Al Jazirah NewsPaper Sunday  16/09/2007 G Issue 12771
الاقتصادية
الأحد 04 رمضان 1428   العدد  12771
أفق
تهاني الرسائل القصيرة
سلطان بن محمد المالك

مبارك للجميع الشهر الكريم، اللهم اجعلنا من المستغفرين، واجعلنا من عبادك الصالحين القانتين، واجعلنا فيه من أوليائك المتقين، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم أعنا على صيامه وقيامه، وجنبنا فيه الهفوات والآثام، وارزقنا فيه ذكرك وشكرك بدوامه وبتوفيقك يا هادي المضلين. اللهم ارزقنا فيه رحمة الأيتام، وإطعام الطعام، وإفشاء السلام، وصحبة الكرام برحمتك يا ملجأ الآملين. اللهم آمين يا رب العالمين.

ونحن في هذا الشهر الفضيل، فقد تلقى العديد منا بكل تأكيد الكثير من الرسائل النصية القصيرة من خلال الهواتف المتنقلة حاملة تهاني وتبريكات بمناسبة قدومه. ويعدّ تبادل التهاني والتبريكات من خلال (الرسائل النصية القصيرة الجاهزة) أحد الظواهر التي يراها الكثير سلبية وأنا أحدهم، فقد اجتاحت مجتمعنا وحياتنا في مختلف المناسبات، خصوصاً في شهر رمضان والأعياد. كيف لا، وقد باتت وسيلة الغالبية في التواصل الاجتماعي إلكترونياً! حتى إن البعض يتفنن فيها بإرسال رسائل بعبارات مُبالَغ فيها. وقد كان الانتقاد سابقاً على إرسال التهاني من خلال الرسائل الإلكترونية عبر البريد الإلكتروني أو الفاكس أو البريد، إلا أن الرسائل النصية القصيرة اكتسحت جميع الوسائل الأخرى، والمستفيد بالدرجة الأولى الشركات مقدمة الخدمة للرسائل النصية.

جميل جداً أن نتواصل ونهنئ بعضنا البعض في جميع مناسباتنا بطرق وأساليب أكثر (حميمية)، وفي اعتقادي أن التهنئة من خلال الرسائل القصيرة سوف تقضي على التفاعل الاجتماعي الحقيقي، وسوف تدفع الكثيرين إلى الاستغناء عن تبادل الزيارات والتفاعل المباشر مع الأهل والأصدقاء، ولو من خلال اتصال هاتفي، فقد جاءت هذه الوسيلة لتقضي على ما تبقّى من تواصل اجتماعي بين الناس. وأنا هنا أقصد المقربين جداً من أهل وأصدقاء؛ فقد تكون مناسبة إلى حدّ ما لمن لا تربطك به علاقة قريبة جداً، أو شخص من الصعب عليك التواصل معه عن قرب. قد يقول قائل: إن وتيرة الحياة وتزايد الأعباء والانشغالات اليومية وتغير الظروف كانت الدافع الرئيس وراء انتشار هذه الرسائل التي وجدت مع هذه الظروف سبيلاً لانتشارها، وربما يكون هذا صحيحاً إلى حد ما، ولكن السلبيات الاجتماعية والأسرية الناتجة عن ذلك ربما تبدو كبيرة، ولا سيّما أن تبادل هذه الرسائل لم يعد يقتصر على شريحة الشباب المغرمين باستخدام التكنولوجيا وكل ما هو جديد وزاهدين في بعض العادات والتقاليد الموروثة مجتمعياً، بل امتد إلى مختلف الشرائح العمرية ممن وجدت في هذه الرسائل النصية وسيلة سهلة للوفاء بالواجبات الاجتماعية والأسرية!. فكيف تستطيع والدتي - حفظها الله وأطال عمرها - أن ترد على من يهنئها بالشهر الفضيل من خلال رسالة نصية وهي أساساً لا تستطيع قراءتها!!.



Fax2325320@yahoo.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7410 ثم إلى الكود 82244

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد