اعتزل الأسطورة (سامي الجابر).. وبدأت الذكريات التي تتعلق بمشواره الكروي.. ومنها تحديداً تلك التي كانت تدور (خلف الكواليس).. وكنت شخصياً (شاهد عيان) على الكثير منها.. (هذه الذكريات) صرت استرجعها.. وباتت تدغدغ مشاعري.. وعلى إثر ذلك كان لابد أن أكتب - على الأقل - بعضا منها.. لعلها تشبع رغبة القارئ الذي تستهويه مثل تلك الذكريات.. ولأنني أيضاً وفي النهاية أرى أن حاجة المتلقي الرياضي إجمالا ربما كانت تكمن في سرد القصص.. والذكريات.. والأرقام التي تتعلق بمسيرة هذا النجم أو ذاك.. أكثر من حاجته إلى الكلام الذي عادة ما يندرج تحت ما يسمى ب(الكلام الإنشائي)..
** الأمير عبدالله بن سعد - يرحمه الله - كان أحد أهم الذين أخذوا (بيد) سامي نحو طريق المجد.. والنجومية.. ووقفوا إلى جانبه.. وناصروه أيضاً حتى في أزماته وأحلك ظروفه.. ومثلما حدث ذلك (هذا على سبيل المثال) وقت أن تم استبعاد (سامي) عن صفوف المنتخب الوطني بفعل أسباب غريبة وقبل موعد السفر بساعات قليلة إلى اليابان حيث المشاركة في أمم آسيا عام 92م.. وبعدها أيضا قرار إيقافه (الظالم) في ذات العام مع الدعيع والرومي ومن جراء خسارة منتخبنا الأولمبي أمام نظيره الأردني.. كما أن لسمو الأمير عبدالله دور مؤثر وكبير حتى على (الحياة الخاصة) للكابتن سامي.. ومن خلال تحديد شراء (منزل خاص) به وعائلته على نفقة سموه.. (الأمير عبدالله) كان أيضاً من أكثر الذين راهنوا على (نجومية) سامي.. ثقة في إمكانياته ومؤهلاته..أيضا في اتساع دائرة تفكيره وطموحاته.. وأجزم أن (سامي) لا يمكن أن ينسى لهذا الأمير الراحل (فضله عليه).. رحم الله عبدالله بن سعد..
** عندما كان (سامي الجابر) لاعبا في صفوف فريق شباب الهلال خلال موسم 1409هـ.. قاد فريقه حينها إلى تحقيق (بطولة المملكة) وعقب فوزه (2-صفر) جاءت عن طريق سامي وصفوق التمياط.. كما أن كل المؤشرات آنذاك كانت توحي بأنه سيكون نجما ولا كل النجوم.. (ذات مساء) وبعد نهاية إحدى التدريبات الهلالية خرج الخلوق خالد النفيسة (لاعب الفريق الأول) والذي تربطني به.. ومازالت علاقة تقدير واحترام.. (خرج النفيسة) من مقر النادي بسيارته الخاصة (أودي).. وبصحبته سامي الجابر.. وكنت وقتها قد سبقتهما بالخروج..
** (استوقفني) خالد وعرّفني على (سامي).. ومن ثم توجهنا سويا إلى (منزل النفيسة) القريب من مقر نادي الهلال.. ومن خلاله (مع مرور الأيام والشهور).. بدأت أتعرف بصورة أكبر على شخصية هذا ال(سامي).. في تفكيره.. في طموحاته.. و أيضاً في ثقافته.. وثقته في نفسه.. وعلى إثر ذلك أيقنت بأنني أمام موهبة كروية سعودية (غير).. وقادمة بقوة إلى سماء الإبداع.. والنجومية وهذا ما حدث..
** (الحرب).. من كل الاتجاهات على (سامي) من لدن الخائبين.. واختلاق الأكاذيب ضده بدأت عقب نجاحه وهو ابن العشرين في خطف لقب (هداف الدوري عام 1410هـ - 16 هدفا) من نجمهم المفضل.. ولأنهم أيقنوا أن سامي سيكون (طوفان أزرق).. ومؤهل بقوة لإثراء كل حاجة الهلال..
** في يوم (19-9-1415هـ).. أقيم في (مقر نادي النصر) حفل تكريم للكابتن ماجد عبدالله بمناسبة حصوله آنذاك على لقب عمادة لاعبي العالم.. وكان (سامي الجابر) على رأس المدعوين للمشاركة في هذا الحفل.. وكنت شخصياً أحد حضوره.. (المدرجات) امتلأت بالجماهير.. (سامي) تأخر في موعد الحضور بسبب عودته المتأخرة إلى الرياض قادماً من مكة المكرمة.. وعندما حضر ودخل أرض الملعب هبت عاصفة من التصفيق من لدى الجميع وعلى رأسهم الأمير عبدالرحمن بن سعود - يرحمه الله - (طبعا) باستثناء الخائبين الذين وكأنهم وقتها قد أصيبوا بالذهول.. والدهشة.. (سامي) من خلال تلبية للدعوة النصراوية.. ومشاركته في تكريم ماجد.. وكأنه أراد أن يوجه رسالة كان عنوانها (الرياضة يجب أن تكون وسيلة للإخاء.. ولزيادة أواصر المحبة.. لا سبيلا للكذب والافتراء).. شكرا سامي!!
** قبل مباراة الهلال (2-1) والنصر في منافسات كأس ولي العهد عام 1417هـ (دور الستة عشر).. تأخر (سامي) عن موعد الحضور للتدريبات ليوم واحد.. ولأسباب هي في النهاية منطقية.. لكن إدارة الهلال لم تقتنع بهذه الأسباب وراحت تصدر قرارا بايقافه عن المشاركة في هذه المباراة.. (كارثة) ألا يشارك سامي.. الجماهير الهلالية اجتاحها الغضب فانقلبت الأوضاع في الهلال رأسا على عقب.. فتدخل الأمير خالد بن طلال لإنقاذ الموقف.. فتم حل المشكلة وعلى إثر ذلك شارك (سامي) وتمكن من تسجيل الهدف الأول للهلال.. وكأنه بذلك أراد أن يبرهن حقيقة قدرته على التحدي.. وحرصه أيضاً على عدم (خذلان) من أحاطوه بكل ثقتهم وكما هي عادته..
** من (الذكريات) التي حملت كثيرا من الطرافة.. وجاءت لتؤكد حقيقة أخلاق سامي..وحسن قيادته.. وثقافته الواسعة.. أنه ذات مباراة للهلال وخلال دوري عام 1420هـ.. (الدور الثاني).. راح (يفض) اشتباك كاد أن يتطور إلى ما هو أدهى.. بين (حارس ومدافع) في الفريق الخصم (الأخضر).. ومن جراء هجمة هلالية كاد سامي نفسه أن يسجل منها هدفا..
** في الأسبوع المقبل سأحاول سرد (ذكريات وقصص) جديدة عن مسيرة (سامي) مع الهلال.. (مع العلم) أنه وبعد إعلان (سامي) لاعتزاله الدولي.. رحت أكتب وقتها عن (ذكريات خاصة) تتعلق بمسيرته مع المنتخب الوطني فقط.. وعبر (مقال).. كان عنوان (أسرار سامي مع الاخضر).. وفي يوم 4-6-1427هـ.. الموافق 30-6-2006م..
** أخيراً.. كان (سامي) يعرف تماما درجة إعجابي بالثنيان كظاهرة كروية لن تتكرر.. وأنه (نجمي المفضل).. وأنه أيضاً النجم الأول في تاريخ الكرة السعودية بموجب رأيي.. وحسب قناعاتي.. لم يتضايق (سامي) من ذلك.. لم ينفر مني.. بل كان (يداعبني) من جراء هذا الإعجاب بتعليقات طريفة بعضها كان بحضور الثنيان نفسه.. وأغلبها ربما أنه لا يصلح للنشر.. الأمر الذي يؤكد وفي النهاية أن علاقات (سامي) بالآخرين لم تكن تحكمها مصالح خاصة.. أو ضرورة توافق في القناعات.. ومثلما يفعل ذلك الكثير من النجوم!!
كلام في الصميم
** (محمد نور).. الذي مازال يواصل مسلسل (الخروج عن النص).. واستمرار (اللعب في الحواري).. وكأنه يقول للمنتفعين الذين يدافعون عنه بحق (مرة واحدة).. ومائة مرة (دون وجه حق).. كأنه يقول لهم (سأستمر في خذلانكم وتعريتكم أمام الملأ)..
** عندما شاهدت مستوى الاتحاد أمام نجران.. وفوزه يومها بمباركة من الأخ الحكم (ممدوح المرداسي).. وشاهدت أيضاً ذات المستوى خلال مواجهة الوطني.. وخروجه من هذه المواجهة بتعادل لا يستحقه.. رحت أتذكر تلك الأسباب التي أنقذت منصور البلوي من (مشانق) النقد.. وأدت إلى استمراره رئيسا للاتحاد.. بدعم ومباركة من (باكيتا) مدرب الهلال يومها..
** جاء تدخل (العضو الداعم).. ليؤكد أن الأوضاع الاتحادية وصلت إلى درجة تنذر بقدوم قادم أسوأ.. وأن المنتفعين (المحامين) عن الرئيس هم أكثر المتسببين في ذلك من جراء (صمتهم) على سلبيات العمل الإداري.. وتضليلهم للمتلقي.. والتجني على الهلال تحقيقا لمصالحهم الشخصية..
** أطرف ما قرأته هذا الأسبوع هو ذاك الذي كتبه (كبيرهم).. وكان يكمن في التالي (الموسم الحالي.. لن يكون موسم تجهيز لفريقنا.. ومثلما ذكر ذلك - نائب الرئيس).. وإنما سيكون موسم المتعة الكروية والتي سيقدمها لجماهير الكرة العربية من المحيط إلى الخليج).. اللهم لا شماتة!!
للتواصل.. salehh2001@yahoo.com