يقوم الدفاع المدني بجهد جبار لإنقاذ الأرواح والممتلكات، ويعتبر واحداً من أهم أجهزة الدول الحديثة، ولذلك يحظى جهاز الدفاع المدني بالمملكة باهتمام كبير من قبل القيادة، من حيث توفير الكادر المدرب تدريباً عالياً ومده بأحدث الوسائل كي يقوم بواجباته على أحسن حال.
إلا أن الدفاع المدني لا يمكن أن يقوم بدوره على الوجه المطلوب إذا لم يكن هناك تجاوب من قبل المواطنين والمقيمين من حيث الالتزام بشروط الأمن والسلامة. فالالتزام بهذه الشروط تكفل بإذن الله الحماية من الأحداث المأساوية، كما أنها تعمل على تخفيف آثارها وحصرها في أضيق الحدود فيما لو حدث مكروه -لا قدر الله.
ولذلك تحرص مختلف الأجهزة الحكومية على توفر شروط السلامة في مبانيها ومقارها حماية لموظفيها ومراجعيها وحفاظاً على سلامتهم، ولا يمكن تقدير مدى فداحة ومأساة ما يحصل من كوارث الحرائق وبالمقابل أهمية تجنب هذه الكوارث إلا بعد المرور بتجربة مريرة يمكن استخلاص العبر منها، وعلى سبيل المثال مبنى ديوان المظالم الذي اندلع فيه حريق مساء الثلاثاء الماضي، فبفضل الله ثم بسبب تمتع المبنى بأسباب الأمن والسلامة كوجود الإنذار المبكر والتقنية الحديثة التي ساعدت فرق الدفاع المدني كثيراً على تحديد موقع الحريق بسرعة فائقة ومحاصرته والقضاء عليه، الأمر الذي حدَّ كثيراً من الأضرار التي تسبب بها الحريق. ولو لم يكن المبنى ملتزماً بشروط السلامة الهامة لربما حدث ما لا يحمد عقباه، ولذلك فإن مدير الدفاع المدني بالرياض الذي باشر الحادث دعا الجميع إلى أن يحذوا حذو ديوان المظالم في تطبيق أنظمة السلامة للمساعدة على اكتشاف الحوادث منذ البداية ومعالجتها.
ومن أجل ذلك، ينبغي على رجال الأعمال ومقاولي المباني التقيد بأنظمة الدفاع المدني وعدم التهوين من شأنها حفاظاً على سلامة الأرواح والممتلكات، وقد أكدت ذلك تجربة الحريق في مبنى ديوان المظالم الذي يعتبر مبناه من النماذج التي يقتدى بها في هذا المجال.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244