لدينا أكثر من مائة بعثة دبلوماسية متنوعة بين قنصلية وسفارة ومهما كان المسمى إلا أن نجاح هذه البعثة أو فشلها في تأدية عملها مرتبط برئيس هذه البعثة فإن كان متمرساً وصاحب خبرة فسيشار إليه وإلى بعثته بالبنان وسيلمس المواطن الذي يصل إلى هذه البعثة مجهود هذا الرئيس ونتائج جهوده، وهذا هو المطلب الذي يؤكده خادم الحرمين الشريفين وسمو وزير الخارجية.

والحقيقة التي قبل خمس سنوات تقريباً أنني زرت إحدى سفاراتنا بالخارج وصادف وجودي في تلك السفارة أول يوم لمباشرة سفير شاب لطيف متحمس باشر عمله بالسفارة وتحدث معه سريعاً ورأيت بعينيه ذكاءً فطرياً ووطنية جمة ولطفاً جماً وحباً للوطن والمواطن ورغبةً بالعمل ورقياً في التعامل فاستبشرت خيراً علماً بأنني لم أكن مطمئناً وقلت في نفسي لربما هذا الحماس وقتي قد يتلاشى مستقبلاً مثله مثل بعض المسؤولين الذي رأينا كيف كانت فورتهم عند استلام مناصبهم وأصبح ذلك نسياً منسياً ومرت السنون تتوالى ويزداد إعجابي بهذا السفير ويكبر يوماً بعد يوم بعيني مما أراه وأسمعه عنه من كافة المواطنين الذين يرتادون هذه السفارة، فهذا السفير عملي من الطراز الأول لم أحضر للسفارة خلال تلك السنوات ولم أجده قبل الموظفين نشاهده في مراجعاتنا للسفارة يتفقد العمل ويسهل أمور المواطنين ويوجه بمساعدتهم سن عادة حميدة لم تنقطع حسب علمي إطلاقاً حيث يستضيف المواطنين والمقيمين والزائرين في منزله كل جمعة يسأل عن هذا ويلاطف ذاك يسأل عمن يتخلف ويتقصى أسباب عدم حضوره ومن خلال علاقتي العملية فيه واحتكاكي بالسفارة وجدته متابعاً لكل صغيرة وكبيرة يقدم المشورة والرأي فيما يخدم بلده ومواطنيه وهنا يحضرني موقف وطني يسجل له أيضاً ففي آخر أيام عمله بالسفارة وهو في حفلة وداع أُقيمت له من قبل إحدى السفارات في كولومبو وردة خبز عن احتمال تعرض أحد المواطنين لمشكلة وأن عائلته تبحث عنه في سريلانكا فاستأذن من الحفل وخرج وعمل اتصالاته مع أعضاء السفارة وكلفهم بالبحث عنه وإفادته عاجلاً ولم يهدأ له بال حتى تأكد أن هذا المواطن غادر سريلانكا ولم يتعرض لأي أذى، وهذا السفير لما يتميز به توقعت له مستقبلاً باهراً وهو بتلك الصفات لمعرفتي أن المسؤولين بوزارة الخارجية متابعون ويقدرون مثل هؤلاء الرجال، وحقيقة على الرغم من إعجابي بهذا الرجل ورغبتي الإشادة به منذ مدة إلا أنني لم أفعل خوفاً من يفسر ذلك بأنه ربما تكون لمصالح وأهداف واليوم وهذا السفير يودع مكانه إلى مكان قد يكون له أهمية أكبر ليس لأعمال اللجنة أو أعمالي الخاصة علاقة به فإنني أشيد بسعادة السفير محمد محمود العلي سفيرنا بدولة سريلانكا الذي يودع هذه الأيام لمباشرة عمله الجديد سفيراً للمملكة بجنوب إفريقيا نتمنى له التوفيق بعمله الجديد وندعو الله أن يحفظه ويزيده الصحة والعافية ونشكر سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل على اختيار هذا الرجل فهو الرجل المناسب بالمكان المناسب والشكرموصول لكافة المسؤولين بوزارة الخارجية والأمل بأن يكون كافة سفرائنا بهذا المستوى وأفضل والشكر موصول لكافة أعضاء السفارة بسريلانكا الذين ساندوا هذا السفير وحققوا معه ما يصبو إليه أميرنا المحبوب وزير الخارجية والله من وراء القصد.

سعد البداح

رئيس اللجنة الوطنية للاستقدام