الظهران - حسين بالحارث - رويترز
أعلنت أرامكو السعودية أمس الأربعاء أنها خفضت أسعار البيع الرسمية لشحنات أكتوبر من معظم نفوطها الخام إلى زبائن الولايات المتحدة بينما رفعت سعر خامها العربي الخفيف إلى زبائن أوروبا.
وقد خفضت أرامكو سعر نفطها الخام العربي الخفيف إلى الولايات المتحدة خمسة سنتات إلى معادل سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي مخصوماً منه 5.10 دولار للبرميل.
ورفعت أرامكو سعر خامها العربي الخفيف إلى أوروبا 15 سنتا إلى المتوسط المرجح لخام برنت مخصوما منه 2.45 دولار للبرميل.
ومن جهة أخرى تم اكتشاف عالم داخلي جديد تماماً من المسارات الخفية في تركيبة الصخور الكربونية يجري الآن تحليله من قبل فريق التقييم المتكامل والتكنولوجيا الجديدة لحقل الغوار (جاينت)، وهو فريق تم تشكيله من عدد من إدارات الشركة، ويسعى إلى تحقيق رؤى استشرافية طويلة المدى تساعد على فهم معمق لميكانيكية إنتاج النفط من أكبر حقل نفط في العالم وهو حقل الغوار.
وقد قام فريق الغوار أثناء ورشة عمل جاينت (GIANT) التي أقيمت في الظهران، مؤخراً، باستعراض لأحدث اكتشافاته، وذلك مع مجموعة مكونة من 80 شخصية رئيسة من الإداارات المعنية في الشركة، وقد ألقى كبير مهندسي البترول بالوكالة محمد القحطاني، كلمة جاء فيها: (على نطاق العالم، تحتوي حقول الإنتاج على ضعف الكمية التي انتجت من الزيت إن فهم هذه المسامات الدقيقة سيؤدي إلى استغلال أمثل للموارد الحالية).
كما ألقى قائد فريق جاينت، بول سميث، من إدارة المكامن بمنطقة الأعمال الجنوبية للشركة كلمة قال فيها: (إنه مشروع مثير لقد دخلنا مرحلة جديدة من الاكتشافات) وأضاف: (في محاولة لاستخلاص أكبر قدر ممكن من الزيت من الأصول الحالية في حقل الغوار، فقد تمكنا من فهم خصائص نظام المسامات الدقيقة في الصخرو الكربونية) وقال أيضاً: (إننا نعمل على بناء أدوات لتحويل هذا الفهم إلى ممارسة أعمال جديدة).
يذكر أن مشروع التقييم المتكامل والتكنولوجيا الجديدة لحقل الغوار قد بدأ عام 1999م كجزء من إستراتيجية الشركة طويلة الأمد لتحقيق أعلى كفاءة استخلاص للموارد أما المستشار الجيولوجي في إدارة تحديد خصائص المكامن الدكتور إد كلارك فقد علق قائلاً: (إن مهمة مشروع التقييم المتكامل والتكنولوجيا الجديدة لحقل الغوار هي فهم وتحسين استخلاص الزيت في حقل الغوار).
وقال أيضاً: (وهذا يتطلب فهماً دقيقاً لنظامي المسامات الكلية والجزئية كما بدأنا ندرس إمكانية تطبيق ذلك على الحقول الأخرى).
وقال السيد جيم فونك، وهو خبير أبحاث في مركز الأبحاث المتطورة: (لقد كانت أدوات البحث محدودة في السابق. أما الآن فقد أتاحت لنا التطورات التقنية الجديدة أن ننخرط أكثر داخل النظم متعددة النماذج مقارنة بأي وقت مضى).
وقد ألقى قائد فريق جاينت، بول سميث كلمة ختامية جاء فيها: (إن مشروع التقييم المتكامل والتكنولوجيا الجديدة لحقل الغوار يبحث في عالم جديد بحجم يقل عن 5 ميكرونات مما سيؤدي للتوصل إلى فهم أعمق عن المسارات الخفية في التركيبات وزيادة كفاءة معدلات الاستخلاص).
من جانب آخر أوضح مدير إدارة مركز الأبحاث المتقدمة في أرامكو السعودية الدكتور محمد السقاف أن المركز قام بتطوير أكثر أنظمة محاكاة المكامن تقدما في العالم ويطلق عليه اسم باورز وهو نظام محاكاة مواز لمكامن الزيت والماء والغاز.
وأضاف إننا نعمل على تطوير عملية إنجاز الآبار الذكية المتقدمة من خلال استعمال أجهزة قياس عن بعد لاسلكية للاتصال مع أجهزة تحكم في عمق الآبار، كما نسعى لتطوير أجهزة بالغة الصغر في الحجم لعمل القياسات المتعلقة بالآبار داخل المكامن بالإضافة إلى عدد من التقنيات المتقدمة الأخرى.
في السياق ذاته أجمع المشاركون في الجلسة التي نظمها المجلس الاستشاري الخارجي لمركز اكسبك للأبحاث المتقدمة على مدى يومين واستضافة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (ام أي تي) في مدينة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً وشاركت فيه ارامكو السعودية على أن الطرق والإستراتيجيات الخاصة بتطوير التقنية تعتمد بشكل كبير ليس فقط على الأبحاث العلمية، ولكن كذلك على الموارد البشرية.
وقد أثنى أعضاء المجلس على جهود مركز الأبحاث المتقدمة بأرامكو وأوصوا ان يواصل المركز جهوده للمضي قدماً لاحتلال مستويات جديدة من النجاح بصفته هيئة بحثية ذات مواصفات عالمية.
يشار إلى أن أهم التوصيات الخاصة بالمجلس الاستشاري الخارجي هو التطوير الوظيفي للكوادر البشرية الوطنية الجديدة من خلال (برنامج الباحثين الشباب) واستقطاب علماء ذوي باع طويل وتأسيس برامج تكريم وتطوير وقد تمخض عن الاجتماع شريحة عريضة من الافكار المتعلقة بأبحاث الاستكشاف والإنتاج والتطوير مع تحديد أفضل وأسرع المسارات العلمية لتطبيقها في صناعة الزيت.
