Al Jazirah NewsPaper Monday  27/08/2007 G Issue 12751
رأي الجزيرة
الأثنين 14 شعبان 1428   العدد  12751
إسرائيل تتقرب للضفة ريثما تلتهم غزة

يبدو أن التصعيد هو سيد الموقف في فلسطين، إذ كان ذلك على صعيد العلاقات الفلسطينية الفلسطينية أو فيما يتصل بالحرب العدوانية الإسرائيلية الشرسة التي لا تتوقف.. إسرائيل تتقرب للضفة ريثما تلتهم غزة، وفي المقابل لا يبدو أن فكرة مؤتمر الخريف التي دعا إليها الرئيس الأمريكي تفرز ذلك الزخم الذي من شأنه تهدئة الأوضاع والنفوس استعداداً لما يمكن أن يكون عملية للسلام، وذلك بسبب الغموض الشديد الذي يلف هذا المؤتمر، وفي ظل غياب أجندة واضحة له، وما زاد الأمر سوءاً أن هناك في واشنطن من يتحدث عن ندوة وليس مؤتمراً للسلام بالمعنى المفهوم للسلام..

وذلك يعني أننا إزاء فراغ سياسي مع انعدام واضح لفرص التسوية الحقيقية، وفي الوقت ذاته انفتاح الأبواب على مصاريعها أمام المزيد من التصعيد الذي يعني تحديداً زيادة الهجمة الإسرائيلية أكثر مما هو حادث الآن وسط (سيناريوهات) إسرائيلية متتالية عن تصورات لاجتياح غزة، وهنا تحديداً تلعب إسرائيل على ورقة التناقضات والصراعات الفلسطينية الفلسطينية التي تقدم لإسرائيل، وعلى طبق من ذهب، كل ما تشتهيه، فالانقسام الحادث في الصف الفلسطيني يجعل في كثير من الأحيان الفظائع الإسرائيلية وكأنها لا تعني قسماً من الفلسطينيين، بل هناك من ينظر لما يحدث من اعتداءات على أنه تحجيم لا بأس به لقدرات الجانب المناوئ..

ووسط هذه الأجواء السلبية، ثمة من يدرك الهوة الفظيعة التي يتردى إليها العمل الفلسطيني المشترك، وخصوصاً أن إسرائيل تغتنم فرصة الانقسام للتقدم بمشروعاتها المبتسرة للسلام، وبما يحقق لها السيطرة على معظم الضفة الغربية، فالإسرائيليون يتحدثون حالياً عن دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، وفي تصورهم أنه بالإمكان تحقيق ذلك مع طرف فلسطيني دون الأطراف الأخرى، وقد فعلت السلطة الفلسطينية في رام الله حسناً عندما أعلنت بوضوح عدم موافقتها على مثل هذا التصور..

وسيكون من المهم أن يسعى أولئك الموجودون في رام الله وفي غزة إلى تجاوز فصول هذه القطيعة الخطرة، وعليهم أن يدركوا أن إسرائيل ستلتهم الجميع الواحد بعد الآخر إن هم ظلوا مشتتين بهذه الصورة التي تغري فقط للقضاء عليهم جميعاً.

فهذا الانقسام هو الذي يجعل إسرائيل تتجرأ وتتحدث عن مشروعات للتسوية لا تلبي الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية، وقد تتجرأ إسرائيل أكثر من ذلك إن ظلت الحالة السلبية الفلسطينية على ما هي عليه، إذ من الواضح أن هناك القليل فقط الذي يبذل لإعادة اللحمة الفلسطينية؛ ما يعني أن الفرصة ستكون لمزيد من الانقسام بكل تداعياته الكارثية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد