الطائف - د. نهاد البحيري

4 أيام تفصل ما بين بدء الموسم الدراسي وحلول شهر رمضان كفيلة بزيادة أعباء الأسر في ظل الغلاء الفاحش لأسعار السلع وخصوصاً الغذائية منها.

طبقة ذوي الدخل المحدود أكثر المتضررين بما يجري ويدور حولها من أحداث غير مستقرة، مما يضطرها إلى اللجوء للخامات والسلع الرديئة في محاولة لموازنة خلل ميزانيتها وفي المقابل الهرب من الوقوع في الديون. رغم هذا فالمعاناة لا تتوقف من ازدياد أسعار المواد الغذائية الأساسية التي لا تعرف الفرق بين محدودي الدخل ومتوسطي الدخل ومرتفعي الدخل.

(الجزيرة) حاولت تسليط الضوء ومعرفة حجم هذه الظروف من خلال استطلاع آراء بعض السيدات:

السيدة أم محمد ربة منزل وزوجها يعمل موظفاً وذو دخل معقول تقول إنها اعتادت التسوق بنفسها لشراء احتياجات المنزل من السوق وإنها لاحظت ارتفاعا واضحا وكبيرا فى الأسعار هذا العام أكثر من العام الماضي، وتقول: إن السكر زادت أسعاره حتى تجاوزت 40 ريالاً بفارق يتجاوز 10 ريالات للعبوات الكبيرة وأيضاً الأرز الذي ارتفع بشكل كبير.

وأضافت قائلة: إن زيادة الأسعار طالت أسعار الدجاج المجمد بعد منع بيع الدواجن الحية وتبعه البيض الذي ارتفعت أسعاره بشكل ملحوظ، أم محمد لم تستثن حتى مواد التنظيف والتطهير المنزلية من حديثها الغاضب وقالت: هذه المواد ارتفعت أسعارها بزيادة 3 ريالات، وأضافت إن الارتفاع أيضا وصل إلى مستحضرات العناية بالجسم كالصابون والشامبو وصبغات الشعر ومستلزمات المرأة الخاصة وحفاضات الأطفال.

وعن رأيها بأسعار الأدوات المدرسية فتقول أم محمد: إنها زادت وركزت على الدفاتر التي زاد سعر الدرزن الواحد منها 3 ريالات، حيث كان العام الماضي يباع بسبعة ريالات، وكذلك ملابس الأطفال والأحذية والشنط حتى العباءات النسائية وحجاب المرأة ارتفعت أسعارهما، فما كانت تباع من العباءات بـ 65 ريال أصبح سعرها يفوق 100 ريال وأيضاً الشنط النسائية القيمة ارتفع سعرها بشكل مهول!.

الحل هو اللجوء إلى السلع ذات الأسعار الأقل حتى وإن كانت غير جيدة فالبيت في حاجة لبنود أخرى من المصاريف، والأطفال يحتاجون للذهاب إلى الأماكن الترفيهية التي زادت أسعار مشروباتها وأغذيتها بشكل ملحوظ.

وتعزي أم محمد السبب في مثل هذه الزيادة إلى زيادة الرواتب أو استغلال التجار لها. السيدة أم أحمد مقيمة مصرية وترافق زوجها ميكانيكي السيارات منذ أعوام تقول إنها تأثرت معه بارتفاع الأسعار حيث أنهما تأثرا بذلك ولا سيما أن زوجها ليس له راتب محدد بل يتوقف حسب عمله.

ولاحظت الفرق في الأسعار بين العام الماضي وهذا العام وهي تعاني من مشكلة في المعيشة مع الزيادة في الأسعار في كل شيء، وتقول: إنها اعتادت التسوق مرة كل أسبوع لشراء احتياجات البيت بمبلغ لا يزيد على 400 ريال، وأصبحت الآن لا تستطيع شراء كل شيء بنفس المبلغ لتضطر إلى البحث عن السلع الرخيصة والتخفيضات والعروض الخاصة.

أما السيدة أم محمد وهي مصرية أيضاً وتقيم بالمملكة منذ أربع سنوات تقول أن زوجها الذي يعمل في بوفية يشتري كل شيء بسعر أغلى من ذي قبل مثل السكر والزيوت والبيض والجبن وغيرها، لكنه في نفس الوقت لا يجرؤ على رفع أسعاره حتى لا يخسر الزبائن الذين عادة ما يكونون من العمال محدودي الدخل أيضا, وأصبحت تعاني من عدم المقدرة على تحقيق الهدف الذي جاءوا من أجله إلى المملكة وهو توفير المال.

بينما السيدة أم ندى فيعمل زوجها محاسب بأحد محال السوبر ماركت وذو مرتب معقول، ويؤكد لها بأن هناك ارتفاعا في الأسعار خصوصاً الزيوت والسكر والأرز ومعجون الطماطم. وتقول السيدة أم ندى: إن ارتفاع الأسعار يعود إلى الأحداث الخارجية وهذا قلل من الواردات وزاد من العبء على المنتج المحلي الذي يتطلب المحافظة على الجودة وصحة المستهلك.

أما السيدة م.أ سعودية فتقول: إن الزيادة في أسعار جميع السلع من مأكل وملبس واضحة وترجع مثل هذه الزيادة إلى فصل الصيف وزيادة أعداد المصطافين والسياح بالطائف واستغلال المتاجر لذلك وتقول: إن الأمل في نزول الأسعار ولو بعض الشيء بعد انتهاء موسم الصيف.

فالملاحظ كل عام الانخفاض في الأسعار بعد موسم العطلة الصيفية في معظم السلع فيما عدا أسعار السلع الموجودة بالتوكيلات العالمية. بينما السيدة أم عبد الله فتؤكد أن هناك محلات ذات أسعار معقولة رغم الغلاء الواضح في كل شيء وتؤكد أن حدوث الارتفاع صاحب فترة الصيف ووصل إلى الوجبات الجاهزة التي زاد سعرها بشكل ملحوظ.

السيدة أم نايف - سعودية تقول: إن الغاز ارتفع سعره رغم انخفاض أسعار البنزين انخفاضا واضحا، وكان الأمل موجودا في انخفاض أسعار الغاز كما انخفض البنزين إلا أنه على العكس من ذلك فقد زاد.