لن يكون خبر إلقاء سامي لعصاه عادياً
وإن تظاهر البعض بذلك
ولن يكون اعتزال الأسطورة عادياً
وإن ادعى البعض ذلك
ولن يعدم غيابه عن الميادين الخضر من التأثير
وإن أراد البعض ذلك
سامي بن عبدالله الجابر
هكذا بلا رتوش ولا ألقاب ولا مقدمات
فإبداعه من يزين الرتوش
وإنجازاته هي التي تضيف للألقاب
وتاريخه الحافل هو من يضع المقدمات
سامي الجابر نسيج من الإبداع وحده
تاريخه فقط من يسطع محاكاة تاريخه
وأرقامه وأولوياته صعبة على غيره وإن جدّ في طلبها
وعطاؤه وحضوره يستحق أن يدّرس في اكاديميات الكرة
المبدعون والعظماء في مجالاتهم نادراً ما يتكررون
وسامي واحد منهم
ليس سهلا أن يرحل سامي عن الملاعب التي أحبها وأحبته
أعطاها ومنحته
زرع على أرضها شتلة (فن) سقاها بإبداعه وموهبته
فحصد ذهباً وكؤوساً وألقاباً لا تجارى
وليس سهلا على جماهير عشقت الذئب أن تحرم من هرولته
وأن يتوارى عنها إبداعه ويحجب إمتاعه
سامي رائع في كل شيء
حتى وهو يعلن قراره الصعب (العلقم) بهدوء
ليس بالسهل أن يرحل سامي
لكنها سنة الحياة وهكذا هي.. لا تدوم لأحد
لسامي تلويحة وداع وكلمات شكر
عدد الدقائق التي لعبها مع منتخب بلاده وفريقه
وعدد الإنجازات التي سطرها طوال عشرين عاما
وعدد محبيه الذين يلوكون الحزن بعد أن صدمهم بقراره
سامي نجم جديد أفل
أملنا كل أملنا أن نجده ساطعا في مدار آخر من مدارات الرياضة
التي تنشد المبدعين والمتميزين مثله
لن أقول وداعا يا سامي فقط
ولكن وداعًا يا إبداع سامي وفن سامي وموهبة سامي وأهداف سامي
* * *
ليس غريباً أن نجد بعض الأقلام التي تفرغت للنيل من سامي حتى وهو يعلن الإعتزال، تلك الأقلام تردد عبارات متوارثة حاولت أن تقلل من شأن سامي وأن تثبط من همته وتحبط عزيمته، لكن الذئب ظل على الموعد مع الإبداع دائماً، وكان الرد في كل الأحوال جاهزاً، هذه الأقلام وجدت أن الكتابة عن سامي ولو بصورة سلبية قاتمة أمر من شأنه أن يمنحها الشهرة والحضور فاستغلت الفرصة ولم تكذب خبرا، وصل سامي القمة وظلت هي في القاع تدير محاولات يائسة بقيت على حالها ولم تستفد من كل الدروس طوال عقدين من الزمان، وليتها سمعت الشاعر العربي عندما قال:
(يا ناطح الجبل العالي ليكلمه
أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل)
* * *
سواءً كان اعتزال سامي بقناعته التامة، أو أنه أمر وجد نفسه مجبراً عليه، فإن الاسطورة الكروية قد اتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وفي هذا الصدد لست مع من يرى أنه كان حرياً بسامي أن يواصل مشواره حتى يختمه ببطولة، فالواقع أن سامي حقق البطولات - كل البطولات - بأشكالها ومسمياتها ولم يعد طموحه أن يزيد رصيده الذي لا يقارن ببطولة جديدة، من يبحث عن إنجاز يختم به تاريخه هو من بقي طوال مسيرته بلا إنجازات تذكر ويسعى لأن يكون له ذكر، أما الكبار مثل سامي فذاك أمر لا يعنيهم، وها هو زين الدين زيدان مثلاً يعتزل الكرة بعد أن خسرت فرنسا نهائي 2006م فهل ضره ذلك أو خدش مسيرته أو قلل من شأنه كلاعب لا يختلف عليه اثنان.
* * *
اعتزل النعيمة واعتزل الثنيان وبقي الهلال بطلاً، لا جدال هنا غياب النجوم الكبار أمر له تأثيره على فريقهم لا سيما من الناحية المعنوية، لكن مثل هذه الحوادث لا يمكن أن تهز الفرق الكبيرة، الذين يخافون على الهلال بعد اعتزال سامي يعرفون اللاعب وموهبته جيداً لكن فاتهم تقدير القيمة الحقيقية لفريقه الذي بقي بطلاً طوال تاريخه وسط غياب أجيال وحضور أخرى ووسط تعدد المنافسين أيضاً (تغير كل شيء وبقي الهلال بطلاً).
للتواصل:
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6529» ثم أرسلها إلى الكود 82244
SA656AS@YAHOO.COM
SA656AS@YAHOO.COM