Al Jazirah NewsPaper Thursday  16/08/2007 G Issue 12740
الريـاضيـة
الخميس 03 شعبان 1428   العدد  12740
أكثر من عنوان
الاجتهاد الإداري في أنديتنا.. الهلال مثلاً
علي الصحن

يدلف الفريق الهلالي الموسم الجديد مقبلاً على جملة من الاستحقاقات المهمة التي يسعى من خلالها إلى العودة إلى جادة البطولات التي حاد عنها الموسم الفارط - على غير عادته - وإلى اللعب في بطولة العالم للأندية التي كان قد تأهل لها فعلاً قبل خمسة مواسم لكن إلغاء البطولة التي كانت مقررة في إسبانيا لظروف مادية حرمه من فرصة مهمة.. ومثل صيف الرياض الحار جاءت ظروف تحضيرات الفريق لهذه الاستحقاقات حارة على أنصاره الذين أذهلهم توالي الأحداث على فريقهم الواحد تلو الآخر بشكل جعلهم الأكثر تشاؤماً على الحال التي يمكن أن يؤول إليها فريقهم في الموسم الذي ينطلق نهاية الأسبوع المقبل.

لقد توقع الهلاليون أن يكون لخروج فريقهم من منافسات الموسم الماضي بلا إنجاز ردة فعل بمستوى الحدث.. وكانوا يمنون النفس بأن تعمل إدارة ناديهم من أجل إعادة فريقهم إلى سيرته الأولى.. لكن التوقعات والأماني ذهبت أدراج الرياح.. وبقي الفريق يرزح تحت وطأة جملة من الظروف التي قد تجعله في النهاية كخرقة بالية في مهب ريح لا ترحم.. ولا تبقي ولا تذر!! وكم يرجو الهلاليون أن يخالف فريقهم المقولة العربية الشهيرة (ليالي العيد تبان من عصاريها).. وأن يكون قادراً عندما تشتد المنافسة ويحمى الوطيس على تسجيل حضوره المعتاد.. وأن يتجاوز الملمات التي حاصرته طيلة الفترة الماضية!! حتى وإن كان الأفق الأزرق لا يحمل حالياً أي بارقة أمل لذلك.. لا سيما وأن المنافسين أشداء وقد أعدوا العدة لنيل نصيبهم وافراً من كعكة الموسم الصعب الطويل!! والشيء الوحيد الذي يراهن عليه كثير من الهلاليين حالياً هم نجوم الفريق وعصبه الحقيقي.. هؤلاء الذين كان لهم حضور وافر مشرف وكلمة طولى عندما تتكسر النصال على النصال!!

** في نادٍ كبير على مستوى القارة الصفراء وبحجم نادي الهلال ليستغرب المرء والمتابع كيف تدار الأمور باجتهادات شخصية قد تنجح في البداية لكنها لن تؤتي أُكلاً في النهاية!! أما التنظيمات الإدارية وتوزيع المسؤوليات والصلاحيات التي يعرفها من سبر الإدارة وعلومها جيداً فلا وجود لها في إدارة النادي.. وليس الهلال وحده بل غالب أنديتنا... مع أن المفروض والمنطقي أن تكون الإدارة بأسلوب المؤسسات والأشخاص.. بحيث لو استقال رئيس النادي أو انتهت فترته الرئاسية وحل البديل فإنه يواصل العمل وكأن شيئاً لم يكن لأن النظام واللوائح هي من يدير العمل.. ولكن!!

** في الهلال وفي غالب أنديتنا لا نعرف مثلاً من هو المحاسب القانوني.. ولا الموازنة المالية للنادي ولا كيفية توزيع بنودها.. ولا إيضاحاً حقيقياً للأصول والخصوم.. والإيرادات والمصروفات.. ولا الأسلوب الإداري العلمي الذي يدار به العمل.. ولا كشف حساب شهرياً.. ولا طريقة توزيع الصلاحيات وتحديد المسؤوليات.. كل شيء يدار بالاجتهاد.. وعندما يغيب المسؤول الأول تتوقف عجلة النادي عن الدوران وينشل العمل.. ويحدث له كما حدث للهلال في هذا الصيف.. إلى درجة أن نائب الرئيس استقال فجأة وتعطلت صفقات النادي المحلية للفريق الكروي رغم الحاجة الملحة له.. واكتفى بالتعاقد مع لاعب أجنبي مغمور مع أن الحديث حتى قبل ساعات من وصوله كان عن لاعب له اسمه وقيمته يكون خير داعم فني للفريق في المرحلة الصعبة التي يقف على أعتابها!!

** عندما تدار الأمور بالشكل الذي يحدث في الهلال وفي غالب أنديتنا - للأسف - فإن من الصعوبة الحديث عن تحضيرات الفرق الأخرى لبقية ألعاب النادي.. التي تبقى مهملة حتى تقترب منافساتها.. وحينها لا تسأل عن سبب ضعف مستوى هذه الألعاب بالكلية وبالتالي ضعف مستوى منتخباتها وخفوت حضورها خارجياً إلا ما ندر ولألعاب محدودة أيضاً.

** إن الواقع الحالي وزمن الاحتراف والمتغيرات المتتالية من حولنا تفرض على أنديتنا أن تعيد دراسة أسلوبها في الإدارة.. وأن تسعى لمسايرة التطور الحاصل في كل المجالات والشؤون.. فالأسلوب الذي كان مناسباً لإدارة وقتها قبل سنوات لم يعد صالحاً حالياً.. بل ربما كان سبب تأخرها وتراجع نتائجها وضعف مردودها على كافة الأصعدة وفي مختلف الألعاب، وحينما أتحدث عن الهلال كمثال في هذا المقال فلأنه النادي الكبير الذي يجب أن يكون القدوة في كيفية إدارة العمل بأسلوب علمي يتوافق مع روح العصر الحديث.

** الواقع يطلب أن نتجاوز مرحلة الإدارة بالاجتهاد.. وأسلوب إدارة الأزمات إلى أسلوب علمي وفق أطر وقواعد ومنهجية واضحة.. وواضحة جداً.

** أعود إلى نقطة البداية والاستحقاقات الهلالية المقبلة.. وأقول لو أن ثمة نظاماً إدارياً علمياً حقيقياً يطبق في نادي الهلال.. لما تعرض الفريق الكروي لكل هذه الظروف.. وكان الآن في أحسن أحواله الفنية، تأهباً للمشوار الصعب المقبل.... ولكن!!!!

** أخيراً... في جميع المؤسسات والهيئات والشركات يصدر سنوياً ما يُسمى بالتقرير السنوي.. فهل سبق أن أصدرت أنديتنا مثل هذا التقرير الذي يكشف إنجازات الجهة وموقفها المالي وكل ما لها وما عليها؟.. الإجابة للأسف لا.. وكل ما نشاهده مجرد أرقام عامة تصدر عند انعقاد الجمعية العمومية فقط.. أو مجرد موازنة تقديرية فقط وتخص الفريق الكروي وهي تحمل أرقاماً دون تفصيلات توضح ماهيتها ومصادرها بشكل تفصيلي سليم.

للتواصلsa656as@yahoo.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6529 ثم إلى الكود 82244

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد