فنان يعزف على جانبي الملعب، وينثر إبداعاته في المستطيل الأخضر، صغير في عمره، كبير في عقله، ثري في أخلاقه، سريع في ركضه، مرن في حركته، حريص على تطوير مواهبه، يركز على تصويباته، دقيق في ملاحظته، ذكي في حطّاته، ملك في مراوغته.
بدأ ينضج كروياً، يعشق الكرة عشقاً أزلياً، جميع الفرق المحلية والخارجية تهابه، وتحسب له ألف حساب، لم يفقد لمعانه منذ ظهوره في الملاعب السعودية كالذهب لا يصدأ أبداً، افتقدنا مواهبه.. لاعب لا يرى بالعين المجردة تطارده دائماً وتمنعنا من التمتع بفنه الكروي الذي لا يختلف عليه اثنان، لا شك أنها إصابات الملاعب هي عدو المبدعين في الملعب.
يعتبر ظاهرة من ظواهر الكرة السعودية، ويصنف من فئة الكبار رغم صغر سنه، تدرب على أيدي كثير من المدربين والجميع أجمعوا على بزوغ موهبة كروية فريدة من نوعها في ملاعبنا السعودية، خدم المنتخب السعودي أكثر من مرة، وأصبح ورقة رابحة في أيدي أمهر المدربين.
طبعاً اللاعب الموهوب محمد الشلهوب، قد بزغ نجمه منذ نعومة أظفاره.. وأصبح يشار إليه بالبنان وقد ترعرع في براعم نادي الهلال وقد خسره المنتخب السعودي في محفلين كبيرين (كأس العالم 2006، كأس آسيا 2007)، لكني أعتبر هذا التوقف الإجباري (استراحة محارب).. حيث عانى في الفترة الأخيرة من الإصابات في ظل كثرة المشاركات الدولية والمحلية وضغط مباريات الدوري المحلي ولكنه قادم بقوة، وأشكر لصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل مكرمته بالتكفل بعلاج هذا النجم الكبير، فهنيئاً للكرة السعودية بنجمها محمد الشلهوب الموهوب، وأتمنى له العودة سريعاً لصفوف نادي الهلال وصفوف منتخبنا الوطني في المشاركات المقبلة ومنها تصفيات كأس العالم.
علي عبد الله الجيزاني- الرياض