محاضرة أعدها: تركي بن سهو بن نزال العتيبي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير المرسلين:
فبناء على دعوة كريمة للمشاركة في المؤتمر الدولي الذي يحمل عنواناً هو:(مكانة أوزبكستان في تطور الحضارة الإسلامية للعام2007م) في مدينة طشقند في يومي الرابع عشر والخامس عشر من شهر أغسطس لعام 2007م. عزمت على المشاركة بهذا العمل الذي عرّفت فيه بعدد من علماء الشاش، وجعلته محصوراً في بعض المتقدمين ممن أثروا المعرفة الحضارة الإسلامية.
لقد كان لبلاد ما وراء النهر أثر كبير، لا يخفى على أحد في المعرفة والعلم، ففيها الشاش وبخارى وسمرقند وفرغانة وميرغلان وعدد من مدن العلم التي شهرت شهرة أعلامها المنتمين إليها.
وهناك أسباب كثيرة جعلتني أهتبل هذه الفرصة السانحة للحديث عن علماء طاشكند (شاش) منها:
أولاً: كثرة الرحلة من شاش وإليها، فقد رحل منها علماء أجلاء تصدروا للتدريس في بغداد ودمشق ومكة والمدينة والقاهرة واليمن.
ثانياً: كانت الشاش على مذهب أبي حنيفة حتى أدارها القفال الشاشي - رحمه الله تعالى - إلى الفقه الشافعي، وكان للشاشيين نصيب كبير في الفقه وأصوله، بل خالفوا المذهب الشافعي في مسائل مهمة.
ثالثاً: ضرب عدد من علماء شاش المثل في الورع والتقوى في مجال القضاء، فمنهم من تولى القضاء في بغداد والقاهرة، ومنهم من لم يأخذ على القضاء أجراً، وكان مثالاً للقوة في الحق والصرامة فيه.
وهناك أمور كثيرة ظهرت في العمل دليل على أهمية طاشكند (الشاش) في الحضارة الإسلامية، وهي دليل على المكانة لهذه البلاد في الحضارة الإسلامية، ولذا وجعلت عنوان هذا العمل: (علماء طاشكند (الشاشيون) في الحضارة الإسلامية حتى نهاية القرن الثامن الهجري).
أسأل الله العلي القدير أن يكون مقدمة لعمل أوسع، ومشروع أكبر. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
التمهيد:
عرفت طاشكند قديماً باسم (شاش) وإليها نسب كثير من العلماء المتقدِّمين المبرزين في مختلف العلوم الإسلامية، وكانوا واجهة من واجهات الحضارة الإسلامية الرائدة في ذلك الوقت، وكان أثرهم بارزاً، وجهدهم في العلم رائداً، رحلوا من الشاش وإليها، وكانوا عدداً غير قليل، حفِظَتْ جهودُهم، ووصلَت آثارُهم، وانتفع الناسُ بعلومِهم، وجابوا الأرض مغرِبين باتجاه عواصم الإسلام آنذاك، فرحلوا إلى بغداد ومكة والمدينة ودمشق ومصر، وتصدروا للإقراء والتعليم، ووصلوا إلى مناصب القضاء، فحكموا بين الناس، ونشروا المذهب الحنفي في أول الأمر، ثم نشروا المذهب الشافعيَّ، وصاروا روَّاداً للعلم، ومنارات هدىً، إنهم الشاشيون المتقدِّمون، نسبة للشاش التي كانت مصدراً للعلم، وموئلاً للعلماء، وردها طلاب علمٍ وحديث وسنة وفقه، حتى قال عنها ياقوت الحموي: (بالري قرية، يقال لها: شاش، النسبة إليها قليلة، ولكن الشاش التي خرج منها العلماء ونسب إليها خلقٌ من الرواةِ والفصحاء فهي بما وراء النهر، ثم ما وراء نهر سيحون)(1).
والحمويُّ يقصد طاشكند (طشقند) التي أسهمت في وقت مبكر من تاريخ الأمة الإسلامية إسهاماً كبيراً في الفقه وأصوله والسنة وعلومها والتاريخ والأدب واللغة، وبرز منها علماء أجلاء، ولهم مصنفات تأصيلية في مجالها، فعرف أصول الشاشي، وعرف تفسير ابن حميد برواية الشاشي، ومن هذا الطريق الوحيد روي، ولا يعرف له طريق سواه، ولهم باع في الحديث وروايته، والفقه الحنفي ابتداء، والفقه الشافعي الذي قام به القفال الشاشي الشافعي - رحمه الله تعالى -.
ومن هنا حرصت على أن أعرّف بعدد من العلماء الذين وصفوا بأنهم شاشيون، بما يعطي صورة واضحة عن جهود علماء مدينة شاش وأهلها في خدمة العلم، وحفظ جهود علمائها الذين دوَّنت كتب التاريخ سيرهم العاطرة، وتاريخهم المضيء المشرق.
ويعود سبب حصري له بشاش إلى أمرين أولهما: الإشارة إلى التاريخ الأول الرائع لهذه المدينة، وثانيهما: ضبط الموضوع في مجال محدود لئلا يطول فيخرج عن هدف الاحتفاء بمدينة طشقند.
التمهيد:
مدينة شاش مدينة جميلة، ذات بهاء ورواء، لها تاريخ يعبق بالعلم، ويزهو بمفاخر دونها التاريخ حتى اليوم، إنها مدينة طشقند المعروفة الآن، والتي هي عاصمة أوزبكستان، والمعروف لا يعرف - كما يقولون - لكن التوثيق يقتضي العزو والنسبة، فمن أسند برئ من التبعة، جاء في موسوعة ويكيبيديا ما نصه: (طشقند: عاصمة أوزبكستان. كانت محطة على طريق الحرير. مع سقوط الامبراطورية القيصرية في إبريل 1918م، أصبحت طشقند عاصمة جمهورية تركستان المستقلة ذاتياًّ السوفيتية الاشتراكية).
ثم أشارت الموسوعة إلى ثورة بسمشتي بما نصه: (وثورة بسمشتي انهارت جمهورية تركستان، ولتصبح طشقند مدينة ضمن الجمهورية الأوزبكية حتى عام 1930م، عندما حلت محل سمرقند كعاصمة للجمهورية الأوزبكية).(2).
هذه المدينة التي تمثل في الوقت عاصمة لأوزبكستان دخلها الإسلام - بفضل الله سبحانه وتعالى - في وقت مبكر من التاريخ الإسلامي، فقد ذكر المؤرخون أن قتيبة بن مسلم الباهلي بعد فتح بخارى وسمرقند أرسل جزءاً من جيشه لفتح شاش، وتم فتحها سنة أربع وتسعين من الهجرة النبوية(3).
لقد وصف المتقدمون أرض الشاش، وذكروا أبنيتها ودورها، والمدن التي تتصل بها فقالوا عنها: (والشاش (تقع) في أرض سهلة، ليس في هذه العمارة المتصلة جبل ولا أرض مرتفعة، وهي أكبر ثغر في وجه الترك، وأبنيتهم واسعة من طينٍ، وعامةُ دورهم يجري فيها الماء، وهي كلُّها مستترة بالخضرة من أنزه بلاد ما وراء النهر،.... ولها مدن كثيرة)(4).
وجاء في تحديد مكانها ما نقله ياقوت فقال: (وقال بطليموس: مدينة الشاش طولها مائة وأربع وعشرون درجة، وعرضها خمس وأربعون درجة، وهي في الإقليم السادس، وهي على رأس الإقليم عن اثنتين وعشرين درجة من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي)(5).
ونقل ياقوت عن الإصطخري وصفها بقوله: (قال الإصطخري: فأما الشاش وإيلاق فمتصلتا العمل لا فرق بينهما، ومقدار عرضة الشاش مسيرة يومين في ثلاثة، وليس بخراسان وما وراء النهر إقليم على مقدار من المساحة أكثر مناير منها، ولا أوفر قرى وعمارة).(6).?
هذه هي الشاش المعروفة الآن باسم طشقند، وقد جاءت النسبة إليها معرفة بعدد غير قليل من أهلها، أو ممن سكنها ممن ليس من أهلها، وعرف باسم الشاشي، ومن هؤلاء الفقهاء والقضاة والمحدثون وعلماء أصول الفقه والأدب والشعر والنحو واللغة، فكثرت مصنفاته، ورزقت بعضها القبول، وتلقفها أبناء العالم الإسلامي بالتعليم والقراءة والشرح والتفصيل، ومن هؤلاء العلماء أمثلة يحتذى بها، ومنهم(7):
1- إبراهيم بن خزيم (خريم) الشاشي:
إبراهيم بن خزيم بن قمير بن خاقان (وقيل: ماهان) المحدث الصدوق أبو إسحاق الشاشي المروزي الأصل.
شيوخه:
سمع من عبد بن حميد تفسيره ومسنده في سنة تسع وأربعين ومائتين. وحدث بهما وطال عمره.
تلاميذه:
حدث عنه أبو حاتم بن حبان، وعبدالله بن أحمد بن حمويه السرخسي وغيرهما.
وسماع ابن حمويه منه بالشاش مدينة من مدائن الترك، وكان ذلك في سنة ثماني عشرة وثلاث مئة في شعبان(8).
قال الذهبي: (ولم تبلغنا وفاة ابن خزيم، ولا شيء من سيرته، وهو في عداد الثقات، ومن أبناء التسعين رحمه الله).(9).
2- أحمد بن عبدالله الشاشي:
أحمد بن عبدالله بن محمد بن أحمد أبو نصر الشاشي، أبو نصر بن أبي محمد بن الإمام أبي بكر.
تفقَّه على أبي الحسن بن الخلّ، وسمع منه ومن أبي الوقت عبدالأول بن عيسى.
مات يوم الجمعة ثامن عشر شوال سنة ست وسبعين وخمسمائة(10).
3- أحمد بن محمد بن إسحاق نظام الدين الشاشي (344هـ)
أحمد بن محمد بن إسحاق، نظام الدين، الفقيه الحنفي، المتوفى سنة 344هـ.
وهو من تلاميذ أبي الحسن الكرخي، أثنى عليه، وقال: ما جاءنا أحد أحفظ من أبي علي، سكن الشاشي بغداد، ودرس بها.
وهو أحد الأشخاص الذين نسب إليهم كتاب أصول الشاشي، وهو من كتب أصول الفقه المعتبرة، انتفع الناس بهذا الكتاب، وتولوا تدريسه في عدد من البلدان، كما سوف أعرِّف به في آخر التطواف.
4- أحمد بن محمد بن أحمد الشاشي (529هـ)
وهو أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر ؛ أبو المظفر، ابن فخر الإسلام أبي بكر الشاشي.
تفقَّه على أبيه، وسمع من أبي عبدالله بن طلحة، وروى عنه أبو بكر بن كامل، والحافظ بن عساكر، وهو ممن أفتى مع أبيه وأضراب أبيه، مما يدلُّ على جلالة قدره، وعلو شأنه في العلم.
توفي يوم الجمعة عاشر رجب سنة تسع وعشرين وخمسمائة، ببغداد، ودفن في داره عند جامع القصر(11).
5- إدريس بن حمزة:... - 504هـ.
أبو الحسن إدريس بن حمزة الشاشي الرملي العثماني، أحد فحول المناظرين عن مذهب الشافعي.
شيوخه:
تفقه أولاً على نصر بن إبراهيم.
ثم ببغداد على أبي إسحاق الشيرازي.
ودخل خراسان حتى وصل إلى ما وراء النهر، وأقام بسمرقند ودرس بمدرستها إلى أن توفي في هذه السنة 504هـ(12).
6- إسحاق بن إبراهيم السمرقندي شيخ أصحاب أبي حنيفة (325هـ):
أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الخراساني الشاشي ؛ فقيه الحنفية في زمانه، انتقل إلى مصر وولي القضاء في بعض أعمالها، وتوفي بها، قال الزركلي: (له أصول الفقه؛ يعرف بأصول الشاشي)(13).
7- حاتم بن الحسن بن الفتح أبو سعيد الشاشي.
حاتم بن عبدة بن موسى أبو سعيد الشاشي.
يروى عن على بن حجر.
توفي يوم الجمعة ودفن يوم السبت في شهر شعبان سنة إحدى وتسعين ومائتين(14).
8- الحسن بن صاحب بن حميد أبو علي الشاشي (314هـ):
الإمام الحافظ الجوال أبو علي الحسن بن صاحب بن حميد الشاشي.
شيوخه:
سمع علي بن خشرم، وأبا زرعة الرازي، وابن وارة، ومحمد بن عوف الطائي، وإسحاق الدبري، ويونس بن إبراهيم العدني، وطبقتهم، بخراسان والعراق والشام والحرمين واليمن ومصر.
تلاميذه:
حدث عنه أبو علي النيسابوري، ومحمد بن علي القفال الشاشي، وأبو بكر الجعابي وأبو الحسين بن المظفر وآخرون.
وثقه الخطيب وقال توفي سنة أربع عشرة وثلاثمائة وهو في عشر الثمانين.
قال الذهبي: أخبرنا الحسن بن علي حدثنا جعفر الهمداني أخبرنا السلفي أخبرنا إسماعيل بن عبدالجبار أخبرنا أبو يعلى الخليلي حدثني أبو حاتم محمد بن عبدالواحد الحافظ أخبرنا أبو بكر محمد بن علي القفال حدثنا الحسن بن صاحب الشاشي أخبرنا يونس بن إبراهيم بعدن حدثنا عبدالحميد بن صالح حدثنا صالح بن عبدالجبار الحضرمي حدثني محمد بن عبدالرحمن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: تعلموا الشعر فإن فيه حكماً وأمثالاً. هذا حديث واهي الإسناد(15).
قال ابن الجوزي في المنتظم عمن توفي في سنة ثلاثمائة وأربع عشرة: (الحسن بن صاحب بن حميد أبو علي الشاشي أحد الرحالين كتب ببلاد خراسان والجبال والعراق والحجاز والشام، وقدم بغداد في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة فحدث بها علي بن خشرم وإسحاق بن منصور وأبي زرعة وغيرهم روى عنه أبو بكر الجعابي وابن المظفر. وكان ثقة توفي بالشاش في هذه السنة?).
وقال الذهبي: (الحسن بن صاحب بن حميد الحافظ أبو علي الشاشي، ذكره صاحب الإرشاد فقال: حافظٌ كبيرٌ مذكورٌ، كتب عن شيوخ خراسان، وارتحل إلى العراق والشام ومصر سمع علي بن خشرم ومحمد بن عوف الطائي وأبا زرعة الرازي وإسحاق الدبري وطبقتهم، روى عنه مثل أبي علي الحافظ ومحمد بن علي بن إسماعيل الشاشي القفال، وأبو بكر الجعابي وابن المظفر.
أخبرنا الحسن بن علي نا جعفر بن منير، نا أبو طاهر السلفي، نا إسماعيل بن عبدالجبار، نا أبو يعلى الخليلي حدثني أبو حاتم محمد بن عبد الواحد الحافظ انا أبو بكر محمد بن علي القفال نا الحسن بن صاحب الشاشي نا يونس بن إبراهيم بعدن نا عبد الحميد بن صالح نا صالح بن عبد الجبار الحضرمي حدثني محمد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه عن بن عمر قال: قال رسول الله: تعلموا الشعر فإن فيه حكما وأمثالا. هذا حديث منكر غريب، والشاشي وثقه الخطيب وقال توفي سنة أربع عشرة وثلاث مائة ويقع حديثه في الغيلانيات عالياً(16).
9 - سعد بن عبد الله بن أبى عرابة الشاشي:
أبو مسعود يروى عن علي بن حجر وقتيبة بن سعيد روى عنه أهل بلده مات سنة تسع وأربعين ومائتين(17).
10- سلم بن أبى عرابة أبو سعيد الشاشي.
أخو عبد الله بن أبى عرابة يروى عن يزيد بن هارون روى عنه أهل بلده مات في نيف وأربعين ومائتين(18).
11- عمر بن عبد الله بن أبى عرابة الشاشي يروى عن على بن حجر السعدي روى عنه أهل بلده مات سنة ثمان وخمسين ومائتين(19).
12- عيسى بن سالم الشاشي:
عيسى بن سالم الشاشي، من أهل الشاش، كنيته أبو سعيد.
حدث ببغداد يروى عن عبيد الله بن عمرو حدثنا عنه أبو يعلى(20).
قال ابن الجوزي: قدم بغداد وحدث بها عن ابن المبارك روى عنه البغوي، وكان ثقة وتوفي بطريق حلوان في هذه السنة وكان من المحدثين الفقهاء(21).
13- المؤمل بن مسرور الشاشي:
المؤمل بن مسرور بن أبي سهل بن مأمون الشاشي، الشيخ الصالح أبو الرجاء المأموني.
من أهل شاش، كانت ولادته قبل الأربعين والأربعمائة، وسكن مرو إلى حين وفاته.
أخذ عن أبي الخطاب الطبري، وأبي بكر محمد بن علي الشاشي، وأبي عبدالله محمد بن أحمد الرقي وغيرهم.
توفي بمرو ليلة الأربعاء لثلاث بقين من ذي الحجة، سنة سبع عشرة وخمسمائة(22).
14- محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر الشاشي التركي (429- 507هـ)
أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر، فخر الإسلام، تولى التدريس بالمدرسة النظامية في بغداد سنة 504هـ.
توفي ببغداد سنة سبع وخمسمائة، وله ثمان وسبعون.
له حلية العلماء في معرفة مذاهب الفقهاء، يعرف بالمستظهري ؛ صنفه للإمام المستظهر بالله، والمعتمد؛ شرح له.
والشافي شرح مختصر المزني.
والعمدة في فروع الشافعية(23).
قال عنه الذهبي: (الإمام العلامة شيخ الشافعية فقيه العصر فخر الإسلام أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر الشاشي التركي مصنف المستظهري في المذهب وغير ذلك، مولده بميا فارقين في سنة تسع وعشرين وأربعمائة وتفقه بها على قاضيها أبي منصور الطوسي والإمام محمد بن بيان الكازروني ثم قدم بغداد ولازم أبا إسحاق وصار معيده وقرأ كتاب الشامل على مؤلفه.
وروى عن الكازروني شيخه وعن ثابت بن أبي القاسم الخياط وأبي بكر الخطيب وهياج بن عبيد المجاور وعدة وانتهت إليه رئاسة المذهب، وتخرج به الأصحاب ببغداد وصنف كتابه الحلية فيه اختلاف العلماء وهو الكتاب الملقب بالمستظهري؛ لأنه صنفه للخليفة المستظهر بالله وولي تدريس النظامية بعد الغزالي وصرف، ثم وليها بعد إلكيا الهراسي سنة أربع وخمسمائة ودرس أيضاً بمدرسة تاج الملك وزير السلطان ملكشاه.
حدث عنه أبو المعمر الأزجي وعلي بن أحمد اليزدي وأبو بكر ابن النقور وأبو طاهر السلفي وفخر النساء شهدة.
مات في شوال سنة سبع وخمسمائة ودفن إلى جنب شيخه أبي إسحاق الشيرازي وقيل دفن معه.
وقع لي من حديثه، قال أبو القاسم يوسف الزنجاني كان أبو بكر الشاشي يتفقه معنا وكان يسمى الجنيد لدينه وورعه وزهده رحمه الله تعالى(24).
15- محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي الشافعي (291- 365هـ)
وفيها الشاشي القفال الكبير أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل الفقيه الشافعي صاحب المصنفات رحل إلى العراق والشام وخراسان. قال الحاكم: كان أعلم أهل ما وراء النهر بالأصول وأكثرهم رحلة في الحديث، سمع ابن جرير الطبري وابن خزيمة وطبقتهما
قلت هو صاحب وجه في المذهب، قال الحليمي كان شيخنا القفال أعلم من لقيته من علماء عصره (العبر في أخبار من غبر 2- 345)
محمد بن علي بن إسماعيل الشاشي الشافعي القفال الكبير، إمام وقته، بما وراء النهر، وصاحب التصانيف.
قال الحاكم: كان أعلم أهل ما وراء النهر بالأصول، وأكثرهم رحلة في طلب الحديث.
سمع أبا بكر بن خزيمة، وابن جرير الطبري، وعبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبا القاسم البغوي، وأبا عروبة الحراني، وطبقتهم.
قال الشيخ أبو إسحاق في (الطبقات) توفي سنة ست وثلاثين.. فهذا وهم بين، وقد أرخ وفاته الحاكم في آخر سنة خمس وستين وثلاث مائة بالشاش. وكذا ورخه أبو سعد السمعاني، وزاد أنه ولد في سنة إحدى وتسعين ومائتين وذكر أبو إسحاق أنه تفقه على ابن سريج، وهذا وهم آخر.
مات ابن سريج قبل قدوم القفال بثلاث سنين. قال: وله مصنفات كثيرة ليس لأحد مثلها، وهو أول من صنف الجدل الحسن من الفقهاء، وله كتاب في أصول الفقه، وله (شرح الرسالة ) وعنه انتشر فقه الشافعي بما وراء النهر.
قلت: من غرائب وجوهه في (الروضة): أن للمريض الجمع بين الصلاتين. ومنها أنه استحب للكبير أن يعق عن نفسه، وقد قال الشافعي: لا يعق عن كبير.
وحدث عنه: ابن منده، والحاكم، والسلمي، وأبو عبد الله الحليمي، وأبو نصر بن قتادة، وابنه القاسم الذي صنف (التقريب) وهو كتاب مفيد قليل الوقوع، ينقل منه صاحب (النهاية (إمام الحرمين، وصاحب (الوسيط) في (كتاب الرهن)، فوهم وسماه أبا القاسم.
قال السمعاني: وصنف أبو بكر كتاب (دلائل النبوة)، وكتاب (محاسن الشريعة).
وقال الحليمي: كان شيخنا القفال أعلم من لقيته من علماء عصره.
قال الشيخ محيي الدين النواوي: إذا ذكر القفال الشاشي، فالمراد هو، وإذا قيل: القفال المروزي، فهو القفال الصغير الذي كان بعد الأربعمائة، قال: ثم إن الشاشي يتكرر ذكره في التفسير والحديث والأصول والكلام.
وأما المروزي فيتكرر في الفقهيات. قال أبو الحسن الصفار: سمعت أبا سهل الصعلوكي، وسئل عن تفسير أبي بكر القفال، فقال: قدسه من وجه، ودنسه من وجه، أي: دنسه من جهة نصره للاعتزال. قلت: قد مر موته، والكمال عزيز، وإنما يمدح العالم بكثرة ماله من الفضائل، فلا تدفن المحاسن لورطة، ولعله رجع عنها. وقد يغفر له باستفراغه الوسع في طلب الحق ولا قوة إلا بالله، قال أبو بكر البيهقي في (شعب الإيمان): أنشدنا أبو نصر بن قتادة، أنشدنا أبو بكر القفال:
أوسع رحلي على من نزل...
وزادي مباح على من أكل
نقدم حاضر ما عندنا....
وإن لم يكن غير خبز وخل
فأما الكريم فيرضى به....
وأما اللئيم فمن لم أبل(25)
16- أبو بكر الشاشي:
محمد بن علي بن حامد الشاشي، شيخ الشافعية وصاحب الطريقة المشهورة، والمصنفات المليحة، درس مدة بغزنة ثم بهراة ونيسابور، وحدث عن منصور الكاغدي وتفقه ببلاده على أبي بكر السنجي وعاش نيفاً وتسعين سنة وتوفي بهراة.
قال ابن قاضي شهبة: ولد سنة سبع وتسعين وثلاثمائة، وتفقه في بلاده على السنجي، وكان من أنظر أهل زمانه استوطن غزنة، وهي في أوائل الهند فأقبلوا عليه وأكرموه، وبعد صيته وحدث وصنف تصانيف كثيرة، ثم استدعاه نظام الملك إلى هراة فشق على أهل غزنة مفارقته، ولكن لم يجدوا بداًّ من ذلك، فجهزوه فولاه تدريس النظامية وتوفي في شوال انتهى(26).
قال الذهبي: الإمام العلامة شيخ الشافعية أبو بكر محمد بن علي بن حامد الشاشي صاحب الطريقة المشهورة، تفقه ببلاده على أبي بكر السنجي، ثم ارتحل إلى صاحب غزنة، فأقبل عليه، وعظم شأنه بغزنة، وبعد صيته، وتفقهوا عليه وصنف التصانيف ثم استدعاه نظام الملك إلى هراة، وأشار عليهم بتسريحه فجهزوه مكرَّماً من غزنة بأولاده، فدرس بنظامية هراة ثم قصد نيسابور زائراً، فاحترموه، وقيل: لم يقع منهم بذاك الموقع فعاد إلى هراة وحدث عن منصور الكاغدي صاحب الهيثم الشاشي.
مات بهراة في سنة خمس وثمانين وأربعمائة في سادس شوالها، وله ثمان وثمانون سنة وقيل: بل عاش أربعاً وتسعين سنة، وأما عبدالغافر... فقال: مات في شوال سنة خمس وتسعين والأول أشبه بل الصواب وكذا أرخه أبو سعد السمعاني وقال زرت قبره بهراة روى لنا عنه محمد بن محمد السنجي وأبو بكر محمد بن سليمان المروزي(27).
17- محمد بن عمر بن محمد بن محمد الشاشي
من الفقهاء العباد، تفقَّه بمرو على البغوي، وحدَّث عنه بالأربعين الصغرى له، رواها عنه عبدالرحيم بن السمعاني.
توفي في شعبان سنة ست وخمسين وخمسمائة، وله بضع وسبعون سنة(28).
18- القاضي أبو بكر الشاشي
محمد بن المظفر بن بكران الحموي أبو بكر الشاشي.
ولد سنة أربعمائة، وتفقه ببلده، ثم حجَّ في سنة سبع عشرة وأربعمائة.
وقدم بغداد فتفقَّه على أبي الطيب الطبري، وسمع بها الحديث وشهد عند ابن الدامغاني فقبله، ولازم مسجده خمساً وخمسين سنةً يقرئ الناس، ويفقههم، ولما مات الدامغاني أشار به أبو شجاع الوزير فولاّه الخليفةُ المقتدي القضاءَ، وكان من أنزه الناسِ وأعفِّهم، لم يقبل من سلطانٍ عطيَّةً، ولا من صاحبٍ هديَّةً، ولم يغير ملبسَه ولا مأكلَه، ولم يأخذ على القضاءِ أجراً، ولم يستنب أحداً، بل كان يباشرُ القضاءَ بنفسِه، ولم يحابِ مخلوقاً، وقد كان يضربُ بعضَ المنكرين حيثُ لا بينة، إذا قامت عنده قرائنُ التهمةِ، حتى يقرُّوا، ويذكر أنَّ في كلامِ الشافعيِّ ما يدلُّ على هذا، وقد صنف كتاباً في ذلك، ونصره ابن عقيل فيما كان يتعاطاه من الحكم بالقرائن، واستشهد له بقوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ} الآية وشهد عنده رجلٌ من كبارِ الفقهاءِ والمناظرين، يقال له: المشطب بن أحمد بن أسامة الفرغاني، فلم يقبله لما رأى عليه من الحرير وخاتم الذهب، فقالَ له المدعي: إنَّ السلطانَ ووزيره نظام الملك يلبسان الحرير والذهب، فقالَ القاضي الشاشي: والله لو شهدا عندي على باقةِ بقلةٍ ما قبلتُهما، ولرددتُ شهادتَهما، وشهد عنده مرةً فقيهٌ فاضلٌ من أهلِ مذهبِه فلم يقبلْه، فقال: لأيِّ شيءٍ تردُّ شهادتي، وهي جائزةٌ عند كلِّ حاكمٍ إلا أنت، فقال له: لا أقبلُ لك شهادةً، فإني رأيتُك تغتسلُ في الحمَّامِ عرياناً غيرَ مستورِ العورةِ، فلا أقبلُك.
توفي يوم الثلاثاء عاشر شعبان من هذه السنة عن ثمان وثمانين سنة(29)، ودفن بالقرب من ابن شريح(30).
19- نصر الشاشي:
الشيخ الجليل العالم المحدث الثقة أبو الفتح نصر بن الحسن بن القاسم التركي الشاشي التنكتي، وتنكت بلد من أعمال الشاش.
ولد سنة ست وأربعمائة.
وسمع على كبر من أبي الحسن الطفال بمصر ومن أبي الحسين الفارسي وابن مسرور بنيسابور ومن الخطيب بصور وبالإسكندرية من الحسين بن محمد المعافري.
وجاب النواحي تاجراً ومحدثاً، وكثرت أمواله جداًّ.
روى عنه أبو القاسم بن السمرقندي وعبدالخالق اليوسفي ونصر ابن نصر العكبري وطاهر بن مفوز.
وروى الصحيح بالأندلس وكان ديناً ورعاً وقوراً رئيساً متصدِّقاً
توفي سنة ست وثمانين وأربعمائة رحمه الله(31).
20- هارون بن حميد أبو موسى الشاشي
روى عن أبى الوليد وسليمان بن حرب روى عنه أهل بلده مات سنة ست وستين ومائتين وكان فقيه البلد(32).
21- الهيثم بن كليب بن سريج الشاشي (355هـ)
الهيثم بن كليب بن شريح بن معقل الشاشي أبو سعيد. محدث من بلاد ما وراء النهر، ومؤلف المسند الكبير.
قيل عنه: (الشاشي الحافظ المحدث الثقة أبو سعيد الهيثم بن كليب بن شريح بن معقل العقيلي (المعقلي) الشاشي محدث ما وراء النهر ومؤلف المسند الكبير سمع عيسى بن أحمد العسقلاني البلخي وأبا عيسى الترمذي وزكريا بن يحيى بن أسد المروزي ومحمد بن عبيد الله بن المنادي ويحيى بن جعفر بن الزبرقان وعباسا الدوري وخلائق روى عنه أبو عبد الله بن منده وارتحل اليه إلى بخارى وحدث عنه أيضاً علي بن احمد الخزاعي ومنصور بن نصر الكاغذي وآخرون أصله من مرو توفي سنة خمس وثلاثين وثلاث مائة(33).
وقال الذهبي: الإمام الحافظ الثقة الرحال أبو سعيد الهيثم بن كليب بن سريج بن معقل الشاشي التركي صاحب المسند الكبير.
سمع عيسى بن أحمد العسقلاني وأبا عيسى محمد بن عيسى الترمذي وزكريا بن يحيى المروزي وأبا جعفر محمد بن عبيد الله بن المنادي وحمدان بن علي الوراق وأحمد بن ملاعب ومحمد بن عيسى المدائني وأبا البختري بن شاكر وعلي بن سهل وإبراهيم بن عبد الله القصار وعباس بن محمد الدوري ويحيى بن أبي طالب ومحمد بن إسحاق الصاغاني وطبقتهم.
حدث عنه أبو عبد الله بن مندة وعلي بن أحمد الخزاعي ومنصور بن نصر الكاغذي وآخرون وأصله من مرو. توفي بسمرقند في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة(34).
وهناك آخرون من أهل شاش، ممن وردت أسماؤهم في كتب التراجم وشيء من أخبارهم، وهم:
22- إبراهيم بن إسماعيل العامري الشاشي
23- أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن المظفر بن أبي بكر الشاشي (529هـ)
24- أحمد بن محمود الشاشي أبو سعد
25- أحمد بن يوسف الشاشي
26- جعفر بن شعيب الشاشي
27- جعفر بن أحمد بن الحسين الشاشي
29- الحسن بن صالح الشاشي
30 - الحسين بن يوسف بن حمدان الشاشي
31- عثمان بن محمد بن محمد بن موسى الشاشي الفاشاني
(انظر طبقات السبكي 6- 165)
32 - علي بن محمد الشاشي الشاعر
33- علي بن نصر الشاشي
34- عليم بن محمد الشاشي
35- محمد بن أحمد بن آدم الشاشي
36- محمد بن جعفر الشاشي
37- محمد بن عبدالله الشاشي
38- يعقوب بن يوسف بن بلال الشاشي.?
وأخيراً:
هناك مصنفات عرفت بنسبتها إلى مصنفيها، وبهم شهرت، وطارت معرفتها في الآفاق، ومنها طبقات السبكي، فإذا أطلقت عرف أن المراد بها طبقات الشافعية الكبرى، وطبقات ابن سعد، وشرح ابن يعيش وشرح الرضي، وأضحت أعلاماً على هذه المصنفات، ومما يدخل في هذه البابة، ومن أشهرها أصول الشاشي، فيرد بهذا الاسم في كتب التراجم، وفي كتب الطبقات، وفي كتب الفهارس والأثبات.
فمن هو هذا الشاشي الذي صنف كتاباً طار في الآفاق ذكره، وتعاورته حلق التعليم، وتناوله العلماء بالشرح والتقريب.
قبل الحديث عن المؤلف فكتاب أصول الشاشي:
من هذا الكتاب ثلاث نسخ خطية: في معهد البيروني في طشقند المدينة المحتفى بها، الأولى برقم:8866، والثانية برقم: 6638، والثالثة برقم: 11-4944، وأشار إليها الندوي محقق أصول الشاشي(35).
وقد نشر هذا الكتاب مرات عديدةً، طبع بكانبور في الهند، مطبعة مجيدي، سنة 1388هـ، وطبع بدار الكتاب العربي ببيروت 1402هـ، وبهامشه: (عمدة الحواشي شرح أصول الشاشي (لمحمد فيض الحسن الكنكوهي، وآخر هذه الطبعات طبعتان، الأولى بتحقيق الأستاذ محمد أكرم الندوي، ونشر في بيروت، نشرته دار الغرب الإسلامي 1420هـ - 2000م.
والثانية: علق عليها مولانا بركة الله محمد اللكنوي، وخرج الحديث وقد لها أبو الحسين عبدالمجيد المراد زهي الخاشي، ونشر في دمشق، نشرته دار ابن كثير سنة 1428هـ - 2007م.
وطبع أيضاً في دار الكتب العلمية ببيروت سنة 1423هـ، ترجمة وتحقيق: عبد الله محمد الخليلي.
ذكر المحققان في النشرتين الأخيرتين عدداً من شروح الكتاب، ومنها:
1- شرح المولى محمد بن الحسن الخوارزمي المتوفى سنة 781هـ.
2- حصول الحواشي على أصول الشاشي؛ لمحمد حسن المكنى بأبي الحسن بن محمد السنبهلي الهندي، طبع بنمبشي نولكشور 1302هـ.
3- عمدة الحواشي؛ للمولى محمد فيض الحسن الكنكوهي
طبع مع أصول الشاشي، ذكر الندوي أنه طبع مراراً في الهند وباكستان وبيروت(36).
4- زبدة الحواشي للمولوي محمد عبدالرشيد، طبع في الهند.
5- تسهيل أصول الشاشي، للشيخ محمد أنور البدخشاني.
طبع بإدارة القرآن والعلوم الإسلامية، كراتشي، الطبعة الأولى 1412هـ، كما صور هذا التسهيل في إسطنبول بتركيا.
6- فصول الحواشي على أصول الشاشي(37).
7- الشافي على أصول الشاشي لولي الدين الفرفور بن محمد صالح (38).
والكتاب متن صغير في أصول الفقه، عرض فيه مؤلفه لمباحث الأصول، ومنها: الخاص والعامُّ، والمطلق والمقيد، والمشترك والمؤول، والحقيقة والمجاز، ثم عرض للظاهر والنص والمفسر والمحكم والخفي والمشكل والمجمل والمتشابه، وعرض للأمر والأمر المطلق ومقتضى الأمر والمأمور به من جهة أدائه، والأداء والقضاء والنهي، وعرض لتقرير حروف المعاني، ووجوه البيان وبيان التقرير، وبيان التفسير وبيان التغيير وبيان الضرورة، وبيان الحال والعطف إلى آخر مباحث الأصول المعروفة.
وكانت عبارته موجزة، وعرضه مختصرا وبيانه مشرقا، ولذا حظي بالقبول، ولهذا قال الأستاذ محمد أكرم الندوي في تقديمه للكتاب:(فإنه أحد المتون المعتمدة، مختصر مضبوط، منقح مهذب، تلقاه العلماء بالقبول، وتناوله دراسة وشرحاً، ولاسيما في بلاد الهند وباكستان وآسيا الوسطى وما جاورها من البلدان، فما من معهدٍ إسلاميٍّ إلا والكتاب مقرَّرٌ فيه تدريسه، وقد طبع مرات عدة، في الهند وباكستان وبيروت)(39).
من هو مؤلف أصول الشاشي؟
ما زال هذا السؤال حائراً لم يجد إجابة شافية، وقد بذل الأستاذ محمد أكرم الندوي جهداً في تحقيق هذه المسألة، ولم يقطع فيها بشيء، وتردد عنده المؤلف بين ثلاثة هم:
1- إسحاق بن إبراهيم أبو يعقوب الخراساني الشاشي المتوفى سنة 325هـ.
2- أحمد بن محمد بن إسحاق أبو عليٍّ نظام الدين الشاشي المتوفى سنة 344هـ.
ورد النسبة إليهما بورود النقل عن الدبوسي وابن الصباغ اللذين توفيا بعد هذين العالمين، ومن المحال أن ينقلا عنهما وهما بعدهما، فقد توفي الدبوسي سنة 430هـ، وتوفي ابن الصباغ 477هـ.
3- نظام الدين الشاشي.
واعتمد الندوي في ترجيح هذا على ما ذكره مفهرسو مكتبة بانكي بور، وعلى ما وجده في كشف الظنون (40).
وأقول: لقد بذل الأستاذ الندوي جهده، وأحسن صنعاً، فهي من أداة المحقق الجاد البحث عن المصنف قدر الوسع والطاقة.
وما زالت المسألة غير جلية، فالوصف بنظام الدين لا يعطي اسماً صريحاً للمؤلف، ولم أستطع أن أجزم أو أرجح ما رجحه، وإن كان بدا لي بعض الأمر، من خلال تتبعي لتراجم علماء شاش، فلعل الله ييسر الوقوف على المصنف في قادم الأيام بإذن الله تعالى.
الحواشي:
(1) معجم البلدان 3 - 308
(2) موسوعة ويكيبيديا: الموسوعة الحرة، مدن أوزبكستان: طشقند.
(3) انظر: الكامل في التاريخ لابن الأثير 4 - 581، البداية والنهاية 9 - 95
(4) معجم البلدان 3 - 309
(5) المصدر السابق 3-308
(6) المصدر السابق 3 - 308 - 309
(7) رتبتهم ترتيباً ألفبائياً.
(8) انظر: سير أعلام النبلاء 14 - 486 - 487
(9) المصدر السابق 14 - 487
(10) انظر: طبقات الشافعية الكبرى 6 - 22 سير أعلام النبلاء 21 - 85
(11) انظر: طبقات الشافعية الكبرى 6 - 45 - 46
(12) انظر: البداية والنهاية 12 - 172
(13) الأعلام 1 - 293
(14) انظر: الثقات 8 - 212
(15) انظر: سير أعلام النبلاء 14 - 431
(16) تذكرة الحفاظ 1 - 329، 3 - 780 - 781
(17) الثقات 8 - 284
(18) الثقات 8 - 298
(19) الثقات 8 - 447
(20) الثقات 8 - 494
(21) المنتظم 11 - 184
(22) انظر: طبقات الشافعية الكبرى 7- 316 - 317
(23) انظر: تذكرة الحفاظ 4-124، البداية والنهاية 12 - 177، والأعلام 5- 316.
(24) سير أعلام النبلاء 19-293 - 294
(25) انظر: وفيات الأعيان، وسير أعلام النبلاء 16 - 283
(26) انظر: شذرات الذهب 3-275
(27) انظر: سير أعلام النبلاء 18-525 - 526
(28) طبقات الشافعية الكبرى 6 - 165
(29) يعني سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.
(30) انظر: البداية والنهاية 12 - 151
(31) انظر: سير أعلام النبلاء 19-90- 91
(32) انظر: الثقات 9 - 242
(33) انظر: تذكرة الحفاظ 3 - 848 - 849
(34) انظر: سير أعلام النبلاء 15 - 359 - 360
(35) انظر: ص 11هـ 1
(36) أصول الشاشي . الندوي ص 10
(37) أصول الشاشي ط. الخاشي ص 8
(38) المصدر السابق ص 9
(39) أصول الشاشي ط. الندوي 5 - 6
(40) انظر: حديث المحقق حول هذه المسألة ص 8 - 9
* رئيس تحرير مجلة الدراسات اللغوية - مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإٍسلامية 14 - 15 - 8 - 2007م
* رئيس تحرير مجلة الدراسات اللغوية - مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإٍسلامية 14 - 15 - 8 - 2007م