى المستمرة من الأندية والإعلام الرياضي من ضعف مستوى التحكيم، وخسارة الكرة السعودية لنجوم بسبب خشونة جزاري الملاعب وعدم ردعهم، ثم ماذا يعني أن يكون لدينا حكمان أو ثلاثة بمستوى مرضٍ وأداء جيد ويواصل عشرات الحكام أداءهم المتواضع ومستواهم التنازلي؟!
لست ضد الحكم السعودي، ولكني أطالب بتأهيله فنياً ونفسياً وإعداده بشكل احترافي ومساواته بالحكم الأجنبي من حيث الحقوق المادية والمعنوية، فإما التأهيل الكامل أو الإبعاد عن منافسات الفرق الممتازة، فالوضع الحالي لا يحتمل المجاملة والاستسلام للعاطفة؛ لأن فيه إضراراً كبيراً بالكرة السعودية وهذا الوضع سيعود بنا خطوات للوراء وسيزيد من تذمر الجماهير الرياضية وبسبب عزوف جماهيري عن الملاعب وقد يصبح الدوري مثل (سوق الأسهم) يرتفع نقاط ويخسر نقاط دون أسس منطقية أو استحقاق وجدارة، ولثقتنا بالحكم السعودي من حيث الأخلاق والنزاهة فإننا نطالب بتأهيله فنياً وعندها سأكون أول من يطالب (بسعودة) حكام النهائيات.
جرِّب الخرسانة!!
إذا أردت أن تعرف سبب الوقوف المتكرر لجماهير الدرجة الثانية والأولى وقفزهم مع كل هجمة والبقاء لبضع دقائق وقوفاً، فما عليك سوى الجلوس مكانهم على المدرجات الخرسانية الصلبة التي تشبه المدرج الروماني قبل آلاف السنين، فباستثناء إستاد الملك فهد فإنه لا يوجد مقاعد صحية للجماهير في الدرجة الأولى والثانية أي أن ثلثي الجماهير الرياضية بدون مكان مريح ومناسب للجلوس مما يحتم عليهم تقسيم الوقت بين الجلوس والوقوف، وعلى غرار الحملة الإعلامية التي نظمتها جمعية المعاقين تحت شعار (جرب الكرسي) والتي تهدف لكشف معاناة المعاق والإحساس به، فإنني أوجه دعوة لأعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم تحت شعار (جرب الخرسانة) لحضور المباريات في الدرجة الثانية بدل المقصورة للإحساس بمعاناة غالبية الجماهير الرياضية، ومن ثم الاستفادة من النجاحات الاستثمارية لاتحاد القدم وعوائده المالية الكبيرة لتساهم في وضع مقاعد لائقة ومريحة للجماهير الرياضية التي تدفع الكثير من المال لحضور المباريات أو لمشاهدة المباريات المشفرة فالجماهير هي العمود الفقري للرياضة وهم هدفها ولا رياضة بدون جماهير، لذا فهم يستحقون اهتماماً أكبر وراحة أكثر. وكل عام وأنتم بخير.
nizar595@hotmail.com