Al Jazirah NewsPaper Thursday  06/09/2007 G Issue 12761
رأي الجزيرة
الخميس 24 شعبان 1428   العدد  12761
القطيعة الفلسطينية.. إلى أين؟

التوجه المتنامي لعزل قطاع غزة بسبب هيمنة حماس عليه يفاقم من المشكلة الفلسطينية، فالجهد المبذول لعزل كل هذا الوجود الفلسطيني بما فيه من مكونات قد يستنزف كل الطاقات التي كان ينبغي توجيهها نحو التحرير الشامل للضفة غزة بما يتوفر من وسائل سياسية ومعطيات نضالية.

ويدرك الفلسطينيون قبل غيرهم أن تودد إسرائيل الحالي للسلطة في رام الله إنما هو في إطار السعي الإسرائيلي لتعميق الشرخ الفلسطيني وبناء حقائق جديدة على أرض الواقع تجعل من الصعب إعادة اللحمة الفلسطينية إلى سابق عهدها.

لهذا يبدو من الضروري أن يسارع هؤلاء الذين في الضفة وغزة إلى النظر بجدية إلى ما يحدث من تباعد بين فتح وحماس والمدى الذي يمكن أن تصل إليه هذه الحالة السلبية، بدلاً من الانشغال بالتآمر على بعضهم البعض بصورة جعلت الفلسطيني العادي يتحسر على مثل هذه القيادات التي حولت مجمل القضية إلى صراع ممقوت وممجوج أحدث تحويرا كاملا في مهام النضال، وجعل البنادق الفلسطينية تتوجه إلى صدور الفلسطيني. لقد شكلت الوحدة الفلسطينية طوال عقود وعاء يستوعب جميع الرؤى والآراء مهما تعارضت، لكن كان هناك وطوال الوقت إدراك وقناعة كبرى بأن هذا التنوع لن يفسد القضية طالما حافظ الجميع على الثوابت ومن بينها اعتبار الدم الفلسطيني خطا أحمر، مع إدراك أكثر بأن البديل للوحدة الفلسطينية هو انفراد إسرائيل بكل فصيل على حده.

وفي الوقائع والتطورات الحالية تتحقق الكثير من الآمال والتطلعات الإسرائيلية، فإسرائيل لا تضيع وقتا لاقتناص هذه الفرص الذهبية لإعمال أسباب الفرقة والفتنة بين أبناء الشعب الفلسطيني.وبالانتقال إلى ما يجري فيما يتصل بمحاولات التسوية والترتيبات المتواصلة لانعقاد مؤتمر الخريف الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي، فإن بعض الجهود ينبغي أن تتركز على لم شمل الفلسطينيين، هذا على الرغم من أن المعطيات الحالية تقول بتباعد أكثر بين فتح وحماس، ومن ثم يصبح لزاما على الفصائل الأخرى، التي نأت حتى الآن بنفسها عن هذا الصراع، أن تسعى إلى إعادة رتق ما يمكن رتقه وذلك من خلال تنسيق مع الدول العربية الأكثر استعداداً لإنجاز هدف توحيد الفلسطينيين قبل المؤتمر المرتقب حتى لا يسفر المؤتمر عن رؤية عرجاء للسلام تكتفي بقسم من الفلسطينيين وتلفظ الآخرين.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244








 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد