Al Jazirah NewsPaper Monday  20/08/2007 G Issue 12744
الاقتصادية
الأثنين 07 شعبان 1428   العدد  12744
في تقرير لأسواق المال العربية الشهر الماضي
تحسن في الأسواق الخليجية وتراجع في العربية باستثناء مصر

الرياض - حازم الشرقاوي

تحسن أداء أسواق الأسهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شهر يوليو مع مزيد من التفاوت في أداء هذه الأسواق، حيث تحسنت أرباح معظم أسواق منطقة الخليج باستثناء أسواق الإمارات منذ بداية العام حتى اليوم لتبقى السوق السعودية الخاسر الوحيد خلال هذا العام.

أما أسواق المنطقة الأخرى، باستثناء مصر، فقد أنهت تعاملاتها على انخفاض خلال الشهر مما قلص نسبة أرباحها منذ بداية العام. وقد استقبل المستثمرون نتائج الشركات للنصف الأول من العام إجمالا بإيجابية، إذ حققت الشركات الرئيسة وفقا لتقرير رسملة للاستشارات المالية نتائج إيجابية بشكل تماشى أو فاق توقعات السوق، وباتت أسهم منطقة الخليج بشكل خاص مغرية للمستثمرين لما تتمتع به من تقييمات مشجعة بالنسبة لمعدل السعر إلى الأرباح وعوائد الأرباح الموزعة مقارنة بالأسهم المتداولة في الأسواق الناشئة. وساعد الارتباط الضعيف لأسواق الشرق الأوسط بالأسواق العالمية في تحقيقها لأرباح جيدة في شهر يوليو بينما تأثرت معظم الأسواق العالمية بشكل كبير بالأزمة المتعلقة بالقروض العقارية في الولايات المتحدة.

من جهة أخرى، فقد ساعدت أسعار النفط المرتفعة، الحركة النشطة لأسواق العقارات في المنطقة، مشاريع الاستملاك والاستحواذ ونمو أسواق الصكوك الإسلامية في خلق بيئة استثمارية ملائمة بدعم من معدلات السيولة العالية.

السوق السعودية

سجلت السوق السعودية أرباحاً قوية فاقت 9% خلال شهر يوليو مع زيادة 50% في أحجام التداول. ورغم تقلص خسائر السوق منذ بداية العام إلى 5%، لا تزال السوق السعودية الأسوأ أداء في المنطقة منذ بداية عام 2007. ويشير حجم التداولات الكبيرة في السوق الثانوية، إضافة إلى التغطية القوية لاكتتاب شركة المملكة القابضة إلى توافر السيولة في السوق بشكل يتماشى مع انتعاشها بعد الخسائر التي حققتها خلال العام والنصف الماضيين، ورغم وصول معدل التضخم في السعودية إلى حوالي 3% سنوياً، والذي يعد معدلاً مرتفعاً بالمقاييس السعودية، إلا أنه ما يزال أقل بكثير من معدلات التضخم في الدول الخليجية الأخرى. وفي نتائج الشركات، أعلنت سابك عن تحقيق 12.8 مليار ريال سعودي أرباحاً صافية في النصف الأول من العام بزيادة 45% عن الفترة نفسها من العام الماضي مما يعد إنجازاً مميزاً للشركة، كما أعلنت الشركة عن صفقة لشراء حصة 35% من شركة تنقيب موريتانية بمبلغ 982.5 مليون ريال سعودي.

وفي قطاع البنوك، سجل بنك الرياض ارتفاعاً بنسبة 24.3% في أرباح الربع الثاني من 2007 لتصل إلى 848 مليون ريال سعودي منهياً بذلك التراجع في الأرباح خلال 9 الأشهر الماضية. وأعلن البنك العربي الوطني عن ارتفاع طفيف في أرباح النصف الأول من هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. بينما أعلن البنك السعودي البريطاني عن انخفاض الأرباح الصافية بنسبة 30% في النصف الأول من 2007 مقارنة بالنصف الأول من 2006م.

وفي قطاع الاتصالات، أعلنت موبايلي السعودية عن ارتفاع الأرباح الصافية للنصف الأول من العام بأربعة أضعاف مقارنة بالعام الماضي. بينما سجلت السعودية للاتصالات عن تراجع الأرباح الصافية للنصف الأول من العام بنسبة 15% إلى 5.82 مليار ريال سعودية مقارنة بالعام الماضي.

تراجع الحماس في سوق الامارات

من ناحية أخرى، تراجع حماس المستثمرين في سوق دبي المالي بعد إعلان إعمار العقارية عن نمو طفيف في أرباحها الصافية (زيادة بنسبة 1.3% في أرباح الربع الثاني من 2007 لتصل إلى 1.55 مليار درهم) حيث لم ترقَ هذه النتائج إلى مستوى توقعات السوق. ولم تتمكن إعمار من خلال تعليقاتها على الموضوع وشرحها لخطط الشركة المستقبلية من تحسين ردة فعل المستثمرين على نتائجها المالية، ورغم البداية الجيدة للسوق في شهر يوليو إلا أنها لم تستطع الحفاظ على الأرباح المحققة حيث بدأت السوق بالتراجع منذ 11 يوليو لتغلق على خسائر بنسبة 3%. كذلك تأثرت السوق سلبياً من تضارب بعض الأنباء عن خروج بعض الاستثمارات الأجنبية من السوق بسبب حالة الاضطراب التي تشهدها أسواق الأسهم العالمية.

كذلك تراجعت بشكل كبير أحجام التداول في السوق بعد الأسبوع الأول من الشهر حيث وصل عدد الأسهم المتداولة خلال الشهر إلى 3.42 مليار سهم فقط بانخفاض32.61% عن الشهر الماضي. بينما كانت تداولات أسهم العربية للطيران الأعلى في السوق منذ إدراجها في 17 يوليو. وفي أخبار الشركات، وافق تنفيذيو بنكي الإمارات الدولي ودبي الوطني على الشروط والأحكام المتعلقة باندماج البنكين الذي سيؤسس لأكبر بنك في المنطقة بمجموع أصول يفوق 45 مليار دولار أمريكي.

أعلنت أملاك للتمويل عن زيادة 31% في أرباحها الصافية لتصل إلى 106 مليون درهم في النصف الأول من العام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. بينما سجل بنك دبي التجاري ارتفاعاً في أرباحه في النصف الأول من العام بنسبة 52% إلى 431 مليون درهم. كذلك أعلن سوق دبي المالي عن نمو أرباح الربع الثاني من العام بنسبة 95% لتصل إلى 185 مليون درهم.

وتشابه أداء سوق أبوظبي مع سوق دبي المالي إذ تراجعت السوق بعد أداء متميز في بداية الشهر متأثرة بنتائج بنك أبوظبي الوطني، الذي يعد من الأسهم القيادية في السوق، التي لم ترق إلى مستوى توقعات السوق. إذ أنهت السوق على انخفاض بنسبة 2% مع تراجع لأحجام التداول بنسبة 20% مقارنة بالشهر الماضي.

بينما يسهم النمو الاقتصادي وإعلان معظم الشركات عن نتائج إيجابية وتراجع أسواق الأسهم في دعم التقييمات الحالية التي تعد مشجعة مقارنة بأسهم أسواق الخليج الأخرى والأسواق الناشئة.

الكويت أفضل أسواق المنطقة

وواصلت السوق الكويتية ارتفاعها لتغلق على ارتفاع بنسبة4.2% في يوليو بينما وصلت عوائد السوق منذ بداية العام إلى 25% لتكون بذلك أفضل أسواق المنطقة أداءً بدعم من نمو الأرباح نصف السنوية لأهم الشركات في السوق. فقد أعلن بنك بوبيان عن زيادة أرباحه في النصف الأول من 2007 بنسبة ثلاثة أضعاف لتسجل 9.1 مليون دينار كويتي. بينما وصلت أرباح بيت التمويل الكويتي إلى 116.6 مليون دينار كويتي بارتفاع 56% عن الفترة نفسها من العام الماضي. أما بنك الكويت الوطني، فأعلن عن زيادة 10.3% في أرباح الربع الثاني من العام حيث يسعى البنك إلى شراء حصة 40% في بنك تركي بعد أن رست عليه مناقصة شراء بنك مصر الوطني.

من ناحية أخرى، أعلنت شركة الاتصالات، ام تي سي عن زيادة أرباحها بنسبة 7% في النصف الأول من 2007 لتصل إلى 149 مليون دينار كويتي وسط أنباء عن استعدادها لشراء حصة في الجزائر للاتصالات، شركة الاتصالات الحكومية

ارتفاع ملحوظ لأحجام

التداول في عمان

حققت السوق العمانية أرباحاً طوال الشهر لتصل عوائد السوق منذ بداية العام إلى 15.1% وسط ارتفاع ملحوظ لأحجام التداول بنسبة 60% بفضل ارتفاع السيولة المحلية والأجنبية. وفي أهم أخبار الشركات، دعت إدارة بنك الإسكان المتحد في عمان مجلس الإدارة إلى طرح أسهم منحة إضافية بعد الاكتتاب الخاص لحصة 35% مع البنك الأهلي المتحد في البحرين، وفي نتائج الشركات، أعلن بنك مسقط عن زيادة بنسبة 43% في أرباح الربع الثاني إلى 21.2 مليون ريال عماني مقارنة بـ 14.8 مليون ريال عماني في الربع الثاني من العام الماضي. بينما سجل بنك عمان الوطني ارتفاعا بنسبة 27% في أرباح الربع الثاني مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

تابعت السوق القطرية انتعاشها من حالة التراجع التي شهدتها في بداية العام لتسجل ارتفاعاً بنسبة 2.5% في يوليو لتصل أرباح السوق منذ بداية العام إلى 7%. وكان ارتفاع السوق في بداية الشهر مرتكزاً على النتائج الإيجابية المتوقعة للنصف الأول من العام. إلا أن موجة جني الأرباح سيطرت على السوق لتخسر حوالي 4% من أفضل مستوياتها خلال الشهر.

وبدأ معدل التضخم بالتراجع بعد نشر الإحصاءات الأخيرة التي أظهرت معدل التضخم عند 12.8% للنصف الأول من 2007 متراجعاً عن الـ 15% المسجل في الربع الأول من العام. ولم يوثر معدل التضخم الذي يعتبر الأعلى في منطقة الخليج على أداء الاقتصاد القطري بفضل ارتفاع أسعار النفط وعدد المشاريع الصناعية العاملة بالغاز. بينما ما زالت الخلل في التوازن بين العرض والطلب في الإقتصاد القطري خاصة في قطاعي العقارات والصناعة تدعم الاستمرار في نموأرباح الشركات على المدى المنظور.

ارتفاع السوق المصرية

سجلت السوق المصرية ارتفاعاً بنسبة 5.4% في يوليو لتصل بذلك أرباحها المسجلة منذ بداية العام إلى 18.3%. إذ شهدت السوق ارتفاعاً قوياً مع بداية الشهر إلا أنها خسرت 3% من أفضل مستوياتها خلال الشهر، وقد ساهمت نتائج الشركات الكبرى الإيجابية إضافة إلى قرار الحكومة ببيع بنك القاهرة في دعم ارتفاع السوق.

من ناحية أخرى، أبقى البنك المركزي أسعار الفائدة عن معدلاتها الحالية بعد تراجع معدل التضخم إلى 8.5% في يونيو مقارنة بـ 11.7% في أبريل مما سيسهم في دعم الاقتصاد بشكل عام. كما من المتوقع أن تصبح السياسات الحكومة بالنسبة للاستثمارات الأجنبية والضرائب أكثر ليونة من أجل دعم تنافسية الاقتصاد المصري. وهناك بعض المخاوف بأن تتأثرالسوق المصرية من الاضطرابات في الأسواق العالمية مما قد يؤدي إلى خروج بعض استثمارات المؤسسات الأجنبية في الأسبوع الماضي.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد