استثارتني نتيجة دراسة قام بها فريق أكاديمي متخصص كشفت عن ارتفاع هامش الربحية لدى عدد من تجار التجزئه في المواد الغذائيه!! هذه النتيجة جاءت في زخم الطرح المحموم حول ارتفاع الأسعار وظاهرة التضخم التي تجتاح الأسواق، ورغم أني لم أطلع على الدراسة وإنما قرأت الخبر كما نشرته الزميلة صحيفة الاقتصادية إلا أني أعجب أن ينال هؤلاء النصيب الأكبر من اللوم رغم أننا نعلم صعوبة اتفاقهم على خلق ظاهرة بهذا الحجم وفي كل مناطق المملكة تقريبا فلا أقل من ان يقال في شأنهم (يستحيل تواطئوهم على الزيادة)!!
على الرغم من ذلك فإنه لايمكن تبرئتهم من المشاركة بدور ما في الارتفاعات المستمرة على أن تضخيم دورهم فيه لا يمكن أن يساعد على فهم الظاهرة!! لأن طرحاً كهذا وببساطه يناقض الأبجديات الاقتصادية حيث أن تجار التجزئة لا يسعهم احتكار السلع والقدرة على التنظيم والاتفاق بهذا الحجم الكبير، فإن الواقع يشهد صعوبة تواطؤ واتفاق ثلاث محلات في شارع واحد فكيف بهذا العدد الكبير. ثم أن هذه المحلات في الغالب ترحل أي زيادة في التكاليف على المستهلك النهائي. كلنا أمل بنجاح اللجنة المكونة في مجلس الشورى لدراسة هذه الظاهرة ووضع الحلول الناجعة لمكافحتها وتفعيل توصياتها على أرض الواقع.
أخيراً لابد من الإشارة إلى أن موضوع ارتفاع الأسعار لاينبغي أن يناقش بصورة عاطفية كما جرى في الاسهم، فهناك أسباب موضوعية تبرر بعض الارتفاع لكن السؤال يكمن في دور المتحلقين على قدر التضخم ليوقدوا النار أسفله مستغلين أوضاع وتشوهات يواجهها سوق هذه السلع وقد يكون أحدها مؤامرات البقالات التي كشفتها تلك الدراسة.. وما نزال بانتظار كشوفات أخرى؟!!