أصابت وزارة التربية والتعليم قلب الهدف حين شددت على كافة المعلمين المعينين على وظائف تعليمية بإجراء الفحص الطبي والإكلينيكي الخاص بتعاطي المخدارات والمسكرات، أو الإصابة بأمراض وفيروسات خطيرة قبل إنهاء التعيين بشكل كامل؛ ذلك أن هذه الخطوة سوف تلعب دوراً مهماً في تنقية وغربلة الجو الدراسي ومهنة التعليم من آفة تعاطي الموثرات العقلية التي لايقبل عليها عقل سليم..
إن من وقع في براثنها قد لا يكون كفؤاً لتحمل أعباء وشرف مهنة التعليم المجيدة, فالمعلم هو بمثابة الأمين والمؤتمن على النشء وأبناء المجتمع وهو المخول بتكوين تلك اللبنة الجاهزة للتشكيل والقابلة للتاثير والتأثر بسلوكيات الغير. والتربويون هم عماد التنشئة الاجتماعية وأساس التكوين الشخصي للفئة العمرية الحساسة التي يتوقف عليها مستقبل البلاد الاجتماعي ويجب أن تعد بشكل جيد لحمل لواء التنمية والعطاء في مستقبل الأيام.
آفة المخدارات ظاهرة عالمية والمجتمع السعودي يعاني منها كغيره من المجتمعات الأخرى، وقد حد اشتراط التحاليل الطبية لها في قواعد التوظيف من توسعها نسبياً بين الكوادر العاملة, وبما اننا هنا نشيد بقرار وزارة التربية والتعليم فإن الامر يجنح بنا في التفاؤل للمطالبة بتخصيص مادة أو فصل في كتاب ومقرر أي مادة تراها الوزارة لتوعية النشء بضرر هذه الآفة العالمية وخطورتها على الإنسان وحياتة ومسيرة عمره الصحية , فدق ناقوس الخطر لدى الشباب في المراحل العمرية الأولى ولدى تفتق ذهنياتهم الغضة سيجعل هذا التحذير ملازما لهم طيلة حياتهم، وخصوصاً في المراحل الابتدائية من الدراسة, فجميعنا يذكر دروس العلوم وقواعد الرياضيات وغيرها التي استقبلها العقل الطفولي ونقشت بديهياتها عليه في الصغر كما ينقش على الحجر، وما أجمل ذلك إذا قرنت تلك الدروس الابتدائية بتوعية اكاديمية الطرح عن آفة المخدارات وأثرها على المجتمع والفرد, ويراعى فيها حجم عقلية المتلقي وفئتة العمرية.