إذا حلت الآجال وانقطعت الآمال إلا من رب العزة والجلال فإن الإنسان يسلّم بأمر الله وقضائه، وهكذا رحل عن الدنيا إلى رب كريم ورؤوف رحيم الأخ والزميل الأستاذ محمد بن عبدالله الرفاعي - رحمه الله - نائب رئيس نادي الشرق الحالي وأحد أبرز الرياضيين في المحافظة الذين فرضوا بصمتهم وذاع صيتهم من خلال أعمالهم التي قدموها في الميدان، ولم يكن الأمر وليد لحظة أو محض صدفة أو موقف عابر وإنما كان نتيجة عرق وجهد كبيرين بذلهما الفقيد رحمه الله عبر سنين طويلة؛ فقد كان الرفاعي المحب الكبير لنادي الشرق في كل الأحوال ومع كل الإدارات المتعاقبة عليه وفي شتى الظروف، لقد كان الرفاعي - رحمه الله - لنادي الشرق العاشق الأكبر ولجهده وماله الباذل الأكثر وبشؤونه وتاريخه العارف الأخبر، لقد كان الشرق عند أبي عبدالله واحداً من أبنائه وصيته صدى من أصدائه وبيته ناحية من أنحائه، فكيف لرجل عمل لنادي الشرق وأخلص له بحجم أبي عبدالله وقامته، وعلو كعبه وهامته، أن ينساه الشرق أو يتجاهله منسوبوه ومحبوه، لقد كان الرفاعي مخلصاً لناديه لاعباً وإدارياً ونائباً لمجلس إدارته، كما أنه أسهم بجهده في بناء تاريخ النادي ورصده والحفاظ عليه، ولا نغفل إسهاماته الأخرى من خلال تعاونه مع مركز التنمية الاجتماعية بالدلم من خلال البرامج والدورات الرياضية، وما قدمه إبان عمله في الميدان التربوي في مدرسة ابن القيم الابتدائية، حيث كان شعلة نشاط لا تنطفئ، وسعيه لتدوين تاريخ ومسيرة النادي في كتاب لكن الأجل لم يمهله ولعل آخرها كان حرصه على إقامة دورة عبدالله الدبل رحمه الله، وما بذله من جهد في تنظيم المسابقات الثقافية في ناديه الشرق، ورغم أني لم أعمل معه سوى عامين ونصف العام من خلال مجلس الإدارة الحالي إلا أنها كانت كافية وكفيلة بمعرفة جزء مما عنده، فقد كان ملماً بمسؤولياته وجاداً لما يسند إليه وذا فكر متطور ومبدع وعملياً لدرجة لا توصف، وهل يمكن لنا أن نصنع الحب وأن نزرع العشق؟ ويبقى حقه علينا بأن نلهج له بالدعاء والرحمة بأن يسكنه الله فسيح جناته، ولعلي من خلال هذه الأسطر أدعو زملائي أعضاء الإدارات السابقة والحالية وأعضاء شرف النادي ومنسوبيه إلى تكريم هذا الرجل بشكل يناسب ما قدمه لهذا النادي فقد بذل عمره ووقته وماله لخدمة ناديه الشرق، فقد آن الأوان لتكريمه.. (رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وخلفه في أهله بخير).. آمين

فهد محمد أبا الحسن- رئيس مجلس إدارة نادي الشرق