ما جاء على لسان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع من تصريحات حاول من خلالها النيل من مكانة المملكة من خلال جملة من المغالطات والأكاذيب نضح بها إناء السيد الشرع دفعة واحدة، تجعل المتابع والراصد للأحداث أمام كم من التساؤلات والاستفهامات التي ترتسم بشكل جلي حول شخصية مطلق هذه الترهات التي أقل ما يمكن القول عنها أنها تجرح الذكاء عند سماعها وتلقيها خصوصاً أن تلك التصريحات - إن لم نقل التبجحات - لم تصدر عن شخص عادي بل جاءت من نائب رئيس جمهورية يفترض به أن يتحلى ولو بالنذر القليل من الحصافة الدبلوماسية والذكاء والحنكة السياسية والتي لو توفر منها شيء لأنقذ الشرع من مأزق وورطة تسطيح الحقائق واختزال بديهيات الأمور التي اتشح سيادة النائب عباءتها واعتمر قبعتها الخرقاء بكل اقتدار من خلال حديثه عما أسماه بشبه شلل للدور السعودي في العالمين الإسلامي والعربي والذي لا يختلف اثنان على ريادته وفعاليته البناءة في المجتمع الدولي وليس في العالم العربي والإسلامي فقط.
ما خرج من ردود سورية على البيان السعودي الذي فند بشكل واضح وجلي للرأي العام العربي والإسلامي تصريحات الشرع كان ينقصها روح التفاعل العقلاني حيث عللت صمتها على تلك التصريحات بعدم رغبتها في (الانجرار إلى سجالات إعلامية لا طائل منها!!) إلا أن تلك المصادر تعلم علم اليقين أن المملكة العربية السعودية كانت وما زالت تربو وتنأى بنفسها دائماً عن السجالات الإعلامية وأن ثقلها السياسي والدولي وما تتحمله من مسؤوليات جمة تجاه أمتها العربية يفرض عليها التعامل مع مثل تلك الترهات والتبجحات بعقل المسؤولية والالتزام الذي كان من أولوياته توضيح الحقائق وتفسير الأمور لحماية روح الحقيقة من أساليب الالتفاف والقفز فوق نطاق العقل مع التأكيد على ثوابت السياسة السعودية تجاه الأشقاء العرب.
تظل المملكة العربية السعودية حاضنة العالمين العربي والإسلامي ويظل ذلك العقل السياسي السليم لصانع القرار السعودي مدرسة أكاديمية لجميع طلاب الالتزام الأخلاقي والمبدئي المبني على فلسفة وقناعات المسؤولية العربية والإسلامية والتي لا تفتأ القيادة السعودية توليها جل اهتمامها وحرصها وتبذل الغالي والنفيس للمنافحة عنها والذود عن حماها وإن شكك المشككون أو تبجح المرجفون بما لا يقبله عقل ولا تحتويه قيمة.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244