بين حائل المقبلة على تحولات سكانية واقتصادية واجتماعية وعمرانية سريعة وهائلة علاقة وطيدة مع تعثُّر المشاريع وسوء خدمات كثير من القطاعات، وبات الناس هنا يتعايشون مع هذا الواقع باعتباره أمراً مفروغاً منه.. لكن يبقى السؤال: ما السبب ومن يتحمل مسؤولية ما يجري...؟!

حينما تكون المشكلة في التنفيذ وفي غياب الرقابة والمتابعة وقلة الاهتمام، وليس في إقرار واعتماد هذه المشاريع، فهنا اللوم يقع على الجهات الحكومية في المنطقة، وعلى بعض الوزارات فيما يتعلق بالمخصصات المالية للمنطقة.. كما أن عدم وجود مجلس للأهالي أسوة بالمناطق الأخرى أدى إلى عزل هموم ومطالب وملاحظات المواطنين عن أصحاب القرار في الجهات ذات العلاقة.

في حائل.. طرق سريعة ناقصة بمواصفات غريبة، والمدينة الاقتصادية تغط في سبات التأجيل حتى إشعار آخر، والأدوية والأجهزة والكوادر الطبية تحتاج إلى من يداويها، وهيئة التطوير تغرق في أحلام ومشاريع من ورق، وسماؤها الصافية وأجواؤها النقية وترابها العطر تحوَّلت إلى أدخنة متصاعدة وروائح كريهة ومستنقعات موبوءة، ومشروع الصرف الصحي بدأ قبل ست سنوات وما زال يلف ويدور في حي (صديان)، والملاعب الرياضية تحت الصيانة وأخرى محجوزة داخل أروقة المحاكم، وسكان القرى والمدن والمحافظات هجروا منازلهم وحقولهم إلى أماكن أخرى حيث المياه والمدارس والجامعات والفرص الوظيفية والخدمات المتوفرة.. وهنالك من يصر ويخالف الواقع ويرى أن حائل منطقة سياحية وهي تفتقد لأبسط مقومات وخدمات هذا المجال المهم والحساس وأقصد بذلك عدم وجود فندق واحد تنطبق عليه مواصفات (ثلاث نجوم) وكذلك مراكز الألعاب والترفيه والإرشاد السياحي داخل المدينة وخارجها، يضاف إلى ذلك شكاوى وتذمر المواطنين بسبب أخطاء وسوء خدمة الاتصالات السعودية، وعن قضايا وهموم ومشكلات التعليم في المنطقة وضعف مخرجاته حدث ولا حرج..!!

حائل باختصار شديد تحتاج إلى إصلاح إداري شامل وإلى تطبيق مبدأ (الثواب والعقاب) على سائر الجهات والقطاعات الحكومية، وهي مهمة ليست مستحيلة متى ما توافرت لها الرغبة الجادة والصادقة والمتحمسة لتحقيقها.

طبع الأمانة

لم أتفاجأ بخطاب الأمانة (الفضيحة) الأخير، وكان التناقض المخجل وعدم علم الأمين بما جاء في الرد وأن هنالك يداً خفية قامت بالتعقيب والإمضاء عليه بالنيابة عنه دون علمه، بل الأدهى من ذلك أنه لا يدري من يكون صاحب الإمضاء.. أقول كان بالنسبة لي امتداداً واستمراراً لذات الفوضى التي توقعنا مبكراً أنها ستؤدي إلى هكذا تخبط في طريقة إدارة الأمانة وفي نوعية قراراتها وتوجهاتها..!

كل الوقائع والمواقف والأحداث السابقة المرتبطة بأدائها كانت كفيلة بإثبات ضعف مستوى وتأهيل أمانة اتحاد الكرة، وكنا غير مرة نحذر من عواقب ومخاطر ما ينتج عنها من آثار سلبية على الكرة السعودية (أندية ومنتخبات)، خصوصاً أنها - أي الأمانة - تُمثِّل الثقل الإداري والتنظيمي والتطويري لاتحاد الكرة، وبالتالي فإن أي خلل أو تقصير في أدائها سينعكس مباشرة على مختلف برامج ومسابقات وتحركات وتصرفات واستحقاقات الكرة السعودية عموماً.

ما نخشاه أن ما يدور في الخفاء هو أسوأ بكثير مما يظهر في العلن، الأمر الذي يزيد من مخاوف وتعقيدات المرحلة المقبلة والصعبة للكرة السعودية في ظل التوجه العام نحو إعادة ترتيبها والعمل على قوة بنائها ومكوناتها إدارياً وفنياً، وبما ينسجم مع متطلبات طريق الوصول إلى (منتخب الأحلام)..

احتيال على طريقة الكبار..!

كشف التعديل الجديد للائحة الاحتراف الذي يلزم الأندية بتسديد جميع المستحقات المالية السابقة للاعبين والمدربين قبل تسجيل أي لاعب محترف منتقل حديثاً، كشف أن في كثير من الأندية وبالذات الكبيرة والمعروفة منها عمليات نصب واحتيال لا تُعد ولا تُحصى، ومعظمها من النوع الخطير والشرير والميؤوس من تسويته بالطرق والإجراءات الاعتيادية..!!

لدى هذه الأندية ملفات قديمة وديون متراكمة هي نتاج عبثها وتلاعبها وعدم احترامها لحقوق البشر، لقد ظلت على مدى سنوات وإلى أيام قليلة تمارس أدواراً سلطوية عنجهية، تضرب بكرامة ومشاعر الآخرين عرض الحائط، تستخدم كافة وسائل الفهلوة والتسويف والوعود الكاذبة، تتلذذ بالمماطلة والإيذاء والعدوانية.. لحماية الناس وللمحافظة على الحقوق، ولتعرية أخطاء وكوارث وافتراءات إدارات الأندية ذائعة الصيت.. نريد المزيد من القرارات الحازمة والقادرة على إيقاف نزيف التلاعب.

***

- لا مجال للتعويض في دوري من يبدأ فيه مترهلاً سيجد نفسه مبكراً خارج المنافسة أو ربما على حافة الهبوط.

- الهلال أكثر الأندية وأقربها لخوض الاستحقاقات الخارجية آسيوياً وخليجياً، لكنه في نفس الوقت أقلها اهتماماً وأضعفها استعداداً..!

- طالما أن الأهلي لا يريد في الأساس طلال المشعل فما العيب في انضمامه لصفوف الاتحاد سواء ب(كوبري) أو حتى ب(نفق) تحت الأرض..؟!

- بعد أن كانت حائل تنتج ألمع وأفضل النجوم أصبحت أنديتها اليوم تلهث خلف رجيع أندية المناطق الأخرى.

- يستحيل على نادي النصر أن ينهي صفقة واحدة بلا مشاكل..!