Al Jazirah NewsPaper Monday  10/09/2007 G Issue 12765
رأي الجزيرة
الأثنين 28 شعبان 1428   العدد  12765
الكتب العالمية عن الإسلام والمملكة

خمس سنوات انقضت على هجمات 11 سبتمبر التي أقامت الدنيا ولم تقعدها حتى الآن، وأفرزت تلك العملية الإرهابية تداعيات مهولة تركت بصماتها على أنحاء العالم، ومنها اتهامات متسرّعة انطلقت نحو كلِّ صوب، ووجد أصحاب الغرض ضالّتهم فدسّوا به وسط حالة الهيجان، وجعلوا منه أجندة تسنّى للبعض تبنِّيها لتصبح سياسات معتمدة وأهدافاً استراتيجية ...

بعض من فوضى الاتهامات، طال بصفة أساسية الإسلام والدول الإسلامية، ولم تسلم المملكة من الاتهامات الجائرة، باعتبار أنّها تتبوّأ مكانة مرموقة في العالم الإسلامي، حيث استثمر متربِّصون بها اشتراك بعضٍ من أبنائها في تلك الهجمات، ليتخذوا من ذلك مسوّغاً لضربها وضرب الإسلام، وذلك على الرغم من الموقف المبدئي للمملكة الرافض للإرهاب، وكونها من الدول التي تعرّضت لإيذائه ..

الحقائق الجديدة الناجمة عن هجمات سبتمبر رغم مرارتها، لم تفلح في التأثير على ثوابت هذه البلاد، وكانت أدعى للتمسُّك بها والدفاع عنها، وفقاً لأسلوب نابع من تعاليم ديننا الحنيف الذي يتخذ من الحسنى والكلمة الطيِّبة منهجاً له .. ومن جانب آخر، فإنّ المعالجات المتعمّقة والحصيفة في المملكة في مواجهة الإرهاب، حظيت باحترام العالم، وعلى سبيل المثال فإنّ برامج المناصحة التي تبنّتها وزارة الداخلية، نجحت في إعادة تأهيل العشرات من الشباب الذين غرَّر بهم المتطرِّفون والإرهابيون، وقد لقي هذا البرنامج تقديراً لا يزال يتعاظم في مختلف أنحاء العالم، وجاء الكثيرون من مختلف الدول للوقوف على هذه التجربة المتفرّدة في الإصلاح وإعادة التأهيل..

العمل الذي تقوم به المملكة لتقديم الحقائق عن الإسلام وعن نفسها، يسير في عدّة مسارات، ومن ذلك (مشروع الكتب العالمية عن الإسلام والمملكة) الذي تبنّاه أكاديميون سعوديون، ويعتبر خطوة متقدمة لاستجلاء حقيقة ما يجري في هذه البلاد، من خلال تناول موضوعات عدّة تبدأ من محاربة الإرهاب، مروراً بالإصلاح المجتمعي وعلاقة الإسلام بالمسيحية، مع موضوعات مثل وضع المرأة في المملكة، وهو مسألة أخرى يحاول البعض اتخاذه مطيّة للنَّيل من مكانة المملكة والإسلام بصفة عامة.

مشروع الكتب العالمية الذي يتم تدشينه في الرياض ولندن وباريس صيف العام المقبل، يشارك فيه مؤلِّفون ومفكِّرون وكتّاب من مختلف أنحاء العالم، يتجاوز عددهم السبعين شخصاً، ويعكس التنوُّع في تشكيلة الفريق العلمي، الحرص على عنصر الحيادية وتحقيق الموضوعية المطلوبة..

المشروع هو أداة علمية فاعلة ومواكبة لوضع النقاط فوق الحروف، والحد من غلواء الحملات الإعلامية الجائرة، وتقديم المملكة والإسلام في صورتهما الصحيحة التي تعود محاولات تشويهها، ليس لأعداء الإسلام فقط ولكن أيضاً، وللأسف، لبعض المحسوبين على الإسلام الذي أجازوا لأنفسهم إعطاء تفسير لديننا الحنيف وفقاً لمرئياتهم القاصرة..

هذا العمل الكبير المتمثّل في مشروع الكتب العالمية، يأتي متّسقاً مع جهود عديدة، لكنها قد تكون منفردة يقوم بها نفر من أبناء هذه البلاد، بحكم الوظيفة أو بحكم الاهتمامات للدفاع عن المملكة..

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد