Al Jazirah NewsPaper Friday  31/08/2007 G Issue 12755
رأي الجزيرة
الجمعة 18 شعبان 1428   العدد  12755
خطأ أمريكي جديد

هل يعقل أن التعذيب الذي وقع في سجن أبو غريب بالعراق كان ناتجاً فقط عن سلوكيات فردية من قبل مجموعة جنود ساديين؟. وأنه ليس ممنهجاً وبرعاية كبار الضباط في الجيش الأمريكي؟. الأحكام التي صدرت عن القضاء العسكري الأمريكي تقول ذلك، إذ لم تدن أي ضابط، وحتى ستيفن جوردان الضابط الوحيد المتهم في قضية أبو غريب تمت تبرئته، واكتفت المحكمة بتوجيه اللوم له.

وبعد أكثر من ثلاثة أعوام ونصف العام على نشر صور تظهر المعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب - سيئ السمعة - يعذبون ويجردون من إنسانيتهم وتساء معاملتهم من جانب حراسهم الأمريكيين باستخدام أسوأ أنواع التعذيب، لم يحاكم سوى أحد عشر جندياً فقط وصدرت بحقهم عقوبات أقصاها السجن عشرة أعوام.

الرئيس الأمريكي جورج بوش وصف فضيحة التعذيب في أبو غريب بأنها أكبر خطأ للولايات المتحدة في العراق. ولكن يبدو أن الخطأ الأكبر منه هو عدم إدانة الضباط الكبار المتورطين في هذه القضية، كما أوضح الادعاء العام. هذا عدا عن المجهولين منهم. ولذلك ندد كثير من المثقفين الأمريكيين النزيهين بسير القضاء الأمريكي في هذه القضية. وقد قالت المؤلفة الأمريكية تارا ماكيلفي إن الأشخاص المسؤولين فعلاً عن الانتهاكات وإساءة معاملة معتقلي سجن أبو غريب في بغداد لا زالوا مجهولين، مؤكدة أن انتهاكات مماثلة لا تزال مستمرة وتجري دون مراقبة وفي الخفاء. وهو ما دفعها إلى تأليف كتاب جديد بعنوان (الوحشية: داخل السياسة الأمريكية للتحقيقات السرية والتعذيب في الحرب على الإرهاب) وتسعى من وراء الكتاب إلى الكشف عن الحقيقة وراء فضيحة سجن أبو غريب التي ظهرت إلى العلن عام 2004م.

لقد فقدت أمريكا كثيراً من مصداقيتها بسبب ما يسمى الحرب على الإرهاب، وسجلها حول انتهاك حقوق الإنسان امتلأ حسبما أفادت منظمات حقوق الإنسان الدولية، والسؤال هو: كيف يمكن لأمريكا أن تنادي بحقوق الإنسان وهي ترتكب باسمه أفظع الانتهاكات، فضلاً عن تبرئة المتورطين فيها؟!

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد