تكاد تصيب خيبة الأمل الوسط السياسي الأمريكي بكل أطيافه، والشعبي كذلك، بل إن أخبار العراق لم تعد تحتل إلا مساحة بسيطة في الإعلام الأمريكي، عكس ما كان يشيع في بدايات الاحتلال لدى الإدارة الأمريكية من أن هذا الاحتلال سيأتي بكل الخير لشعب العراق. فهل هذه مقدمة لخروج أمريكي مخز من العراق، أم أنه إنذار باستمرار الاحتلال إلى أن يتحسن الوضع، وعندها يكون الخروج مصحوباً بشيء من الكرامة؟
الرئيس الأمريكي جورج بوش عبّر عن خيبة أمله بسبب بطء تقدم العملية السياسية العراقية وغياب المصالحة الوطنية، وكأن المتوقع كان عكس ذلك، والسفير الأمريكي في العراق رايان كروكر أيضاً يقول إن التقدم السياسي في العراق مخيب للآمال، كما أن عضوين في مجلس الشيوخ الأمريكي عبّرا منتصف الأسبوع الحالي لدى عودتهما من زيارة للعراق عن تشاؤمهما حيال نجاح المهمة الأمريكية في هذا البلد.
ورأى أحدهما أن على البرلمان العراقي سحب الثقة من حكومة رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي.
وهذه التصريحات تأتي قبل أيام من التقرير المزمع تقديمه إلى الكونغرس الأمريكي من قبل قائد القوات الأمريكية ديفيد بترايوس لتقييم الوضع في البلاد. ويبدو أن التقرير سيعرض صورة قاتمة عن الوضعينالأمني والسياسي هناك؛ فما الحل إذن؟
بعيداً عن الأمريكيين وتوقعاتهم فإنه من الواضح أن الحل في العراق ليس أمنياً فحسب، وإنما هو سياسي بالدرجة الأولى، وهذا الحل السياسي يجب أن يرتكز على أساس أن تكون الحكومة ممثلة لجميع فئات الشعب العراقي وأطيافه، وألا تمثل الحكومة طرفاً دون آخر. ولقد أثبت المالكي في مواقف عدة أنه ليس القائد السياسي الذي يتكلم بلسان شعبه، وإنما أقحم نفسه في الخلافات الطائفية؛ الأمر الذي أفقده المصداقية اللازمة لتحقيق المصالحة الوطنية.
المطلوب في العراق قادة سياسيون يتخطون الحواجز الطائفية، ويترفعون عن الوقوع في براثن المذهبية، ويبتعدون عن ممارسة السياسات التمييزية، فإذا توفر للعراق هذا النوع من القادة فإن عقبات كثيرة سيتم تجاوزها، وعندها فإن الحل الأمني سيكون مكملاً للحل السياسي الوطني.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244