أخيراً أعلن النجم الكبير سامي الجابر توديع الملاعب نهائياً.. ودَّع النجم الكبير وطوى صفحة من تاريخ ناصع البياض خدم خلاله كرة بلاده وحقق العديد من الإنجازات والألقاب وساهم مساهمة مباشرة في قيادة جيل كامل من أجيال كرة القدم السعودية نحو العديد من الإنجازات..
سامي الجابر أسطورة حقيقية من أساطير كرة القدم السعودية.. حيث النجومية والتألق، ومدرسة مستقلة في الأخلاق والتضحية والعطاء.. سامي لم يكن فقط لاعب كرة قدم.. بل كان إنساناً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إنساناً متميزاً بعطائه وأخلاقه وتضحياته ونموذجاً جميلاً للصبر والنجاح والتفوق مجاوزاً كل المعوقات التي اعترت مسيرته الرياضية بمختلف أشكالها.
ودَّع سامي الملاعب واتَّخذ القرار الصعب.. لكنه ودَّع بعد أن ترك بصمة واضحة في الكرة السعودية كان خلالها نموذجاً فريداً للاعب كرة القدم الحقيقي بموهبته وثقافته وقدرته على النجاح متى أراد ذلك..
الجماهير السعودية بمختلف أطيافها لا يمكن أن تنسى ما قدمه سامي وما صنعه لنفسه من مجد ومكانة على المستوى الدولي حتى بات سفيراً حقيقياً للكرة والرياضة السعودية بشكل عام.
إن تجربة سامي الجابر في الملاعب لا يمكن أن تمرَّ مرور الكرام، فقد كان علامة فارقة في الكرة السعودية ونموذجاً رائعاً للاعب السعودي الذي خدم وطنه وبلاده بكل إخلاص وتضحية.. ولذلك فإن مثل هذه التجربة لن تمرَّ مرور الكرام دون تقدير أو تكريم، وهو ما سيفعله الهلاليون بالتأكيد لنجم الكرة السعودية الأول وأفضل لاعب على تاريخها.. وبالتأكيد فإن مهرجان التكريم المنتظر قد يكون الأعظم الذي يتم إقامته للاعب عربي نظراً لما لسامي من دور كبير في تطور الكرة السعودية خلال عشرين عاماً شارك خلالها النجم الكبير في كل الإنجازات السعودية.
ونحن إذ نودع النجم الرائع فإننا نتمنى أن يكون هذا الاعتزال بداية جديدة لمرحلة أخرى يخوض خلالها سامي تجربة جديدة على المستوى الفني أو الإداري وخصوصاً القيادي.. فهذا النجم الكبير وأمثاله هم أولى من يتصدى للمرحلة المقبلة فكراً وقيادة وتواجداً لتظل تجربة هذا النجم الكبير حاضرة لأطول فترة ممكنة أمام الجيل الجديد من الرياضيين.. فوداعاً سامي اللاعب لكننا لن نتخلى عنك نجماً كبيراً في شتى المجالات الرياضية.
الأولمبي في مفترق الطرق
** بعد مباراتنا أمام أستراليا في الدمام وهي المباراة الأولى التي قادها الجهاز الفني الوطني الجديد برئاسة الجعيثن طالبت بالتحرك بسرعة لتوفير جهاز فني كفؤ يقود الأولمبي في المرحلة القادمة الأصعب والأهم في الطريق نحو بكين.. لكن للأسف خدعتنا النتائج وفضلنا الاستمرار بالمدرب الوطني في مغامرة غير محسوبة النتائج..
بعد ذلك تابعنا التخبط الفني للأخضر والتردد في إبعاد وضم اللاعبين وتغيير هيكل الفريق باستمرار حتى قبل أيام من التصفيات النهائية.. فبدأنا التصفيات بتشكيل ونحن الآن أمام تشكيل آخر بالتغيير المستمر في العناصر دون مبرر فني صحيح.
وجاءت مباراة قطر لتكشف لنا أن المرحلة الإعدادية للأخضر بما حملته من تجارب متواضعة كانت هدراً للوقت ولم يستفد منها منتخبنا بالشكل المطلوب.. فالمباريات الإعدادية المتواضعة كسبها منتخبنا بنتائج كبيرة لم تعكس قوة الأخضر بقدر ما كشفت ضعف المنافسين وتواضع اللقاءات الودية لتأتي مباراة قطر ويقدم خلالها منتبخنا أداءً باهتاً لا يحمل أي فكر فني أو هوية واضحة أو استفادة حقيقية من الفترة الطويلة التي أمضاها في الإعداد.
ولذلك فنحن نتحمل أي إخفاق سيحدث -لا سمح الله- بالتهاون في إعداد المنتخب وعدم دعمه بجهاز فني قدير واستبعاد أبرز النجوم لأسباب غير معروفة..
ولأن الأمل ما زال قائماً فلا بد من التحرك قبل فوات الأوان وتدارك الأمر بالاستفادة من مدرب المنتخب الأول السيد أنجوس ودعم الجهاز الفني للاستفادة من خبرته وتوجيه العمل الفني نحو الطريق الصحيح قبل أن نخسر فعلياً التأهل وعندها سنكون أخطأنا تجاه جيل جيد من اللاعبين يمكن أن يحققوا نتائج أفضل لو تم إعدادهم بشكل أفضل ودعمهم بجهاز فني جيد.
فهناك عناصر عديدة تلعب مع أنديتها أفضل وبكثير من اختيارات السيد الجعيثن الذي جرد المنتخب من كل عناصر القوة فيه وجعله منتخباً عادياً يفتقد لقوته الضاربة هجومياً معتمداً على عناصر لا وجود لها في خارطة فرقها.. فكيف ننتظر منها قيادة الأخضر نحو بكين وهي تفتقد للقدرة على ذلك ومدربها لا يملك ما يضيفه لها في ظل تواضع ونقص خبرته وتجربته في مثل هذه اللقاءات الدولية..!
إيقافات لجنة الحكام
* أوقفت لجنة الحكام الحكم الدولي ممدوح المرداس.. وهي بذلك كالأعمى الذي يقود ضريراً.. فالمشكلة الحقيقية ليست في المرداس، فهذا الحكم ثبت من المواسم السابقة أنه لا يمكن أن يتقدم خطوة واحدة وهو يرتكب الأخطاء في كل المباريات التي يقودها.. ومعظم هذه الأخطاء يرتكبها لمصلحة أطراف محددة لو كان لدى اللجنة المعرفة والفطنة والمتابعة لأدركتها وأدركت أسبابها.. لكن هذه اللجنة تتعامى عن كل ما هو ظاهر لديها وتواصل تكرار الأخطاء نفسها.. ولعل في تكليفها للحكم علي المطلق لأربع مباريات متتالية لمصلحة نادي الاتحاد ما يكشف الخلل الحقيقي الذي تعيشه ووضعت حكامها فيه.. فعلى ما يبدو أنها تخضع لضغوط معينة في مباريات الاتحاد وتضع الحكام المفضلين للاتحاد في مبارياته لتتحمل هي وزر أخطائهم في حين كان يمكن العمل باستقلالية وبعيداً عن الشبهات بالاعتماد على الحكام الأكفاء والأقوى وتضعهم في الواجهة بدلاً من هذا الخضوع وما يتبعه من مشاكل.. فهناك حكام مشهود لهم بالقوة والاستقلالية ومثل مطرف القحطاني والكثيري وجلال لا يعنيهم الاتحاد أو غيره وهم قادرون على قيادة أي مباراة دون مؤثرات.. بينما نتابع هذا السقوط المتكرر لأسماء محددة في مباريات الاتحاد دون أن تنجح اللجنة من تجاوز هذا المأزق!!
لمسات
* بداية جيدة للدوري هذا العام.. من حيث جاهزية الفرق وارتفاع المستويات والمنافسة والحضور الجماهيري، وهذه أولى فوائد العودة لنظام الدوري المعتاد.
* في الهلال الحارس العملاق محمد الدعيع بدون مدرب وهناك عناصر واعدة في الحراسة الهلالية تعيش الإهمال إما بالتهميش أو بالمجاملة لعناصر منتهية.. وقمة الإهمال عدم توفير مدرب حراس قدير من الجنسية العربية لتطوير هؤلاء الحراس وصقلهم وإعدادهم لخلافة الدعيع!!
* في مقال سابق قلت إن أمل الهلاليين هو في قدرات مدربهم ودولييهم.. وهذا ما أثبتته المباريات الماضية حيث وفق الهلاليون بمدرب ممتاز وطموح سيكون هو العلامة الفارقة في الهلال هذا الموسم.
* محترف النصر الجديد البرازيلي التون أشبه بأداء المهرجين الذين يتلاعبون بالكرة بشكل مذهل دون جدوى.. فهذا اللاعب يملك قدرات خارقة في التلاعب بالكرة في مكانه ودون فائدة للفريق أو جدوى فنية.. ففي لقاء الشباب لم يمرر أو يسدد أو يستخلص كرة وكل ما فعله عبارة عن تهريج بالكرة لا أقل ولا أكثر!!