سيحفظ تاريخنا الكروي أسماء الكثير من النجوم الذين تألقوا في سماء الكرة السعودية، وقد يختلف البعض من النقاد والمتابعين حول أحقية أي من هؤلاء النجوم بالتميز، ولكن هناك نجم واحد قد لا يختلف عليه اثنان من (المحايدين والمنصفين) يستحق لقب نجم نجوم الكرة السعودية. لأن شروط ومواصفات من يستحق هذا اللقب المدعومة بلغة الأرقام التي لا تكذب ولا تحتمل العاطفة لا تنطبق سوى على لاعب واحد هو قائد الهلال والمنتخب النجم الكبير سامي الجابر الذي أعلن اعتزاله الكرة قبل أيام.
** فالجابر بلغة الأرقام هو اللاعب الأكثر مشاركة في تحقيق البطولات سواء على مستوى النادي أو المنتخب، وهو اللاعب الذي اشتهر في الظهور والتألق، ولاعب الحسم في المباريات الكبيرة والنهائيات. وهو اللاعب الوحيد الذي تذوق طعم جميع البطولات محلية كانت أو إقليمية أو قارية، وهو اللاعب الذي اقتحم العالمية بقيادته للمنتخب للتأهل لأربع نهائيات لكأس العالم ونجاحه في التسجيل في ثلاثة نهائيات، وهو اللاعب الخامس على مستوى نجوم العالم الذين سجلوا في نهائيين يفصلهما (12) عاما، حيث لم يسبقه لهذا الانجاز سوى بيليه ومارادونا وزيلر ولاودروب.
وكما كان الجابر نجما داخل الملعب كان نجما خارجه من خلال أخلاقه وثقافته العالية فهو من اللاعبين القلائل الذين يجمعون بين الإبداع الكروي والثقافة فهو يأسر الجميع عندما يتحدث في أي مناسبة.
سيبقى سامي الأسم الأبرز في تاريخ الكرة السعودية حتى يأتي من النجوم من يكسر الرقم الجابري إبداعا وإنجازات عل كافة الأصعدة.
مكاسب زرقاء
** في تصفيات دوري أبطال دول مجلس التعاون الأخيرة خرج الفريق الكروي الهلالي بالعديد من المكاسب، فبالإضافة إلى صدارته المستحقة لمجموعته، كشفت مباريات البطولة عن كفاءة وشجاعة مدرب الفريق اولاريو الذي منح الفرصة الكاملة لعدد من الوجوه الشابة أمثال الذياب والكلثم والزوري، إضافة إلى الزج بأكبر عدد من اللاعبين وعدم الاعتماد على أسماء معينة، فكسب الفريق مبارياته وكسب الوجوه الشابة وتعرف المدرب على إمكانات لاعبيه جيدا.
** ومن المكاسب الزرقاء أيضا استعاد نجم الفريق الذهبي نواف التمياط شيئا من مستواه حيث ظهر خلال مباريات البطولة بمستوى مطمئن للجماهير الرياضية التي صفقت له كثيرا قبل أن تبعده الإصابات وتؤثر بالتالي على مستواه الفني.
** التمياط صاحب لقب أفضل لاعب آسيوي عام 2000 عانى كثيرا من الاصابات معاناة لم يعانيها لاعب آخر، فقد ابتعد بسببها لأكثر من عامين، وهي فترة كافية للحكم بعدم قدرته على العودة للملاعب فضلا عن إمكانية استعادة مستواه، قياسا بابتعاد لاعبين آخرين بسبب تعرضهم لإصابات مختلفة بعضها أسهل بكثير من إصابة نواف، ولكن التمياط النجم المسلح بقوة الإيمان وروح التفاؤل والثقافة العالية، عاد بتوفيق من الله أولا ثم بإرادته القوية والتزامه بالبرنامج العلاجي الطويل الذي أعقب العملية، ثم بالبرنامج الإعدادي المتدرج الذي احتاج للكثير من الصبر والتحمل.
** من خلال المستويات التي ظهر عليها نواف في بطولة مجلس التعاون، بدا التفاؤل واضحا لدى الجمهور الهلالي ومحبي اللاعب بأنه في طريقه لاستعادة مستواه السابق الذي أهله للقب أفضل لاعبي القارة. ولاشك أن عودة اللاعب سوف تسهم في تدعيم قوة الهلال والمنتخب أيضا.
باختصار
** إقامة تصفيات بطولة مجلس التعاون بقطر، كانت فرصة جيدة لمدرب الهلال لإعطاء الفرصة الكاملة لعدد من الوجوه الشابة بعيدا عن ضغوط بعض الجماهير الهلالية التي لا ترحم!.
** إدارة الهلال قد تكون أخطأت في توقيعها لعقود استثمارية مع أكثر من طرف، ولكنها كشفت لنا مدى انتهازية بعض حملة الأقلام عندما كتبوا وأصدروا الأحكام وهم أجهل الناس في عالم الاستثمار. فلم يكتب واحد منهم بلغة اقتصادية، بل أتحدى أن أيا منهم قد اطلع على الاتفاقيات قبل أن يكتب بقدر ما كتب على طريقة أهازيج المدرجات عليهم عليهم!.
** هل ننتظر نتيجة عادلة ومقنعة في الانتخابات الاتحادية بعد استبعاد رموز من وزن الأستاذ أحمد مسعود من حضور الجمعية ومنعه من حق التصويت بحجة عدم تسديده 2500 ريال؟!.
** (اللي في القدر يطلعه الملاس) مثل ردده كثيرا رئيس القادسية الأستاذ جاسم الياقوت في مناسبات مختلفة خلال المواسم السابقة، ومع تردي نتائج الفريق الكروي من موسم لآخر لدرجة كان منافسا قويا للهروب من الهبوط، ومع البداية السيئة للفريق هذا الموسم يتساءل القدساويون ألم يظهر الملاس ما في قدر ناديهم؟ وينتظرون الإجابة من الأستاذ جاسم!.
mohd2100@hotmail.com