«الجزيرة» - بندر العنزي
اشتكى عدد من المواطنين بعد قضاء صيفهم في ربوع الوطن من تدني مستوي خدمات المرافق السياحية من شقق مفروشة وفنادق ومنتجعات مصحوباً ذلك بارتفاع في الأسعار والتكلفة، وأبدوا انزعاجهم جراء الغلاء الخرافي لأسعار الشقق المفروشة وتردي مستوى النظافة العام وتواضع الخدمة المتوفرة فيها، إضافة لافتقادهم للإرشاد السياحي والتنوع والتجديد في فعاليات المهرجانات القائمة في مناطق المملكة. جاء ذلك في استطلاع ل(الجزيرة) وقفت خلاله على آراء شريحة من العائلات السعودية حول انطباعاتهم عن الموسم السياحي لصيف هذا العام ومستوى الخدمات المقدمة بعد قضائهم عطلة الصيف في مختلف وجهات المملكة السياحية. يقول أحمد الحمد وهو رب أسرة سعودية: أرهقتنا ارتفاعات أسعار الشقق المفروشة في رحلة قمت بها مع عائلتي لإحدى مناطق المملكة السياحية طلباً للراحة والاستجمام، حيث فوجئت بارتفاع تكلفة الإقامة بأكثر من 100% عن باقي أيام السنة ومع ذلك كان مستوى الخدمة في تلك الوحدات السكنية متدنياً للغاية حيث كنا نعاني من رداءة أجهزة التكييف والتبريد والأجهزة الالكترونية نتيجة الإهمال وانعدام الصيانة الدورية لتلك الأجهزة، ووصف الحمد مستوى خدمات الغرف في تلك الوحدة السكنية بالمتواضعة جداً وأن عدد العمالة لم يكن كافياً لتغطية طلبات واحتياجات العدد الكثيف من النزلاء في تلك الوحدة السكنية.
ويضيف المواطن صايل المحمد: خلال إقامتي في إحدى الشقق المفروشة كان انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من مرة في اليوم يتسبب في تعكير صفو إقامتنا وسبب لنا ولأطفالنا المتاعب، وعند سؤالي للموظف المسؤول أجابني أن إمكانيات المبنى لا تتحمل الأعباء الكهربائية الناتجة عن كثافة النزلاء، وفيما يخص الأثاث قال المحمد: إنه كان رديئاً للغاية وتنقصه النظافة والعناية حيث اضطررت لشراء ما يلزمني من أغطية ووسائد للنوم من أحد الأسواق المجاورة وقمت بشراء المزيد من أواني الطبخ بدلاً من تلك التي توفرها مطابخ تلك الشقق التي تنتشر فيها الحشرات وتكثر فيها الأتربة والغبار.
وأشار المحمد إلى عدم وجود مواقف خاصة بسيارات النزلاء تابعة لتلك الوحدات السكنية المفروشة حيث كنا نجد صعوبة بالغة في إيجاد موقف خاص للسيارة بالقرب من ذلك المبنى.
وحول مستوى المهرجانات المقامة وتنظيم الفعاليات في المناطق السياحية، يقول المحمد: لازالت تلك الفعاليات ينقصها التجديد والتنويع حيث يغلب عليها طابع التكرار والرتابة إضافة لقصر فتراتها الزمنية التي لا تشغل إلا جزءاً بسيطاً من أوقات السياح في المنطقة.
وشكا المواطن فهد العليان من تلوث المياه الموجودة في بعض المرافق حيث يقول: المياه في الوحدة السكنية التي أقمت فيها كانت تميل للون الأحمر الناتج عن وجود الصدأ في الخزان والمواسير مما يدل على الإهمال وعدم النظافة والعناية وغياب الصيانة.
ولفت إلى أن المصعد الكهربائي مستهلك جداً ورديء الخدمة في ظل غياب الرقابة والإشراف والصيانة حيث كان يتعطل من حين لآخر وبشكل مستمر. وأضاف أن كثرة المتسولين في المرافق السياحية والأسواق وعند إشارات المرور تضايق السياح إضافة إلى كثرة الباعة المتجولين حيث يبيعون الطعام المكشوف في أماكن التجمع العام للسياح مما يسبب الأمراض والأوبئة، وطالب العليان الجهات المعنية بتكثيف الجهود وتركيز العمل تجاه هذه الإشكاليات المتعددة.
وقد كشفت إحصائية برنامج الرقابة الذي قامت بة الهيئة العليا للسياحة بالشراكة مع وزارة التجارة على منشآت الإيواء في وقت سابق والذي بدأ من حائل ليشمل عدداً من مدن المملكة في وقت سابق مؤكدة تدني مستوى الخدمة والنظافة في تلك الوحدات السكنية المفروشة حيث أوضح المهندس أحمد العيسى مدير إدارة التراخيص والجودة بهيئة السياحة أن نتائج برنامج الرقابة التفتيشي على المنشآت السياحية السكنية كشفت عن وجود نسبة تقدر بحوالي 70% من عينات المنشآت غير مرخصة من وزارة التجارة باختلاف النسب من مدينة لأخرى وأن نسبة الوحدات المفروشة التي صنفت بأقل من المعطى لها تجاوزت 35% من العينات التي تم تفتيشها إضافة إلى وجود نسبة تقدر بـ20% من المنشآت المرخصة من وزارة التجارة والصناعة لا يوجد لديها رخصة الدفاع المدني.
وأضاف العيسى أن نتائج البرنامج التفتيشي المشترك الذي شمل 996 منشأة من أصل 1810 منشآت مستهدفة كشفت عن تردي مستوى الاهتمام بالنظافة في معظم الوحدات السكنية المفروشة وبعض الفنادق وتدني مستوى الصيانة وأداء الأجهزة المستخدمة وبخاصة الأثاث والأدوات الصحية بالإضافة لقلة الكوادر الوطنية المشغلة لتلك الوحدات السكنية المفروشة بشكل عام.