بلغة الفرنجة المعربة على جمع المؤنث السالم يطلق عليها (المولات)، وهي قلاع تتراص جنباً إلى جنب فارضة رؤية رجال الأعمال على تشكيل حياتنا وفق معايير جديدة!! وبرغم أن تلك الأسواق تخدم المستهلك في كونها تأتي بكل جديد من ماركات وبضائع عالمية (كفت) الكثيرين عناء السفر، إلا أن المشكلة تتمحور حول ذلك السباق المحموم للإكثار منها لدرجة أنها يمكن أن تكون إحدى معالم الرياض! وتلك الكثرة تسببت في ازدحام شوارع كانت إلى عهد قريب في منتهى الانسيابية المرورية، حيث تتخذ تلك المراكز من الشوارع الرئيسية والأحياء مستقراً لها، بينما مثيلاتها في دول غربية تبتعد كثيراً عن الأحياء بعدة كيلومترات؛ تخفيفاً للزحام! ومن أجل عيون وخاطر تلك المولات الحديثة يقام لها مهرجان (تسوق) سنوي؛ لتتمكن من تفريغ حمولتها في جيوب الموعودين ب(الترفيه) الذي جاء بصفته (ملحقاً) بالتسوق وليس هدفاً بذاته!! فالترفيه إذاً هو هدية تلك المولات لسكان الرياض، فلولا فكرة التسوق لما كان هناك (ترفيه) لأولئك الذين أجبرتهم الظروف على ألا يكونوا ضمن السائحين في أرض الله الواسعة!! مع أن الرياض العاصمة تستحق أن يكون لها مهرجان بمعناه الحقيقي بعيداً عن الأسواق والمنتزهات القائمة بنفسها والمستمرة ببرامجها حتى بعد انقضاء المهرجان!! ولقد تجولت برفقة (العائلة) في أحد المراكز الرئيسية التي قيل إنها تشارك في المهرجان فوجدت التسوق بينما غاب الترفيه!!

تلك المراكز التجارية أصبحت تمثل مراكز نقاط بيع وتوزيع لمنتجات مصانع شرقية وغربية! لكنها لا تعود على اقتصادنا الوطني بشيء مهم، اللهم إلا أنها من خلال تخفيضاتها ودعايتها ومهرجانها (تزن) علينا بكل الوسائل لتغرينا بشراء ما لا نحتاج!!