تقرير - محمد الجابري
بعد أن أنهى الأهلي الموسم الرياضي الفائت بتحقيق بطولتين مهمتين تمثلتا في الحصول على كأس الأمير فيصل بن فهد أمام المنافس التقليدي فريق الاتحاد والفوز بثلاثة أهداف نظيفة، ثم اختتام الموسم الرياضي المفرح للنادي الأهلي وعشاقه بالحصول على كأس سمو ولي العهد أمام الاتحاد والفوز بهدفين لهدف واحد لينعكس ما حققه الفريق الأهلاوي على سعادة كبيرة لدى أنصاره ومحبيه بعد أن عاد النادي الأهلي بإضافة بطولتين غاليتين أعادتا الهيبة للفريق الكروي الذي فقد توهجه خلال السنوات الماضية وابتعد عن البطولات.
الابتهاج الأهلاوي فرض على إدارة الأهلي أن تسعى إلى المحافظة على ما تحقق خلال الموسم الفائت ووضع تصور مبكر عن رسم خطة الاستعداد للموسم الرياضي الحالي الذي سيشهد مشاركة الأهلي في البطولة الآسيوية للأندية التي يطمح الأهلاويون أن تكون هي بوابة العبور للمشاركة في كأس العالم للأندية.
اجتماع شرفي حاسم
عندما نتحدث عن الاستعدادات الأهلاوية للموسم الرياضي لا يمكن بأي حال من الأحوال نسيان الاجتماع الشرفي المبكر الذي حضره رئيس هيئة أعضاء شرف النادي الأهلي الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي، وعضو شرف الأهلي الفاعل وقلبه النابض الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز وكوكبة من أعضاء الشرف إلى جانب رئيس النادي أحمد المرزوقي وأعضاء مجلس الإدارة وهو الاجتماع الشرفي الذي جاء من أبرز عناوينه تجديد الثقة في رئيس النادي أحمد المرزوقي بعد أن لوّح الأخير بالاستقالة بعد نهاية الموسم الرياضي واتفق أعضاء الشرف على ضرورة بقاء المرزوقي على كرسي الرئاسة بعد النجاحات التي حققها وأبرزها ما حققه الفريق الكروي.
وخلال الاجتماع تمت المصادقة والموافقة النهائية على ما رفعته الإدارة من مرئيات وتصورات حول الإدارة الفنية للفريق ومعسكر الفريق الخارجي في تونس والمشاركة في الدورة الرباعية.. وكان الاجتماع الشرفي بمثابة إعطاء الإشارة الأولى لاستعدادات الموسم الرياضي فيما يخص فريق كرة القدم وكافة الألعاب بالنادي.
الإدارة الفنية
الاجتماع الشرفي حمل كذلك الموافقة على ما رفعته الإدارة بالاستغناء عن المدرب الصربي نيبوشا وتأييد رأي الإدارة وذلك بناءً على الحاجة لمدرب تكتيكي بعد أن أدى نيبوشا المهمة المطلوبة المتمثلة في الإعداد وتصعيد عدد من اللاعبين الشباب وتثبيتهم في الفريق الأول وهو ما تحقق إلى جانب إحراز بطولتين للفريق الكروي.. بعد رحيل نيبوشا تمَّ الاتفاق مع المدرب الألماني (بوكير) الذي أشرف فنياً في العام الفائت على فريق الوحدة وحقق معه نجاحات ونقلة على مستوى الأداء والنتائج لفريق الوحدة.. وكانت الرغبة مشتركة بين إدارة الأهلي وبوكير في التعاقد حيث أشار الأخير إلى أن من أهم أسباب الإشراف الفني على الأهلي هو المسافة التي يقطعها يومياً والتي تتجاوز 200 كيلو من جدة إلى نادي الوحدة؛ حيث يسكن بوكير في إحدى المجمعات السكنية في جدة.
التعاقدات مع اللاعبين
أثناء البحث عن مهاجم أجنبي بديل لهيكل قمامدية التونسي الذي لم يظهر بمستوى مقنع في العام الماضي.. فاجأ لاعب الوسط البرازيلي كايو إدارة الأهلي بخبر انضمامه لنادي كورتيبا البرازيلي وعدم الرغبة في المجيء إلى السعودية بسبب ظروفه الأسرية بعد أن تم الاتفاق بينه وبين إدارة الأهلي على توقيع العقد النهائي بعد قضاء إجازته في البرازيل.
بعد ذلك تحركت الإدارة الأهلاوية للبحث عن لاعب وسط بديل لكايو فكان الاستقرار واختيار رودريغو (اللاعب البرازيلي الذي مثَّل الهلال في بداية الموسم الماضي).
وبعد ذلك تعاقد الأهلاويون مع المهاجم البرازيلي نونيز ليكتمل عقد المحترفين الأجانب بالثنائي البرازيلي إلى جوار المحترف التونسي خالد بدرة الذي قدم مع الأهلي أداءً مقنعاً في الموسم المنصرم وفضّل الأهلاويون إبقاءه لدعم الفريق كلاعب خبرة وصاحب دور قيادي بين مجموعة اللاعبين الشباب في خط الدفاع الأهلاوي.
أما على مستوى اللاعبين المحليين فقد تم ضم لاعب النصر منصور الثقفي بنظام الإعارة وبمقايضة اللاعب فهد الزهراني لتمثيل النصر بنظام الإعارة.
أما فيما يخص فهد عداوي لاعب الحزم الذي كان لاعباً أهلاوياً قبل موسمين فقد عاد إلى النادي الأهلي مجدداً لاعباً هاوياً بعد أن تم تنسيقه من كشوفات الحزم.
وشهدت التدريبات الأهلاوية كذلك انضمام وليد الجيزاني العائد من الشباب، وصالح المحمدي العائد من الفيصلي بعد أن مثلا الفريقين في العام الماضي بنظام الإعارة، علاوة على ذلك فقد أتمت إدارة الأهلي تجديد عقدي اللاعبين الجيزاني والمحمدي.
معسكر تونس
بداية التدريبات الأهلاوية للموسم الرياضي انطلقت على ملعب الأمير سلطان بن فهد بالنادي الأهلي يوم السبت الثاني والعشرين من شهر جمادى الآخرة الموافق للسابع من شهر يوليو.
وقد شرع المدرب بوكير في اختبار معدلات اللياقة البدنية للاعبين ورفع التحضيرات اللياقية بعد فترة الإجازة التي قضاها اللاعبون واستمرت التدريبات ثلاثة أسابيع في جدة ثم غادرت بعثة الفريق برئاسة نائب رئيس النادي عبد الله البلوشي إلى تونس وضمت البعثة 24 لاعباً وكانت التدريبات في تونس قد اتخذت منحى مكثفاً على مستوى الاستعدادات البدنية واللياقية والفنية والمناورات.
وخاض الفريق لقاءين أمام البنزرتي وخسره الأهلي بنتيجة (1-3).. وتعادل في اللقاء الثاني أمام الترجي التونسي (2-2).. وخلال معسكر تونس استقر بوكير على طريقة الأداء وأسلوب اللعب وانتهج طريقة (3-5-2) مخالفاً لطريقة (4-4-2) التي كان يؤدي بها الفريق في الموسم الماضي.
دورة سويسرا
الدورة الرباعية بسويسرا هي المرحلة الثالثة والأخيرة للاستعدادات الأهلاوية للموسم الرياضي، التي بدأت في جدة ثم المرحلة الثانية بمعسكر تونس، والمرحلة الثالثة هي الدورة الرباعية بسويسرا التي شارك فيها فريق الأهلي إلى جانب فرق: الرجاء المغربي، والعين الإماراتي، والكويت الكويتي.. وقد خاض الأهلي أول اللقاءات أمام الرجاء المغربي وخسر بنتيجة (1-3) ثم تحقق الفوز في اللقاء الثاني أمام الكويت بهدف دون رد، وفي اللقاء الأخير أمام العين خسر بركلات الترجيح (5- 6).. وقد كانت الدورة الرباعية إعداداً قوياً ومحكاً فنياً مهماً لفريق الأهلي تعرف بوكير خلالها على العديد من مكامن القوة ونقاط الضعف في الفريق والطريقة الفنية الملائمة وقام بإجراءات عديدة من تغييرات مراكز اللاعبين والدفع بعدد من الوجوه الصاعدة.. وتقييم المحترفين الأجانب.
وقد حل فريق الأهلي في المركز الثالث بأربع نقاط بعد فريقي الرجاء المغربي (بطل الدورة) والعين الإماراتي اللذين حصلا على 5 نقاط.
وقد تابع الفريق في دورة سويسرا رئيس النادي أحمد المرزوقي الذي سبق الفريق إلى هناك وعقد عدة اجتماعات مع الجهازين الفني والإداري.. وبعد ذلك عاد الفريق إلى جدة استعداداً لانطلاق منافسات الموسم الرياضي واللقاء الأول في مسابقة الدوري أمام فريق الحزم.
ومما يجدر ذكره أن مراحل الاستعداد قد غاب عنها لاعبو المنتخب الوطني الأول بسبب المشاركة الآسيوية التي أعقبها إجازة منحتها إدارة المنتخب للاعبين.