Al Jazirah NewsPaper Thursday  16/08/2007 G Issue 12740
الريـاضيـة
الخميس 03 شعبان 1428   العدد  12740
وداعاً (مهندس الأزرق)!

لا شك في أن استقالة المهندس طارق التويجري نائب رئيس نادي الهلال من منصبه تعد خسارة كبيرة بكل المقاييس، وإن كان لي أن أصف تلك الخطوة فهي - بلا مبالغة - تُعد أولى خسائر الهلال في هذا الموسم، فما قدمه المهندس طارق طيلة عمله في إدارة النادي خصوصاً في السنة الأخيرة يفوق بكثير ما يظهر للإعلام، فهناك أدوار عديدة في نادي الهلال يؤديها التويجري بكل احترافية ومهنية عالية ولعل أقرب مثال عمله خلال الأشهر الثلاثة الماضية، فقد قام المهندس طارق لوحده بمجهود خرافي لا يقوم به سوى عاشق ومتيم بالكيان الأزرق وليس مجرد إداري يؤدي مهام عمله، في ظل غياب جماعي من الإدارة.. وإذا كان المدرج الهلالي الكبير ربما يلتمس العذر لسمو رئيس النادي كونه قد أكد إبان عدوله عن الاستقالة وقبوله بالعودة لكرسي الرئاسة بأنه سيكون خارج المملكة لفترة طويلة فإن بقية أعضاء مجلس الإدارة والأمين العام لن يعذرهم المدرج الأزرق عندما ذهبوا مع عوائلهم للاصطياف في شرق العالم وغربه تاركين المهندس طارق التويجري يصارع وحيداً على عدة جبهات، من حق أي شخص التمتع بإجازته السنوية، لكن عندما يكون هناك ظروف معينة تمنع ذلك الشخص من قضاء إجازته فلا بد له تقدير الموقف، والهلال وهو على مشارف البطولة الآسيوية التي ظلت عصيّة عليه كان المؤمل وجود إداري مثالي في هذا الظرف ولا يمنع تأجيل الاصطياف مع الأهل والأولاد لوقت آخر، فلم يكن وقتها المدرب الروماني قد حضر ولا حتى الجهاز الطبي ومستحقات اللاعبين والعاملين بالنادي لم تصرف منذ عدة أشهر ولا توجد متابعة دقيقة لعملية زراعة ملعبي النادي وفوق ذلك خزينة خاوية دفعت بنك الجزيرة لإعادة النظر في الاتفاق المبرم مع النادي الذي تفاخر به الهلاليون كثيراً، كل ذلك كان يحدث في النادي ولم نكن نرى في مكاتب الإدارة الفاخرة سوى المهندس طارق الذي تحامل على نفسه وتحمل كل هذه الأعباء رغم أنها كانت على حساب صحته ووقته والتزاماته الأسرية، إن من حق كل هلالي الحزن والضجر عندما يخسر النادي أحد أبنائه العاديين فكيف إذا كانت الخسارة خسارة رجل بحجم المهندس طارق؟!! إن من يعرف التويجري عن قرب سيكتشف مدى الثقافة العالية والكفاءة الإدارية التي يتمتع بها وفوق ذلك نبل أخلاق وتواضع وأريحية تجعلك تشعر وكأنك تتعامل مع أحد إخوتك، لقد تشرفت بالعمل تحت إدارة المهندس طارق عندما كان رئيساً للجنة العلاقات والتنظيم بمهرجان اعتزال الكابتن الدولي يوسف الثنيان، فهل أحدثكم عن قدرته الفائقة في احتواء الجميع واحترام وجهات النظر؟! أم أخبركم عن سعة صدره لكل الآراء والأطروحات التي يتم تداولها في الاجتماعات؟! أم أصف لكم تلك الابتسامة الرائعة والقفشات اللطيفة التي كان يطلقها ليرطب بها الأجواء كلما ازداد ضغط العمل في اللجنة؟! إن الفراغ الإداري الذي تركه أبو صالح كبير جداً لدرجة أني أشك في قدرة أي شخص على تغطيته - مع كامل احترامي لأعضاء مجلس إدارة الهلال - فمن الصعوبة أن تجد إدارياً وعاشقاً للكيان في نفس الوقت لا يبالي بعدد ساعات العمل أو مقدار المرتبات أو مكافآت البطولات!!

وإني هنا أعيد تساؤل أرطبون الصحافة الرياضية أستاذنا الكبير تركي الناصر السديري قبل ثلاثة أشهر تقريباً في رائعته الأخيرة (كارثة نصف القرن!) عندما أطلقها مدوية: متى سنرى أبناء النادي يديرون النادي؟! وثمة سبب آخر وراء احترامنا لعمل المهندس طارق، فقد قيل قديماً: (هذا الشبل من ذاك الأسد) فوالده الشيخ صالح العبد الله التويجري - رحمه الله - الذي لبى نداء ربه مطلع العام الهجري الحالي كان إحدى الكفاءات الإدارية الفذة التي يفخر بها الوطن ونال - رحمه الله - إثر ذلك ثقة ولاة الأمر في عدد من المواقع الإدارية بالقطاع الحكومي والقطاع الخاص وإلى جانب ذلك يُعد أحد أبرز قدماء الهلاليين، إذن فتميز (مهندس الأزرق) طارق التويجري ليس بغريب أو جديد وسيدرك الجميع عاجلاً أم آجلاً أن الهلال قد فقد طاقة إدارية تضاهي خسارة بطولة رغم أنني أتمنى عاجلاً أن تزول الظروف التي دفعت التويجري للاستقالة، لكن في النهاية سواء عاد أو لم يعد سيظل باقياً في الأفئدة وراحلاً في الأوردة ودمتم سالمين.

بالمختصر المفيد

* أوضاع نادي الهلال الحالية تغري أي كاتب وتحفزه للبحث والتقصي داخل كواليس النادي، غير أن البعض آثر الصمت لحين رؤية مستوى أداء الفريق مع بداية الموسم!

* باعتقادي أن حاجز الصمت لدى أولئك سينكسر حتماً مع صافرة مباراة الإياب الآسيوية في الرابع عشر من رمضان!

* رغم أن حجم الاستثمارات في الهلال يقدر بالملايين إلا أن العجز المالي مستمر حتى الآن! فمن المسؤول؟!

* يبدو أن نتائج التعاقد مع الدكتور (علي يقدح) بدأت بالظهور مبكراً، فلم أكن أتصور أن الشلهوب سيبدأ الدوران حول المضمار إلا مع مطلع رمضان!

* هذا التصور هو ما اعتاد عليه المدرج الأزرق إبان فترة الثنائي المدهش (برنابوك) و(فرناندو)!

* الترحيب الجماهيري العريض الذي واكب وصول المحترف البرازيلي (برونو) هل سيستمر أم ستنقلب الحال؟! الأيام (القليلة) القادمة ستحمل الجواب الأكيد.

محمد السالم - الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد