ما أن حدثت مشكلة خالد عزيز مع المنتخب.. إلا وأصبحت هذه القضية هي الشغل الشاغل للصفحات الرياضية دون استثناء.. وتفجرت على صفحاتها براكين ملتهبة.. لم تشهدها من قبل.. بين هجوم صارخ على اللاعب ومطالبة بإيقاع أقصى أنواع العقوبة.. وإشادة غير صادقة بالجهاز الإداري.. على أمل لعل وعسى أن ينساق لمطالبهم.. ويحقق أهدافهم بإيقاف اللاعب.. وسيتمادون في المديح الإداري.. على أن العقوبة ربما يصل مداها إلى الشطب...!!
والسبب الأكبر في الهجوم (المكثف) على عزيز مكانته الكروية وثقله الفني في المنتخب وناديه.. وإيقافه يعني أن فريقه سيخسر أحد أهم أسلحته الفنية.. وهذا ما سيعزز من قوة فرقهم.. ولأن القانون يقف ضد عزيز وضد تصرفه.. فقد استغل هؤلاء الفرصة وقاموا بحملتهم التي اتسمت بالصحة وافتقدت بصورة كبيرة إلى الصدق...!!
عزيز أخطأ ولا شك في ذلك.. وتصرفه غير مقبول.. ولا يمكن لأحد أن يوافقه على ما قام به.. بيْد أننا أيضاً نقول بأن ما حدث من عزيز.. كان بالإمكان أن لا يصل إلى هذا الحد.. لو أن هناك تعاملاً إدارياً جيداً.. فمقولة إن اللاعب في كل الأحوال يجب أن لا يخطىء.. وإننا لا نقبل أي خطأ من اللاعب مهما يكن الأمر.. مقولة ليست كافية لإنجاح الإداري..!!
تمنيت لو أن الجهاز الإداري للمنتخب.. تعامل مع قضية عزيز.. تعاملاً هادئاً.. ومثالياً.. وراقياً.. بعيداً عن التشنج والانفعال.. والتهديد والوعيد.. عزيز أخطأ قلنا هذا وسنكرره.. لكن كان هناك حلول للتعامل مع الموقف الذي حدث بشكل أفضل.. ومعالجة الموضوع بأكثر حكمة.. فعزيز عندما غادر معسكر المنتخب تمَّ التعامل مع الموقف من قِبل الجهاز الإداري بشيء من الاستعجال.. وبأمور بعيدة عن المنطق.. والتعامل المثالي والصحيح لمثل هذه الأمور..!!
كان على المصيبيح أن يكون أكثر هدوءاً.. وأن ينتظر حتى يلاقي اللاعب قبل أن يصرح بكلمة واحدة للإعلام سواء كانت إيجابية أو سلبية تجاه اللاعب.. عزيز عندما غادر معسكر المنتخب.. كان الواجب.. والمنطق.. يحتمان الانتظار حتى الالتقاء باللاعب.. ومن ثم يتم تناول الموضوع من قبل الجهاز الإداري.. لكن الذي حدث أن المصيبيح (تجاوب) مع تلك الأصوات وراح يصرح في وسائل الإعلام دون الرجوع إلى اللاعب ومسببات خروجه.. وربما لو سأل المصيبيح اللاعب عن دوافع خروجه لأجابه أن التعامل الإداري غير الصحي هو ما قاده لهذا التصرف.. بعد حدوث ظرف طارئ له..!! حتى مدرب المنتخب البرازيلي أنجوس اندفع هو الآخر بسبب ما نُقل له وراح ينتقد تصرفات عزيز.. وأنه لم يشاهد مثل هذا التصرف طوال عشرين عاماً مضت.. كل هذا بسبب ما نُقل له.. لست مع تصرف عزيز.. ولست ضد عقوبته.. لكن نحن ضد هذا التعامل الإداري في القضية.. فاللاعبون تختلف تصرفاتهم.. كما تختلف موهبتهم..!!
فعزيز مثلاً.. ليس مثل الشلهوب.. وليس حتى مثل المصيبيح نفسه من الناحية الانضباطية.. ولو تعاملنا مع كافة لاعبينا بمثل تعاملنا مع عزيز.. فصدقوني كل يوم سنضطر إلى إيقاف هذا اللاعب وشطب ذاك.. والسبب أن تعاملنا منذ البداية لم يكن صحيحاً ولا منطقياً..!!
لا.. حياة لمن تنادي
كنت أمني النفس بأن شيئاً من التطور قد طرأ على أفكار الذين يعدون البرامج في قناتنا الرياضية خصوصاً تجاه البرامج التي تخص إعطاء الأندية حقها من الظهور قياساً بما تناله أندية أخرى من الاهتمام رغم أنها تملك نفس الإنجازات ونفس التفوق ونفس الجماهيرية إن لم تكن تفوقها وبمراحل..!!
أمنيتي هذه كانت على اعتبار أن الإنسان يستفيد من تجاربه.. والمسئول عن إعداد هذه البرامج لا بد له أن يعي ذات يوم أن الميل الشخصي.. والعلاقات.. والأهواء.. لا دخل لها إطلاقاً.. في التعامل مع جهاز يبث لكل المشاهدين.. وكل الأذواق.. وأن عليه أن يسعي لتقديم الحقيقة والواقع.. لكن كل الذي شاهدته دلل على أنني كنت مخطئاً في توقعي.. وتفاؤلي في غير محله..!!
البرامج والاستضافات التي تخص أندية الدرجة الأولى.. وتخص أندية القصيم.. ما زالت تعيش على المجاملات التي هي في غير محلها.. في أكثر من مرة قلنا بأن التعاون ما زال لم يأخذ نصيبه في القناة الرياضية.. وما زال التعاون غائباً تماماً عن قناتنا العزيزة قياساً بما يناله الآخرون.. وهم لا يفوقونه بشيء.. بل هم أقل منه إنجازات.. ونجوماً.. وتاريخاً.. وجماهيرية..!!
طرحنا.. هذا الموضوع أكثر من مرة.. طرحناه بكل موضوعية أمام المسئولين في سبيل إنصاف هذا النادي.. لكن لا حياة لمن تنادي.. وكنا نتمنى أن يتم إنصاف التعاون.. كواحد من أعرق الأندية السعودية.. وأكثر أندية الدرجة الأولى إنجازات.. وتاريخاً.. وجماهيرية.. وإصلاح أوضاع هذه البرامج المتردية.. لكن زاد استمرارهم بتجاهل حقوق التعاون بهذه الصورة المفضوحة..!! باتت البرامج في القناة الرياضية.. برامج ميتة.. وبرامج مضيعة للوقت والجهد.. فمعدو البرامج بالإضافة إلى عدم قدرتهم على تقديم أي جديد يفيد المشاهدين في طريقة الإعداد كونهم ما زالوا يعتمدون الى الطرق التقليدية.. فهم ما زالوا يمارسون تجاهل أندية كثر من ضمنها التعاون ويجاملون أندية أخرى بطريقة مكشوفة ومضحكة لكل المتابعين.. متناسين أن التلفزيون جهاز رسمي.. يجب أن يشمل الجميع دون استثناءات لأحد.. وأن المجاملة لا بد أن تغيب إن كانوا ينشدون النجاح..!! آخر المجاملات من قناتنا (الذهبية) هي انشغالها بقضايا أندية مرّ عليها أكثر من أربع سنوات بشهادة ضيف البرنامج.. والقناة نفسها أشبعتها طرحاً ومناقشة لأكثر من مرة.. بينما الأحداث تتابع في أندية كثر.. وليس لها نصيب في القناة الرياضية..!! أتمنى أن نسمع تبريراً واحداً.. من مسؤولي القناة تجاه.. هذا التجاهل الغريب للتعاون في القناة الرياضية.. في مقابل مجاملة الآخرين بمناسبة أو دونها.. وأتمنى أن يكون تبريرهم بمحاولة إعطاء هذا النادي حقه.. وليس مثل ما سمعنا من تبريرات سابقة في أحد البرامج.. بأن مسئولي التعاون اعتذروا عن الظهور.. لأنها تبريرات مضحكة.. ولن تقنع أحداً.. لأن التعاون لديه أكثر من شخص بإمكانه أن يتحدث باسم ناديه..!!
خاتمة
في رمضان كن أجود الناس.
yazid1-5@hotmail.com